أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” على أهمية بدء حوار بنّاء مع روسيا، مرحباً بالاجتماعات التي تجري بشكل دوري بين حلف شمال الأطلسي وموسكو، مشددا على تأثير نمو الصين في مجال التكنولوجيا وأثره على العالم. وقال ستولتنبرغ، في كلمة ألقاها في برلين بمناسبة الذكرى السبعين لإنشاء حلف الناتو، “موقف روسيا اليوم هو مؤشر على عدم الاستقرار حيث ضمت جزيرة القرم بشكل غير قانوني، وعملت على تطوير أسلحة وبذلك لم تلتزم بمعاهدة القوى النووية المتوسطة المدى. نحن سنفعل مانحتاجه للمحافظة على سلامة مواطنينا ولكننا لن نكون مرآة لأفعال روسيا، فنحن لانريد سباقا جديدا للتسلح أو حربا باردة أخرى أو أن نثبت صواريخ نووية في أوروبا. “
وشدد على أهمية بناء علاقة مع موسكو ودعمه لفتح باب المحادثات، قائلاً “نريد أن نبدأ حواراً بناءً مع روسيا، وأن نحسن علاقاتنا معها لأنها جارة لنا وفي ظل التوترات القائمة نحتاج إلى التحدث إليهم، وعلينا أن نتجنب أن ندخل في نزاع وصراع لذلك أنا ادعم الحوار مع روسيا في جميع المجالات الأسلحة وغيرها”. وأشار ستولتنبرغ إلى وجود خلافات بين أعضاء الحلف حول عدد من القضايا، مشيراً إلى قدرة الحلف على تسهيل الحوار بين الأعضاء لايجاد حلول حول هذه الخلافات وتجاوزها وبالتالي التركيز على حماية الأمن وسلامة المواطنين ومواجهة التحديات الحالية، “خلافاتنا أعضاء حلف الناتو تشكل علامة قوة لأننا في الحقيقة قادرون على توحيد جهودنا لتحقيق مبتغانا، رسالتي هي تجاوز خلافاتنا والمحافظة على استمرار حلف الناتو، فمشاكلنا لن تختفي من تلقاء نفسها فهي تحتاج إلى حلول وحوار.”
وشدد على تأثير نمو الصين في مجال التكنولوجيا وأثره على العالم، “الصين لديها مئات الصواريخ التي لها مدى أكبر مما تسمح به الاتفاقيات الدولية، هونغ كونغ الآن أصبحت رائدة ومتطورة في مجال التكنولوجيا وهذا من شأنه زيادة تأثيرها على الجميع. لذلك يجب أن تعمل أوروبا وواشنطن معا لأننا نشكل نصف القوة الاقتصادية العالمية، فنحن متحدين معا سنشكل قوة كبيرة”، حسب قوله.
كما أثنى الأمين العام لحلف الناتو على زيادة الإنفاق الدفاعي من قبل بعض الأعضاء، داعيا الدول الأخرى إلى رفع مستوى الإنفاق، “الأخبار حول الإنفاق الدفاعي جيدة، لأننا نقوم بجهد جماعي وأنا واثق أننا سنستمر بذلك ليس لأن أمريكا تطلب ذلك ولكن لأننا في عالم متغير. طبعا هناك دول مثل ألمانيا والنرويج وغيرها يجب أن يستثمروا في الدفاع بشكل أكبر لأنها تصب في مصالحهم. الولايات الأميركية لا تدعم الناتو فقط برفعها للإنفاق الدفاعي ولكنها تقدم الدعم وبقوة سياسيا من قبل جميع الأطراف. ”
وتابع ستولتنبرغ، “نحتاج ألمانيا قوية فهي تشارك بمهماتنا في أفغانستان مثلا وغيرها وتشكل قوة دافعة من أجل وحدتنا الأوروبية، اليوم نواجه عالما متغيرا عن الماضي ولكننا عندما نوحد جهودنا فإن العقبات تزول. ”
وأضاف الأمين العام لحلف الناتو خلال كلمته عن الوضع في شمال سوريا، على أهمية العثور على حل سياسي لإنهاء الأزمة، مرحبا بطرح أفكار وحلول لإيقاف الصراع في دمشق،” الرسالة الرئيسية لما حدث في شمال شرق سوريا مؤخرا، يؤكد على ضرورة إيجاد حل سياسي فمنذ بدء الحرب والأمور أصبحت معقدة بشكل أكبر. نحن نرحب بأي مقترحات أو أفكار حول حل للأزمة، ويجب أن تناقش أولا بين جميع الحلفاء. علينا مواجهة الواقع وأن ندعم أي جهود للتوصل إلى حل سلمي”. وأضاف إلى أن “واشنطن شجعت حلفاء حلف شمال الأطلسي على زيادة وجودهم في الشمال السوري، ولكن الحلفاء رفضوا ذلك وانسحبوا من المنطقة”.
وأخيرا سلط ستولتنبرغ، الضوء على مهمات الناتو التدريبية في أفغانستان والعراق، زاعماً أن “حلف شمال الأطلسي متواجد في العراق وأفغانستان لتدريب القوات الأفغانية والعراقية ليستطيعوا المدافعة هم بأنفسهم عن بلدهم ضد الإرهاب”، على حد تعبيره. كما توجه ستولتنبرغ إلى حركة طالبان قائلاً “لن يربحوا في ساحة المعركة بل عليهم أن يجلسوا إلى طاولة الحوار والتفاوض”، زاعماً أن “برلين ملتزمة بالبقاء في كابول لتحقيق السلام وعندما يكون الوضع مناسب سنغادر معا”، حسب زعمه.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية