كشف سفير ومندوب الجمهورية الاسلامية الايرانية الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا كاظم غريب آبادي عن اجراء مشبوه ومخل بالامن من قبل مفتشة ضمن فريق المفتشين الدوليين خلال عملية تفقد لمنشاة نطنز النووية.
وفي تصريح ادلى به للصحفيين الخميس في ختام مشاركته في اجتماع مغلق لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، اشار غريب آبادي الى انه قدم تقريرا مفصلا لاعضاء المجلس والوكالة وقال، انه في يوم 28 تشرين الاول/اكتوبر 2019 كانت هنالك مجموعة تعتزم القيام بزيارة تفقدية لمنشاة نطنز النووية ووفقا لما هو معمول به تتم عملية التفتيش الطبيعية في مدخل المنشاة حيث تستخدم اجهزة تشخيص كيمياوية خاصة للكشف عن طيف من المواد التفجيرية الحاوية للنترات.
واضاف، انه حين اجراء عملية التفتيش كان مؤشر الجهاز يتحرك بشان شخص محدد ما حدا بالفريق الامني لتكرار العملية التي كانت نتائجها متطابقة في كل مرة بشان هذا الشخص.
واشار سفير ايران الى ان الفريق الامني راى بانه من المحتمل ان يكون تحرك المؤشر بسبب الملابس التي ترتديها المفتشة او ادواتها الشخصية واضاف، ان الفريق الامني للمنشاة طلب منها الخضوع لتفتيش ادق وهي قبلت بالامر.
واوضح غريب آبادي انه وبرضى المفتشة المذكورة وبحضورها وزملائها وبالتنسيق مع مسؤولي الوكالة تم تفقد مكان اقامتها وجرى بالتالي فحص بعض مستلزماتها وادويتها حيث لم تكن هنالك مشكلة في الادوية الا ان الاجهزة كانت تطلق التحذير على حقيبتها اليدوية الفارغة، وبعد الاتصال مع امانة الوكالة وبالتنسيق وموافقة مسؤولي الوكالة تم اخذ عينات من تلك الحقيبة وختم بالشمع الاحمر بصورة مشتركة.
واكد سفير ايران بانه منذ البداية كان مفتشو الوكالة يطلعون المسؤولين المعنيين في مقر الوكالة في فيينا اولا باول وكانت الامانة خلال هذه الفترة على اتصال وثيق مع قسم السلامة والامان (بمنظمة الطاقة الذرية الايرانية) وممثلية ايران الدائمة في فيينا.
واوضح بان عمليات الفحص المتكررة باجهزة تشخيص مختلفة اعطت نتائج موحدة لذا لا شك بوجود بعض المواد المشبوهة في هذه الحادثة. ولفت الى ان نتائج فحص العينات من قبل ايران والوكالة يمكنها الكشف عن معلومات اكثر حول طبيعة هذه المواد مستقبلا. وقال، ان المشاورات بين ايران والوكالة مستمرة بهذا الصدد وان ايران تتوقع من الوكالة ابداء التعاون الضروري والمناسب في هذه القضية.
وقال سفير ايران، انه لا حاجة للقول بان ايران كسائر الدول الاعضاء في الوكالة لا يمكنها غض الطرف عن اي سلوك او اجراء يمس امن وسلامة منشآتها النووية خاصة وان محاولات قد جرت للتخريب في المنشآت النووية الايرانية (سابقا).
ودعا غريب آبادي الوكالة وبعض الدول لتجنب تضخيم بعض القضايا العادية التي يمكن حلها عبر التعاطي الطبيعي والروتيني بين ايران والوكالة لانها تترك في هذه الحالة تاثيرات سيئة على التعاون بين الجانبين.
يذكر ان منظمة الطاقة الذرية الايرانية كانت قد منعت مفتشة دولية من الدخول الى منشاة نطنز النووية وذكرت بان السبب في ذلك يعود الى الهاجس من احتمال حملها مواد مشبوهة.
واطلعت الجمهورية الاسلامية الايرانية الوكالة الذرية على هذا الامر واعلنت الغاء الترخيص الصادر لها بالمشاركة في عمليات التفتيش للمنشآت النووية الايرانية.
المصدر: وكالات