أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة، أن”إسرائيل تهدد في إعلامها ببنك الأهداف، ونحن في سرايا القدس لدينا بنك أهداف كبير وسنستهدفه”.
واستهل النخالة حواره التلفزيوني على قناة الميادين يوم امس الاربعاء، بتقديم التعازي لعائلة القائد بهاء أبو العطا “أبو سليم”، وأسرة القائد الكبير أكرم العجوري باستشهاد ابنه، وبكافة الشهداء الذين سقطوا بداية معركة ” صيحة الفجر ” التي كانت مفتاح لهذه المعركة الكبيرة والمستمرة حتى هذه اللحظة. ولعائلات الشهداء الذين سقطوا خلال اليومين.
ووجه القائد النخالة رسالة للشعب الفلسطيني قائلاً:” نحن من هذا الشعب وسرايا القدس منكم وستدافع عنكم وأنتم الحضن الدافئ للمقاومة وبكم وبثقتكم نقاتل هذا العدو، وسنسجل انتصاراً عليه.
قرار الرد جاء سريعا من قبل سرايا القدس
وأكد القائد النخالة أن اتخاذ قرار الرد على اغتيال القائد بهاء ابو العطا “ابو سليم” تم بدقائق قليلة، وشرع مقاتلو سرايا القدس باستهداف مدن المركز في إسرائيل ومدن أساسية أخرى حتى وصل الاستهداف إلى مدينة الخضيرة في اليوم الاول.
وأكد أن سرايا القدس هي التي حددت هذا الرد وأعطت الاشارة بالانطلاق لمقاتليها، ونفذت القوات المختصة وقوات الوحدة الصاروخية هذا القرار. وقال نحن نتحمل مسؤولية القرار بالكامل.
وعن دور الفصائل، أوضح القائد النخالة أن باقي الفصائل هي موجودة عملياً، لكن الجهاد الإسلامي في الحقيقة هي من أخذت على عاتقها هذا العبء الأكبر في هذه المعركة ومازالت، معرباً عن اعتقاده أن حضور الفصائل الأخرى موجود لكن سرايا القدس تتقدم صفوف الرد.
مصطلح الجهاد الإسلامي “ولي الدم” مرفوض
وعن حديث البعض عن أن المعركة هي معركة الجهاد الإسلامي وأنها ولي الدم، رفض القائد النخالة تعبير “ولي الدم”، لأن الشعب الفلسطيني هو “ولي الدم” بغض النظر عن انتماءاته السياسية وولاءاته.
وقال:” إن القول بأن سرايا القدس هي “ولي الدم” وهي المُكلفة بالرد والآخرين يجلسون على مقاعدهم، فهذا مرفوض، والميدان مفتوح لكافة القوى للمشاركة والمساهمة على هذا العدوان الذي يستهدف المدنيين والمقاومين ولا يستثني أحدا.
وأضاف، أن “إسرائيل” تعتقد إذا حيدت كافة القوى الفلسطينية وتستفرد بالجهاد الإسلامي فإنها تستطيع أن تحقق إنجاز ما، لكن الحقيقة هي أن حركة الجهاد الإسلامي وحدها تستطيع أن تدير المعركة حتى وقت طويل، مؤكداً أن الحركة تدير المعركة بدقة متناهية وعلى نفس طويل.
ورداً على سؤال حول حدود التوافق والتنسيق مع الفصائل الفلسطينية ، قال :” لا أريد أن أجيب عن الفصائل، ولكن سرايا القدس تقوم بالمهمة الأساسية والرئيسية في مواجهة العدوان، وتقوم بإطلاق الصواريخ على العدو وهي تدير قواعد الاشتباك مع العدو منفردة، وما تريد أن تتحدث به الفصائل فلتتحدث كما شاءت.
وأوضح، أنه بعد ظهر اليوم الاربعاء شرعنا في بعض النشاطات المشتركة مع الفصائل. مؤكداً أن هذه مسؤولية الجميع طالما نحن حركات مقاومة يجب أن نكون في الميدان ونقوم بمهماتنا الأساسية. مشدداً على أن تثق بمقاتليها في الميدان وهم يقوم بواجبهم على أحسن وجه، والأيام القادمة ستثبت للعدو أن سرايا القدس قادرة وتستطيع أن تدير معركة طويلة الامد بدون تردد.
إمكانات سرايا القدس
وحول إمكانات سرايا القدس، قال القائد النخالة:” نمتلك المقاتل الشجاع والقادر على أن يحول الميدان لجبهة قتال، وإمكانات متعددة ومتنوعة، كما وجزء منها ما يرويه الإعلام الإسرائيلي وما يشاهده العالم.
وأكد على ما صرح به أبو حمزة المتحدث باسم سرايا القدس، الذي تحدى نتنياهو بأن يترك الاعلام الإسرائيلي يصور المواقع التي استهدفتها سرايا القدس.
وأكد أن المستوى الذي ترد فيه سرايا القدس الآن هو مستوى منخفض جداً ولم تستخدم كل امكاناتها. موضحاً أن لدى الحركة خطة معدة مسبقة، وتحتاج فقط القرار للتنفيذ، وهو ما حدث عقب عملية اغتيال القائد ابو العطا، حيث لم يتأخر القرار وجاء سريعاً، باعتبار أن هذه الصواريخ التي أطلقها المقاتلون جزء من مشاركتهم في جنازة الشهيد.
وقال:” إن الحرب مع العدو مفتوحة على كل الاحتمالات ويمكن أن تكون حرب موسعة وطويلة الامد، ويمكن أن تكون حرباً بين الحروب كما يسمونها، وهذا الأمر منوط بموقف العدو، وليس مرتبطا بحركة الجهاد الإسلامي لأن العدو هو من بدأ عدوانه وارتكب جريمته باغتيال قائد السرايا وما كان من سرايا القدس إلا أن ترد على هذا الاستهداف والاستهدافات الأخرى.
وأضاف، أن الرد في غزة على العدو هو أيضاً جزء من الرد على استهداف دمشق وقائد الدائرة العسكرية في حركة الجهاد ، والذي ادى لاستشهاد نجله ومرافقه.
وشدد على أن “إسرائيل” بجبروتها لا يمكنها أن تكسر أضلع محور المقاومة، فهي الآن تواجه سرايا القدس في غزة وكل إسرائيل تقع تحت الشلل واغلاق المدارس والمصانع والمؤسسات …إلخ، وبالتالي لا يحق لإسرائيل أن تتحدث عن ضلع المقاومة. لان ضلع المقاومة قوي ومتين، ولديها مقاومون أشداء وجاهزون للشهادة. مؤكداً أنه في حال امتلكنا المقاتل الشجاع فالنصر حليفنا بإذن الله.
العدو طلب التهدئة فور قصف تل ابيب
وكشف القيادي النخالة أن العدو الصهيوني، طلب التهدئة فور قصف سرايا القدس الجناح العسكري للحركة العمق الصهيوني بالصواريخ، موضحاً أن الجانب المصري يقود مفاوضات للتوصل لتهدئة ؛ لكن حركة الجهاد حددت ثلاثة شروط إذا قبل بها الاحتلال ستحدث التهدئة.
وكشف عن مفاوضات تجرى برعاية مصرية، حيث تؤكد مصر رغبة “إسرائيل” بوقف اطلاق النار بشدة، ونحن في حركة الجهاد الإسلامي أعطينا موافقة بشروط محددة إذا قبلت بها “اسرائيل” نقبل وتحدث التهدئة وإن لم تقبل فنحن مستمرون في القتال حتى أمد مفتوح.
وأوضح النخالة عن شروط حركة الجهاد الإسلامي للتوصل لتهدئة، وهي ثلاثة شروط بسيطة ومتواضعة وتجد قبولاً شعبياً وهي:
وقف الاغتيالات في داخل قطاع غزة والضفة الغربية.
وقف إطلاق النار على المدنيين العزل في مسيرات العودة.
أن تلتزم اسرائيل بالتفاهمات التي تمت بالقاهرة عام 2014 والتي تتعلق بإجراءات كسر الحصار عن قطاع غزة.
وأعرب عن اعتقاده أن الإخوة المصريين أكدوا أنها طلبات محقة وعادلة وبسيطة. مؤكداً أنه في حال أعلنت “إسرائيل” عن قبولها بهذه الشروط ستحدث التهدئة. لافتاً إلى أن الحركة بانتظار الرد من القاهرة على الموافقة الاسرائيلية.
وقال:” تلقيت دعوة من القاهرة بعد قصف تل ابيب بساعة أو ساعتين، ولم أرغب بالذهاب من أول يوم، وكذلك اليوم ليس لدي رغبة، مضيفاً :” لدينا الوقت الكافي للقتال ولدينا الامكانات للاستمرار في القتال، والذهاب للقاهرة لم يكن هدفا، ولكن أتت برغبة القاهرة للتفاوض حول وقف النار.
وأوضح أن الدور المصري طوال الوقت إيجابي، ويبذلون جهوداً كبيرة من أجل وقف العدوان على غزة، وحركة الجهاد تتجاوب معهم بإيجابية عالية، مشيراً إلى أنه كان من المقرر أن يزور القاهرة غداً ؛ لكن ربما تتأخر هذه الزيارة بسبب ما.
وقال:” وضعنا مسودة اتفاق والمصريين مقتنعين بالشروط التي وضعناها التي تم طرحها ، لكن يمكن الاحتلال يشكل حالة تردد أو ابتزاز، لكمما مصرون على الطلبات، وأي إجراء آخر لن يكون هناك تهدئة.
وأضاف، أن الزيارة مرتبطة بصيغة اتفاق، معرباً عن توقعاته أن يتلقى رداً الليلة من المصريين.
وأكد أنه في حال تم الاتفاق حتى لو عبر الهاتف بأن العدو قبل بالشروط سيتم الاعلان عن التهدئة.
سرايا القدس لديها بنك أهداف إسرائيلية
وحول تهديد إسرائيل بأن لديها بنك أهداف ستستهدفه في حال استمر القتال، أكد القائد النخالة، أن اسرائيل تهدد في إعلامها ببنك الأهداف، ونحن في سرايا القدس لدينا بنك أهداف كبير وسنستهدفه.
ورداً على تهديدات الاحتلال باغتياله بحسب ما أورد موقع روتر العبري، قال القائد النخالة:” إننا نؤمن بمسألة أساسية وهي “أن حارس العمر الأجل”، وليس “إسرائيل” هي التي تقرر الموت والحياة، وإنما الله سبحانه وتعالى، وكل التهديدات الاسرائيلية لا قيمة لها.
وقال:” “إسرائيل” تهدد كل يوم؛ لكن في الحقيقة هذه مسائل هي نوع من الفوضى الذهنية عند بنيامين نتنياهو، مضيفاً :” سنقاتل إسرائيل حتى اللحظة الاخيرة في حياتنا؛ وأننا موجودون في سرايا القدس لقتالهم، وما الشهادة إلى وسام شرف لنا.
وشدد القائد النخالة على أن سرايا القدس تمتلك من الثقة واليقين في هذه المواجهة ومستمرة فيها وعلى إسرائيل أن تغادر . وقال:” نحن لحتى الآن عملنا العسكري على مستوى منخفض جداً، ونشل أداء الدولة العظمى في المنطقة، والعدو يتحدث عن ما تمتلكه سرايا القدس من امكانات، وهي في الحقيقة أكثر مما يتحدث.
الموقف من السلطة الفلسطينية
وبشأن الموقف من السلطة الفلسطينية التي أدانت عملية الاغتيال وطالبت المجتمع الدولي بلجم العدوان على غزة، قال : واجب كل الفلسطينيين بغض النظر عن التسميات “السلطة أو قوى” أن يكونوا في الميدان ومدافعين عن الشعب، لأن هذه المعركة هي معركة الشعب الفلسطيني وليس معركة الجهاد الإسلامي لوحدها، لافتاً إلى أن هناك من يريد أن يقول أن هذه المعركة هي معركة سرايا القدس، ونحن نقول من يريد أن يدخل المعركة فالميدان مفتوح أمامه.
وتابع قائلاً :” من باب الواجبات، أداء السلطة بموقفها السياسي هم يقومون بالواجب باعتبارهم جزء من الشعب، وكل الشعب متضامن ومتكافل في مواجهة إسرائيل.
البيئة الحاضنة للمقاومة
وقال حول الحاضنة الشعبية للمقاومة، :” أقول بكل شرف وتقدير للشعب الفلسطيني، إن مقياس الحاضنة الشعبية، هو جنازة القائد بهاء ابو العطا ” ابو سليم” ، التي كانت بمثابة مقياساً للحاضنة الشعبية لسرايا القدس.
وأعرب عن اطمئنانه لهذه الحاضنة الشعبية المتينة التي تدعم موقف المقاومة رغم التهديدات، ونستشعر أن الشعب بحاجة لمن يدافع عنه، وحركة الجهاد جاهزة لذلك.
وقال:” عندما يخرج الشعب كل يوم جمعة في مسيرات العودة ويصاب من المشاركين 50 شخصاً على الاقل يصابون بإعاقات ولم يجدوا من يدافع عنهم، مضيفاً أن الدفاع عنهم مسؤوليتنا لأننا نحن الذين ندعوهم للخروج للمسيرات على الحدود. مؤكداً أن حركة الجهاد الإسلامي قررت حماية هذه المسيرات وأنها سترد على أي عدوان إسرائيلي.
انجازات مسيرات العودة
ورداً على سؤال حول الانجازات التي حققتها مسيرات العودة، أوضح القائد النخالة، أنها حققت حضوراً فلسطينياً داخلياً وخارجياً ، وأثبتت تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه التاريخية في فلسطين المحتلة، مشيراً إلى أن هذه الانجازات لها قيمة معنوية. وأضاف أنها حققت إنجازات أخرى مثل تقديم تسهيلات عبر المعبر مع مصر ومساعدات مالية من القطريين؛ مستدركاً أن هذه المساعدات بكل صراحة هي محاولة لاحتواء المقاومة في غزة.
وقال:” عندما تقبل “إسرائيل” بإدخال 30 مليون دولار عن طريق مطار بن غوريون إلى قطاع غزة، فهي تهدف إلى ترويض المقاومة حتى تشعرها بأنه في حال حدثت مشكلة منها ستخسر المبلغ 30 مليون دولار، وسيغلق المعبر التجاري مع مصر وهذا مبدأ الاحتواء، واصفاً هذه المساعدات بالجزرة التي يهددون بها قطاع غزة.
موقف العرب
وأشاد القائد النخالة بموقف المقاومة اليمنية من الشعب الفلسطيني، مؤكداً أنه موقف تاريخي ، موجهاً التحية لليمن في تضامنها مع الشعب الفلسطيني وقال في رسالة للمقاومة اليمنية:” أنتم على حق في وجه العدوان الذي تواجهونه.
كما وجه تحية إلى حركات المقاومة في العراق في مواجهة الامريكان. وخص بالتحية تونس الثورة على موقفها المتقدم جداً، التي أعطت القائد التونسي البارز هذه الثقة، مسيراً إلى أن تونس على الدوام مع فلسطين؛ لكنها اليوم أكثر وضوحاً موجهاً تحية شخصية للرئيس التونسي قيس سعيد الذي غرد على حسابه على تويتر دعماً للمقاومة وفلسطين.
المصدر: فلسطين اليوم