تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 15-11-2019 في بيروت العديد من الملفات المحلية والإقليمية، كان أبرزها تأكيد مصادر على صلة مباشرة بالتفاوض الجاري حول تشكيل الحكومة تسمية رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري الوزير السابق محمد الصفدي، بعد يوم أمني طويل تخلله عملية قطع طرقات شملت العديد من المناطق اللبنانية، وشهدت ظهوراً مسلحاً في منطقتي تعلبايا وسعدنايل البقاعيتين، وتعرّض الجيش اللبناني خلالها لاعتداءات، شهدت مثلها منطقة جل الديب أثناء محاولة الجيش فتح الطريق ليلاً، في ظل إجماع سياسي ووطني وعسكري وأمني على خطورة مواصلة التساهل مع قطع الطرقات..
الأخبار
ترشيح الصفدي: مناورة أم استفزاز؟
تناولت جريدة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول “حتى الساعات الأولى من فجر اليوم، لم يكن واضحاً ما إذا كانت قوى السلطة قد توافقت فعلاً على ترشيح النائب السابق محمد الصفدي لرئاسة الحكومة، أم ان ما جرى لا يعدو كونه مناورة لتحقيق هدف لا يزال مجهولا. قرار تسمية الصفدي يعني استفزازاً للشارع المنتفض، ولكثيرين من الذين لم ينزلوا إلى الشوارع، لكنهم كانوا يأملون ان تشكّل الهبّة التشرينية أداة للضعط على قوى السلطة لتغيير سلوكها وسط الانهيار النقدي والمالي والاقتصادي العام. فالصفدي، في نظر الجمهور، هو بطل فضيحة «الزيتونة باي»، وهو احد المشتبه في تورّطهم بصفقة اليمامة الذائعة الصيت في الفساد بين بريطانيا والسعودية، وهو من نادي وزراء الأشغال العامة القليلي الانتاجية والسيئي السمعة الذين مروا على الوزارة، وكان نائباً «شبه مستقيل»، ووزيراً للمالية «أكثر استقالة». هو من أقل الوزراء والنواب «انتاجية». حتى رئيس الحكومة المستقيل، سعد الحريري، يبدو أكثر انتاجية منه. أمام هذه الصورة، لماذا اختير الصفدي؟ هل هي مناورة من الحريري الذي يريد إحراق جميع المرشحين ليعود بشروطه هو لا بشروط الآخرين؟ أم ان ثمة من يتعمّد استفزاز الشارع لأهداف لا تزال مجهولة؟ الأسئلة تبدو غير منطقية، لكنها مشروعة في ظل اللجوء إلى خيار «غير منطقي» كترشيح الصفدي. مَن اتخذ قرار ترشيح النائب الطرابلسي السابق، في ما لو صحت الاخبار عنه، يبدو غير مدرك لما يدور في الشارع، ولحجم الاحتقان بين الناس.
حتى ما بعد منتصف الليل، لم يخرج سوى إعلام تيار المستقبل ليؤكد تسمية الصفدي. مسؤولو حزب الله وحركة امل التزموا الصمت. اما مصادر التيار الوطني الحر، فأكّدت الاتفاق، مشيرة إلى أن رئاسة الجمهورية قد تعلن اليوم مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيس للحكومة، التي يُتوقع ان تكون نهاية الأسبوع الجاري. وبحسب المصادر، تمنّى المجتمعون في منزل الحريري أمس (رئيس الحكومة المستقيل والوزيران جبران باسيل وعلي حسن خليل، والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل) أن يختار كل فريق سيشارك في الحكومة وزراء «غير استفزازيين»، إضافة إلى اختصاصيين.
الغضب على تسريب اسم الصفدي أتى من مكانين: الناس المنتفضون الذين تجمهر عدد منهم في خليج «مار جرجس في بيروت («الزيتونة باي»)، وفي محيط منزل الصفدي في طرابلس، احتجاجاً؛ والقوات اللبنانية التي وجدت نفسها مرة جديدة خارج دائرة القرار، فنزل انصارها إلى الشارع في أكثر من منطقة في جبل لبنان الشمالي، إلى جانب عدد كبير من المواطنين، ما حال دون قدرة الجيش على منع إقفال الطريق في جل الديب. وبدا لافتاً أن مناطق نفوذ تيار المستقبل، باستثناء مدينة طرابلس، التزمت التهدئة، بعدما كان الحريري قد أبلغ جميع القوى الامنية، ومسؤولي تياره، ببذل كل جهد ممكن للتوقف عن قطع الطرقات.
في الاتصالات السياسية، تبيّن أن حركة امل وحزب الله كانا، حتى في الاجتماع الذي عقد في وادي أبو جميل ليل أمس، متمسكين بعودة الحريري لترؤس الحكومة. لكن الأخير كان حاسماً بالرفض. في المقابل، توافق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحريري على اسم الصفدي.
وفيما لم يتضح بعد شكل الحكومة العتيدة، استمرت المصارف في إغلاق أبوابها لليوم السابع على التوالي. وخلافاً للسبب المعلن، أي إعلان اتحاد نقابات موظفي المصارف الإضراب إلى حين الوصول إلى خطة أمنية تحمي سلامة المستخدمين والمودعين، فإن أحداً لا يشك في أن القرار هو قرار جمعية المصارف، التي تتلطى خلف الموظفين، لإقفال المصارف في وجه المودعين وضبط حركة سحب الأموال وتحويلها. وقالت مصادر مصرفية لـ«الأخبار» إن البحث يتركّز حول إمكان إعادة فتح المصارف أبوابها يوم الإثنين المقبل، بعد تأمين السيولة الكافية للاستجابة لطلبات الزبائن.
وأعلن المجلس التنفيذي لاتحاد نقابات موظفي المصارف، في بيان أمس، الاضراب والتوقف عن العمل اليوم أيضاً، مثمّناً في الوقت نفسه «الجهود التي يبذلها رئيس وأعضاء مجلس ادارة جمعية مصارف لبنان مع الجهات الامنية ومصرف لبنان، بهدف ايجاد خطة أمنية تحمي سلامة المستخدمين والمودعين على السواء». كما أمل، من جهة أخرى، أن يتبلّغ من مجلس إدارة الجمعية «آلية تخفّف من الاجراءات التي طبقتها إدارات المصارف مؤخرا وأدت الى حالة من الهلع والخوف لدى المودعين».
اللواء
لحظة التسوية الميِّتة: الإتفاق على ترشيح الصفدي وإنهاء الحَراك بالقوّة
الدعوة إلى الإستشارات الملزِمة اليوم .. وتصاعُد الاحتجاجات في الشوارع إعتراضاً على تحدّي الإرادة الشعبية
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “آخر، ما وصلت إليه بورصة مساعي التكليف، المرتبطة على نحو غير دستوري، بالتأليف، بعد مضي 28 يوماً على انتفاضة الشعب اللبناني بوجه الطبقة الفاسدة، المريضة، والعاجزة عن إيجاد جسر للعبور إلى الحل، بعد استقالة الرئيس سعد الحريري، هو بقاء كل فريق على موقفه على الرغم من الكلام المنقول عن رئيس الجمهورية ان التأليف سيكون خلال أيام..
مصدر واسع الاطلاع، كشف لـ«اللواء» ان اتصالات الساعات القليلة الماضية، أسفرت بعد اجتماع وزير المال في الحكومة المستقيلة علي حسن خليل والمعاون السياسي لحزب الله حسين خليل مع الرئيس الحريري في بيت الوسط، والذي انتهى إلى ولادة تسوية سياسية تقضي بالاتفاق على:
1- ترشيح النائب محمّد الصفدي لرئاسة الحكومة.
2- وهذا الترشيح يدعمه حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة أمل وتيار المستقبل..
3- على ان تؤلف حكومة تكنو-سياسية يرجح ان تكون من 24 وزيراً، يكون فيها وزراء الدولة سياسيون، اما الباقون فتكنوقراط.
وعليه، كشفت مصادر قصر بعبدا ان الدعوة للاستشارات الملزمة ستصدر اليوم، مرجحة ان تبدأ هذه الاستشارات بدءاً من غد السبت، ولغاية الاثنين المقبل. ولم تستبعد المصادر إذا وافق النائب الصفدي ان لا يتأخر تأليف الحكومة.
وكان الرئيس الحريري التقى مساءً رؤساء الحكومات السابقين: نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام. وكشفت جهات سياسية تتابع عملية تشكيل الحكومة الجديدة، أن الاتصالات طوال الأيام الماضية،لم تؤد الى أي حلحلة لإقناع الرئيس سعد الحريري لتغيير موقفه الرافض لتشكيل حكومة تكنو سياسية، بل اصر على موقفه هذا وأكد لمن تواصل معه تشبثه بتشكيل حكومة انقاذ وطني مؤلفة من شخصيات مشهود لها وموثوق بها، تستطيع العمل بانسجام وتحقق صدمة ايجابية فعلية وتحظى برضى الحراك في الشارع، في حين لايمكن لحكومة تكنو سياسية أو على غرار الحكومة المستقيلة ان تفعل فعلها في هذا المجال. وقد أظهرت الوقائع استحالةتكرار هذه التجربة الفاشلة مرة أخرى، أن كان بالممارسة أو بالشارع الذي اسقطها.
وابلغ الرئيس الحريري كل الاطراف السياسيين موقفه النهائي هذا ضمن جملة واسعة من الاتصالات اجراها في الساعات الماضية،ولكنه أبدى بالمقابل استعداده لتأييد أي شخصية قادرة وموثوق بها يمكن تسميتها لهذه المهمة بدلا منه، من الدخول في طرح تسميات محددة بهذا الخصوص. الا انه وبرغم موقف الرئيس الحريري هذا ترددت معلومات ان هناك محاولة جديدة يبذلها الوزير علي حسن خليل وحسين خليل في زيارتهما الليلة الماضية لبيت الوسط ويحملان معهما أفكارا جديدة لعرضها على الرئيس الحريري ومن بينها اشراك بعض الوجوه السياسية غير المستفزة وباعداد محدودة جدا لعلها تقنع الرئيس الحريري بتغيير موقفه ويعدل عن رفضه رئاسة الحكومة المقبلة.
من جهة ثانية، لوحظ أن الوزير جبران باسيل قام بتحرك مفاجئ باتجاه بكركي بهدف استيعاب نقمة البطريرك الراعي لجهة تأخير الرئاسة الاولى في تحديد موعد الاستشارات النيابية والتباطؤ الملحوظ في انطلاق عملية تشكيل الحكومة الجديدة وحاول قدر الإمكان امتصاص هذه النقمة والتأكيد بان عملية تشكيل الحكومة الجديدة قاربت على نهايتها خلافا للواقع، ومحاولا في الوقت نفسه اعطاء انطباع باهمية دوره في عملية التشكيل وإعادة تعويم نفسه بعد الاعتراض والرفض الذي يعم الحراك الشعبي ضده ولاسيما بالوسط المسيحي تحديدا.
لكن مصادر بيت الوسط لم تخرج بالسير في هذا الاقتراح، سواء لجهة صيغة الحكومة، أو حتى المشاركة في أية حكومة جديدة. وكان نقل عن الرئيس نبيه برّي انتظاره انفراجات على الصعيد الحكومي، والمالي أيضاً الأسبوع المقبل، مشيراً إلى ان الموفد الفرنسي أبلغه ان مقررات مؤتمر سيدر ما تزال سارية المفعول.
في بعبدا، حسم الرئيس عون امره، وأعطى الأوامر إلى قيادة الجيش اللبناني بفتح الطرقات، ولكن من دون ان يؤثر هذا على الحراك، وسط تشديد على تأليف الحكومة، خلال الأسبوع المقبل. وشدّد الرئيس عون على ضرورة عودة العجلة الاقتصادية في القريب العاجل، وهذا ما أكّد عليه أيضاً امام وفد الهيئات الاقتصادية والمجلس الاقتصادي- الاجتماعي.
وكانت صدرت امس، من قصر بعبدا وبكركي اشارات عن ايجابيات بقرب تشكيل الحكومة،حيث قال الرئيس عون امام وفود دبلوماسية: أن المطالب التي رفعها المعتصمون في الساحات هي موضع متابعة وستكون من اولى اهداف الحكومة العتيدة التي نعمل لتتشكل في القريب العاجل. وأكد ان التعاطي مع المستجدات يتم انطلاقاً من المصلحة الوطنية التي تقتضي التعاون مع الجميع للوصول الى تحقيق الاهداف المرجوة، لاسيما وأن الكثير من المطالب التي رفعها المعتصمون سبق أن احالها بموجب اقتراحات قوانين الى مجلس النواب وتبنتها الحكومة قبل أن تقدم استقالتها، ويبقى على مجلس النواب ان يقرّها من اجل تسهيل عملية مكافحة الفساد ومحاسبة المرتكبين ورفع الحصانات وغيرها من الاجراءات الضرورية.
كما إن الوزير جبران باسيل ابلغ البطريرك بشارة الراعي خلال زيارته له امس، «أن التشاور بشأن تشكيل الحكومة بلغ مرحلة متقدمة، وأن التيار الوطني الحر قدّم كل التسهيلات وهو من أكثر المستعجلين لتشكيل الحكومة التي تلبي مطالب الناس وتحظى بالثقة النيابية، والمهم بالنسبة الى التيار الوطني الحر هو ولادة الحكومة وتفادي أي خطوة ناقصة قد تدخل البلاد في المجهول او تسبب مشكلة يصعب الخروج منها».
دبلوماسياً، اعرب مدير دائرة شمال افريقيا والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية السفير كريستوف فارنو، خلال مؤتمر صحفي عقده في قصر الصنوبر، عن أمله في تشكيل سريع للحكومة لاتخاذ قرارات سريعة. وردا على سؤال عن مهمته في المرحلة المقبلة بعد ان استمع الى اللبنانيين وهل ستقوم فرنسا بوساطة مع عدد من الدول المعنية بالشأن اللبناني، قال: «المرحلة المقبلة هي لتشكيل حكومة جديدة، صحيح ان فرنسا هي في قلب المجموعة الدولية ونحن نساند قدر الأمكان، ولكن الأولوية الان هي في تفكيك حالة الجمود التي تحدثنا عنها ولانسياب الأمور وللتمكين من استنباط حلول لإيجاد حكومة وهذه ستكون بمثابة الإشارة القوية التي ينتظرها الجميع».
واذا كان سيبحث الموضوع اللبناني مع نظيره الأميركي شينكر خلال زيارته الى باريس، قال: «أعتقد اننا سنتحدث عن الموضوع حتما اذا زرت باريس، كما سنتحدث عن شؤون المنطقة. ان المجموعة الدولية تهتم بما يحصل في لبنان، ومن المهم ان نتحدث عن الموضوع ولكن في اطار بناء».
على صعيد عمل المصارف، أعلنت نقابة موظفي المصارف استمرار الإضراب اليوم «إلى حين تبلّغنا الخطة الأمنية والإجراءات الواجب اتباعها في ما خص التعاطي مع العملاء»، لكن مع استمرار تلبية حاجات الزبائن من السيولة عبر أجهزة الصرّاف الآلي، وتأمين خدمات مراكز الاستعلام Call Center للردّ على استفسارات الزبائن وطلباتهم. وأكدت المصادر حرص نقابة الموظفين الشديد، على «ضمان ظروف جيّدة لعملهم من قِبَل الأجهزة الأمنية المعنيةّ، من هنا شددت على ضرورة انتظار ردّ وزيرة الداخلية والبلديات ريّا الحسن في شأن مشاوراتها مع القيادات الأمنية الأخرى».
الوضع الميداني
ولليوم الثامن والعشرين على التوالي، في حراك الانتفاضة الشعبية في الشارع، ينتقل من ساحة إلى ساحة على وقع استمرار الاتصالات السياسية للتوافق على مرشّح لتأليف الحكومة.. وعاد المتظاهرون إلى الشوارع مجدداً وحصلت إشكالات بينهم وبين الجيش في مناطق عدة عمد فيها إلى فتح طرق عدة أغلقوها في استراتيجية متبعة منذ بداية حراكهم. وخلال التشييع في بلدته الشويفات شرق بيروت، انضم متظاهرون إلى عائلة الشهيد علاء أبو فخر الذي لف نعشه بالعلم اللبناني. وهتف مشيعون «ثورة، ثورة» و«ثوار أحرار سنكمل المشوار»، ونثروا الأرز والورود على جثمانه.
وخلال قطع الطريق في منطقة خلدة جنوب بيروت، وقع إشكال بين المتظاهرين وسيارة تقل عسكريين تطور الى إطلاق نار من جانب أحد الجنود ما تسبب بمقتل أبو فخر (38 عاماً) أمام زوجته وطفله. وأعلنت قيادة الجيش بدء التحقيق مع مطلق النار. واعتبرت منظمة العفو الدولية ما حصل «انتهاكاً لحقوق الإنسان»، داعية السلطات إلى إحالة القضية إلى القضاء المدني. وأشارت إلى حادثة أخرى الشهر الماضي استخدم فيها الجيش الرصاص الحي ضد المتظاهرين في منطقة البداوي (شمال)، ما أسفر عن إصابة محتجين إثنين على الأقل بجروح. وقالت هبة مرايف، المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، إن «مقتل علاء أبو فخر والإصابات التي وقعت أثناء الاحتجاج في البداوي هي انتهاكات لحقوق الإنسان، يجب أن ينظر فيها القضاء المدني». وأضافت إن «محكمة مستقلة تماماً هي وحدها كفيلة بتحقيق العدالة لعلاء وعائلته، ولمنع وقوع حوادث مماثلة مستقبلاً في سياق الاحتجاجات المستمرة».
وتدخلت وحدات الجيش اللبناني بعشرات العناصر لفتح الطريق في جل الديب، شرق بيروت، ووقعت مواجهة بين العناصر العسكرية والمتظاهرين وأوقف الجيش ثلاثة متظاهرين في جل الديب عرف منهم جوزف وجوليان روحانا. وليلاً تحرّكت الجموع المحتشدة في ساحة النور في طرابلس باتجاه منزل الصفدي، اعتراضاً على احتمال تكليفه تأليف الحكومة، فضلاً عن التجمعات الليلة في الزيتونة بي التي تعود ملكيتها للصفدي.
البناء
الجيش يفتح طرقات عدة ويواجه اعتداءات في مناطق من البقاع وجبل لبنان
الحريري يختار الصفدي بدل سلام للحكومة… ضمن صفقة متكاملة… ويتنصّل علناً
الشارع يرفض التسمية واحتمالات العودة إلى التفاوض على حلول للمأزق الحكومي
صحيفة البناء كتبت تقول “على إيقاع يوم أمني طويل ترافق مع تشييع ابن الشويفات علاء أبو فخر الذي سقط أثناء تلاسن مع سيارة عسكرية، خلال قطع طريق خلدة، تخللته عملية قطع طرقات شملت العديد من المناطق اللبنانية، وشهدت ظهوراً مسلحاً في منطقتي تعلبايا وسعدنايل البقاعيتين، وتعرّض الجيش اللبناني خلالها لاعتداءات، شهدت مثلها منطقة جل الديب أثناء محاولة الجيش فتح الطريق ليلاً، في ظل إجماع سياسي ووطني وعسكري وأمني على خطورة مواصلة التساهل مع قطع الطرقات وقد تحوّلت إلى سبب لمجموعة أحداث بات يخشى معها تفاقم الفوضى وصولاً لحدوث ما لا تُحمد عقباه، كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبدا ليلاً أن قراراً نهائياً اتخذ على مستوى قيادة الجيش والقوى الأمنية بوضع حد نهائي حاسم لكل عمليات قطع الطرقات، التي ستشهد الاختبار الأهم اليوم وخلال عطلة نهاية الأسبوع.
المفاجأة جاءت من المستوى السياسي، حيث أكدت مصادر على صلة مباشرة بالتفاوض الجاري بين رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري، وثلاثي الأغلبية الحكومية المكوّن من التيار الوطني الحر وحركة أمل وحزب الله، أن الجلسة الأخيرة التي جمعت الحريري مع المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل ووزير المالية علي حسن خليل، قد شهدت تبليغ الحريري لـ الخليلين ، توافقه مع رؤساء الحكومات السابقين على تسمية الوزير السابق محمد الصفدي، بدلاً من الرئيس السابق للحكومة تمام سلام الذي كان المرشح الأوفر حظاً حتى ساعات المساء. وقالت المصادر إن الحريري أكد دعم دار الفتوى للتسمية ومشاركته في الحكومة الجديدة بوزراء يقوم بتسميتهم مشترطاً عدم طرح أي أسماء من خارج عباءة زعامته في طائفته.
سرعان ما تراجع الحريري بعد وضع الاسم في التداول ظهرت الضجة الشعبية التي بدأت في طرابلس، وعمّت ساحات بيروت خصوصاً المعتصمين أمام منشأة الزيتونة باي التي يملكها الصفدي بموجب عقد مع شركة سوليدير يعتبره الحراك الشعبي من علامات نهب المال العام باستثمار أراضٍ تملكها الدولة من خلال حصتها من ردم البحر من قبل شركة سوليدير، مقابل إيجار رمزي هو 2500 ليرة لبنانية للمتر الواحد الذي يعادل ثمنه عشرات آلاف الدولارات، ونشر موقع المستقبل أن الاسم عرض في المشاورات ولكن لا تفاهم ولا نقاش على شكل الحكومة ولا حول المشاركة فيها، بصورة أوحت أن الحريري يرمي عبء التسمية على الآخرين، وينفي وجود صفقة كاملة قام بعرضها تتضمن مشاركته وشروطه للمشاركة.
المصادر المتابعة تحدثت عن فرضية أن يكون طرح الحريري بالون اختبار يؤكد من خلاله لشركائه في الحكومة السابقة أن لا خيار أمامهم سوى العودة للبحث بشروط جديدة للتفاهم معه على تسميته لرئاسة الحكومة، لكن من موقع أفضل بعد أن يكون الشارع قد تكفّل بإسقاط اسم الصفدي. وقالت المصادر لو كان الحريري مخلصاً لفكرة البحث عن اسم بديل لكان اسم الرئيس تمام سلام خياره الأول.
تكثفت الاتصالات واللقاءات في محاولة أخيرة للتوصل الى اتفاق قبل أن يتجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى تحديد موعد للاستشارات النيابية خلال 48 ساعة إذا توصلت المشاورات الى اتفاق نهائي، وذكرت قناة الـ او تي في أن اجتماعاً مرتقباً سيعقد بين رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري ووزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل لاستكمال البحث في الملف الحكومي.
وقد قدم باسيل بحسب المعلومات طرحاً يقوم على ترؤس الحكومة شخص غير الحريري على أن تسمّي الكتل وزراء التكنوقراط. أما مصادر نيابية في التيار الوطني الحر فتشير لـ البناء الى أجواء ايجابية لاحت في الساعات القليلة الماضية لكن لم تظهر حتى الآن كاتفاق واضح والامر يحتاج الى 48 ساعة لتبيان الخيط الابيض من الاسود ، كاشفة عن توجّه لدى رئيس الجمهورية لتحديد السبت المقبل موعد للاستشارات النيابية .
وتحدثت المصادر عن صيغتين في التداول: حكومة برئاسة الحريري تضم تكنوقراط محسوبين على أحزاب او حكومة تكنوسياسية برئاسة شخصية أخرى يوافق عليها الحريري، لكن الرئيس عون يطلب ضمانات مؤكدة بأنها ستحظى بموافقة الحريري. وتضيف المصادر بأن فصل النيابة عن الوزارة متفق عليه بين جميع الوزراء إذا تم الاتفاق على باقي النقاط العالقة .
ومساء أمس، عقد اجتماع في بيت الوسط ضم الحريري والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل ووزير المال علي حسن خليل للبحث في الشأن الحكومي والبت في صيغة الحل.
وأفادت مصادر بيت الوسط الى أن المشاورات حول البديل مستمرة، والرئيس الحريري يريد ان يكون شريكاً بتسهيل الامور من خلال التوافق على شخصية مؤهلة لمواجهة تحديات المرحلة اقتصادياً ، وأكدت المصادر أن الكلام على ان الفريق المعني بالتكليف يَنتظر جواباً على اسماء مقترحة غير صحيح لأن أجوبة الحريري أصبحت في عهدة رئاسة الجمهورية .
وأكد رئيس الجمهورية خلال لقاءات دبلوماسية في بعبدا أن العمل قائم لمعالجة الاحداث ولا سيما الاوضاع الاقتصادية وتشكيل حكومة جديدة ، مشيراً الى أن المطالب التي رفعها المعتصمون في الساحات هي موضع متابعة وستكون من أولى اهداف الحكومة العتيدة التي نعمل لتتشكل في القريب العاجل .
ومن بكركي أكد باسيل، على وجوب تشكيل حكومة تحظى بثقة الشعب اللبناني في أسرع وقت. وعلم ان باسيل أبلغ البطريرك الراعي أن التشاور بشأن تشكيل الحكومة بلغ مرحلة متقدّمة وأن التيار الوطني الحر قدّم كل التسهيلات، وهو من أكثر المستعجلين لتشكيل الحكومة التي تلبّي مطالب الناس وتحظى بالثقة النيابية والمهم بالنسبة الى التيار هو ولادة الحكومة وتفادي أي خطوة ناقصة قد تدخل البلاد في المجهول او تسبّب مشكلة يصعب الخروج منها، وأكثر ما يقلق الوزير باسيل والتيار هو المحاولة الخطيرة التي يقوم بها البعض لتقطيع أوصال المناطق عن بعضها البعض والدفع باتجاه صدام يؤدي الى الاقتتال وضرب السلم الأهلي ويدخل البلاد في فتنة يتحمل مسؤوليتها اصحاب المشاريع الميليشياوية في البلاد .
وخطف مشهد الاعتداء على الجيش اللبناني في مناطق محسوبة على تيار المستقبل الأضواء، لا سيما في تعلبايا وسعدنايل في البقاع، بعد أن حاول الجيش فتح الطرقات في المنطقة، ما لاقى مقاومة شرسة من بعض قطاع الطرق المحسوبين على المستقبل، ما دفع بمصادر أمنية الى التحذير من أن هذه الممارسات الميليشياوية المخالفة للقوانين تهدف الى تهديد الجيش وإحراجه لإخراجه من أماكن قطع الطرقات واستمرار الاستفزاز بحق المارة لاستدراج الفتنة بعد ان يصبح شارعاً مقابل شارع. واوضحت المصادر لـ البناء أن الجيش بتصديه باللحم الحي لقطاع الطرق يدافع عن الوطن ويدفع الفتنة ويحمي السلم الأهلي ، وذكرت المصادر بـ مشاهد عدوان تنظيمات الإرهابية داعش والنصرة على الجيش في عرسال وبعض مناطق الشمال وهناك مَن يريد تكرار هذا المشهد عبر قطاع طرق بلباس مدني .
وعلمت البناء أن القرار الذي اتخذ بقيام الجيش اللبناني بفتح الطرقات المقفلة نهائي ولا عودة إلى إقفالها. لكن مناطق مختلفة أمس، شهدت اقفالاً للطرقات لا سيما في خلدة والناعمة وبرجا ومجدل عنجر.
وكان وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب أكد بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة أمس، طلب من القضاء العسكري المختص إجراء التحقيق الوافي والسريع بالحادثة الأليمة التي أودت بحياة علاء أبو فخر وعدم حصر التحقيق بالمرافق العسكري الذي أطلق النار كي لا يفلت أحد من العقاب إذا كان مداناً .
على صعيد آخر، اعلنت نقابة موظفي المصارف الاستمرار في الإضراب اليوم اما الهيئات الاقتصادية فطالبت بعد زيارتها رئيس الجمهورية في بعبدا، بالإسراع في تشكيل حكومة جديدة ذات مصداقية، للانصراف إلى معالجة الأوضاع الحياتية الراهنة .
المصدر: صحف