دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، المتظاهرين في لبنان الى “عدم الوقوع في تجربة النزاعات الحزبية والمذهبية”. وقال “سهلوا للمواطنين حقهم في التنقل والمرور لتلبية حاجيتهم، تجاوبوا مع الجيش والقوى الأمنية كي لا ندخل في شتاء الربيع العربي الهدام”.
وفي عظة الأحد، طالب الراعي القوى السياسية بأن “تتجاوب مع دعوة الرئيس عون وصرخة الشعب، لأن نظامنا السياسي في لبنان، نظام ديمقراطي لا ديكتاتوري، تعددي لا أحادي، وطني لا مذهبي، شعبه مصدر سلطاته ولا أحد يختزل الشعب ويفرض عليه رأيه وارادته. يا ايها السياسيون كما كنتم تبحثون عن رضى الشعب وصوته في زمن الإنتخابات، ابحثوا عن الشعب وعما يرضيه الآن كي لا تخسروا ثقته بشكل نهائي”.
ولفت الى أن “الجائع يحتاج الى خبز وطعام وكذلك الى علم وعمل، والعطشان يحتاج الى ماء وعدالة وكرامة وحقوق اساسية، والعريان بحاجة الى ثوب وحذاء وسكن وأيضا الى وظيفة ومكانة ودور في المجتمع”، مشيرا الى أن “الغريب هو الذي يعيش في وطن غير وطنه ويعيش مرارة الغربة في وطنه الذي لا يسمح له بتحفيز قدراته ولا يشركه في انمائه فيعيش مراراة التهميش والاقصاء. والسجين هو المأسور وراء القضبان وأسير القهر والإستبداد والظلم من أصحاب النفوذ القابضين على القرار وسير المؤسسات الدستورية والإدارات العامة”.
وأكد الراعي أن “الشعب اللبناني بأطفاله وشبابه وكباره ونسائه، الذي يعيش ثورته الإيجابية الإصلاحية اليوم في تظاهرات عفوية منذ 11 يوما على الطرقات في جميع المناطق وفي بلدان الإنتشار، لأنه يعاني من هذه الحالات ماديا ومعنويا واقتصاديا وروحيا ومعيشيا”، داعيا الى “عدم النظر الى هؤلاء المتظاهرين السلميين الحضاريين نظرة فوقية إستهتارية وعدم الإنحراف بإنتفاضتهم الى نزاع حزبي أو أهداف ايدلويوجية هدامة”.
ورأى أن “ظاهرة إلتحام الشعب على إختلاف أطيافه تحت راية لبنان في مدنه وبلداته حول مطالبه المحقة بالكرامة والعدالة الإجتماعية الرافضة للواقع المالي والاقتصادي المتعثر والمطالبة بحكومة توحي الثقة، هذا المشهد يؤكد للجميع أن ثقافتنا الوطنية التاريخية هي ثقافة الحرية والحياة الكريمة في دولة المواطنة الحاضنة للتنوع”، داعيا الى “عدم تخوين وترهيب شبابنا الذي يضحون من أجل تصويب الممارسة السياسية بحيث تتحلى بالشفافية”.
وشدد الراعي على أن “ثقافة العيش المشترك ترتكز على قيم الحرية والتعددية والكرامة الإنسانية، وعليه لا شرعية لأي سلطة لا تكون ضامنة لهذه القيم وخادمة لها”، مذكرا أن “الشعب بحسب الدستور هو مصدر السلطات وأساس شرعيتها، وعلى السلطة السياسية أن تصغي لمطالبه قبل فوات الأوان”.
وجزم أن “صرخة المتظاهرين لم تتغير منذ 11 يوما، يطالبون بحكومة جديدة بكل أوجهها، مصغرة وحيادية مؤلفة من أناس مشهود لهم ومحط ثقة الشعب، متفق عليها مسبقا منعا للفراغ لكي تعمل على تطبيق الورقة الإصلاحية التي أعلنها رئيس الحكومة سعد الحريري والتي يتقبلها المتظاهرون لكنهم لا يثقون بأن الحكومة الحالية قادرة على تنفيذها وقد أمضت سنتين بعد “سيدر” بكتابها ولم تقم بأي اصلاح مطلوب للإستفادة من أموال “سيدر” المرصودة للمساعدة في النهضة الإقتصادية”، مضيفا: “هذه الورقة الإصلاحية اعتبرها رئيس الجمهورية في كلمته، الكلمة الاولى لإنقاذ لبنان ولإبعاد شبح الإنهيار الإقتصادي واكد ضرورة إعادة النظر بواقع الحكومة الحالي”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام