وفقا للخبراء، لا يمكن اعتبارنا وحوشا إذا صرخنا في وجوه أطفالنا في بعض الأحيان، ولكن ذلك لا ينكر حقيقة خطورة الإساءة اللفظية على نفسية الطفل، فهي مساوية لخطورة العنف الجسدي.
ويعتبر الصراخ أداة تسمح للآباء بالترويح عن أنفسهم وجذب انتباه الأطفال، فالفرق بين الصراخ بقوة والصراخ العادي يعتمد على نوعية الرسالة التي تريد الأم أو الأب إرسالها للابن.
عندما يكونون رضعا يعد الآباء أطفالهم بألا يصرخوا عليهم أبدا، وأنهم لن يفقدوا برودة أعصابهم، وعندما يكبرون يعمل الآباء على كتم غضبهم قبل أن يبادروا مباشرة بالصراخ، وهي طريقة غريزية ومتداولة للتعبير عن الغضب والهيجان بحسب تقرير نشرته مجلة “سانتي ماغازين” الفرنسية للكاتبة إلينا بيتزوتو تؤكد فيه أن هناك قواعد مهمة للصراخ، وهي:
القاعدة الأولى: الصراخ دون المس بالتوازن النفسي للطفل وهذا ليس انتقادا لشخصه، بل إنه انتقاد لتصرفاته، ومثال ذلك الصراخ “ارتدِ حذاءك”، فهذه صرخة لا تشكل خطرا على الطفل.
في المقابل، عندما نصرخ قائلين “كم أنت بطيء” فإنه يمكن أن تنجر عنها تبعيات سلبية على نفسية الطفل تماما كما هو الحال مع القول “لا تجرِ في الشارع” أو “أنت غبي جدا”. الصراخ على إصلاح ممارساته، ولا توجد مشكلة طالما أن الوالدين هما اللذان يعبران عن إحباطهما وليس الطفل.
القاعدة الثانية: تتمثل في ضرورة أخذ الوالدين بعين الاعتبار سن وشخصية طفلهما وإلا سيعرضه ذلك لصدمة بسبب هذه الصيحات.
من جهته، لن يفهم الطفل الرسالة التي تريد التعبير عنها، وهذا يدل أيضا على أن هناك أطفالا حساسين أكثر من غيرهم تجاه صراخ آبائهم.
أغلبنا يميل للصراخ عندما تتراكم لديه المشاعر، مما يجعل حكمنا غير واضح، وفي بعض الأحيان يحق لنا كآباء أن نفقد برودة أعصابنا، ولكن إذا فقدناها بشكل كامل فإننا سنفقد التحكم في تصرفاتنا وسنتجاوز في بعض الأحيان حدودنا، بحسب الكاتبة.
ويولد ذلك لدى الطفل الإحساس بتحمل الخطأ، وأنه طفل “سيئ”، ومن المؤكد أن جميع الآباء سيشتاطون غضبا وسيصرخون في وجوه أطفالهم، فذلك جزء من حقيقة كونهم ليسوا بالضرورة مثاليين، وأنه يمكن أن نفقد أعصابنا في أي علاقة، وفي وقت لاحق يمكننا أن نعتذر للطفل ونعلمه معنى المسامحة.
المصدر: أ ف ب