شهد علماء أخيرا، بعد ما يقرب من 50 عاما من الانتظار، انفجار أشعة غاما مباشرة في حدث سجل رقما قياسيا لألمع ضوء شهدته البشرية على الإطلاق.
ووقع انفجار أشعة غاما القصير (ولكنه قوي للغاية) على بعد نحو 7 مليارات سنة ضوئية، وبعث طاقة عالية (في بضع ثوان) أعلى مما تحرقه الشمس خلال 20 مليار سنة، حيث “تمزق” نجم يموت في قلب “سوبر نوفا” (مستعر أعظم) في 14 يناير عام 2019.
وكُشف عن الانفجار المسمى GRB 190114C، بواسطة مرصد Neil Gehrels Swift، وتلسكوب الفضاء Fermi Gamma-ray. وفي غضون 22 ثانية فقط، نُقلت الإحداثيات إلى علماء الفلك في جميع أنحاء العالم.
وأجرى تلسكوبان رئيسيان لتصوير أشعة غاما (MAGIC) في جزر الكناري، مسحا أوليا للانفجارات، حيث اكتشفا جزيئات الضوء التي تبلغ قوتها 0.2 فولت و1تيرا إلكترون فولت (TeV).
وهذا يعادل الطاقة الحركية الصادرة عن اصطدامات البروتون في مصادم هادرون الكبير، أقوى مسرع للجسيمات طورته البشرية على الإطلاق.
وقالت الدكتورة غيما أندرسون، المعدة المشاركة في الدراسة: “إنها حيوية تريليون مرة أكثر من الضوء المرئي. إنها تجعل هذا المصدر الأكثر إشراقا لفوتونات TeV في الكون”.
وهذه هي المرة الأولى التي يُلاحظ فيها هذا النوع من الانفجار GRB مباشرة، منذ اكتشاف الظواهر قبل 46 عاما، حيث لا يمكن اكتشافها إلا عندما تكون الحزم موجهة مباشرة إلى الأرض، ويجب أن تكون الزاوية مثالية، حيث يطلق المستعر الأعظم المواد في الفضاء عند 99.99% من سرعة الضوء، وهذا يعني أساسا أنه لا يوجد هامش للخطأ في رصد حدث مماثل.
المصدر: روسيا اليوم