علّق المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في خطبة الجمعة، على التظاهرات المستمرة في لبنان منذ تسعة أيام احتجاجاً على الفساد، قائلاً إن “خطابنا أكد على ضرورة إنتفاضة الشعب على نفسه، على عقليته المتوارثة على خنوعه ولامبالاته، وفي نفس الوقت كنا مصرين على تغيير عقل السلطة، وكسر وثن الطائفية، وهو خطابنا التاريخي على قاعدة بدنا دولة مواطنة، دولة خارج القيد الطائفي، دولة همها المواطن، دولة غير مرتبطة بعقل وطائفة صاحب السلطة، دولة مفتوحة بشكل كامل على المحاسبة والمساءلة، دولة بلا أنياب، دولة بلا نظام فاسد، دولة بلا دستور طائفي، دولة بنظام قادر على التجديد، دولة شعب حي وقادر على التغيير، دولة خدمات، مؤسسات، بطاقة صحية، حماية اجتماعية، نظام تقاعد، دولة لا نظام قضائي فاسدا فيها، دولة بلا حيتان أموال وثروات، دولة بلا قانون انتخابي طائفي أو أرثوذكسي، دولة بقانون انتخابي نسبي على مستوى لبنان دائرة انتخابية واحدة”.
وفي السياق، تابع المفتي قبلان قائلاً إن “هذا هو خطابنا منذ أول لحظة، ومعه كنا الى جانب ناسنا وشعبنا، مع همومهم، مع جوعهم ووجعهم”، لافتاً إلى أنه “مع كل انتخابات، وسيلة التغيير الرئيسية للسلطة، كنا نقول للناس، انتخبوا ضميركم، انتخبوا من يجمع الناس بالناس، انتخبوا مصيركم ومصير أولادكم، انتخبوا وفقاً للتاريخ والتجربة، انتخبوا لبنانكم الذي تريدون، انتخبوا من سيدير ملفاتكم الأمنية والوظيفية والقضائية والإنمائية، انتخبوا الأقرب لوجعكم وجوعكم وأساكم وبؤسكم، انتخبوا من يعتقد أن السياسة ضمير وأمانة”.
وأضاف المفتي قبلان أن الاحتجاجات هي “انتصار لخطابنا ومبادئنا، وما نؤمن به لكن على قاعدة حماية البلد، ومنع اللعب الخارجي والمالي القذر والأقنعة التي تدير من الخلف، وخصوصا أن بعض ما رأيناه من مال يوزع بطريقة علنية، أكد أن هناك من يريد أن يخطف هذا الحراك، تماما كما حصل في ليبيا ومصر وتونس وسوريا والعراق، وهو ما نخشاه في لبنان، لأن القضية ليست برغيف الخبز، والمظلومية، ونهب السلطة، وأفاعي المال، بعيدا عن من يقود البوسطة، بدليل أن من قاد البوسطة لجوعى ومظلومي الربيع العربي حولهم حطبا للسياسات الدولية والإقليمية”، لافتاً إلى أنه “بدلا من تغيير النظام، تم تغيير الأشخاص وفق معايير لها ارتباط شديد بصناعة الجماهير على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ما لا نريده للبنان، بخلفية أن شعبنا مظلوم تاريخيا ومحروم منهك منهوب مضطهد مسروق، ودولته وماله العام وإدارته ومرافقه ومؤسساته العامة منهوبة، بكل ما للكلمة من معنى”.
هذا ودعا المفتي قبلان إلى “إنقاذ البلد عن طريق حوار تاريخي، وسريع، لتأكيد هوية البلد كدولة جامعة، دولة عيش مشترك، وسلم أهلي، دولة وطن ومواطن، دولة بقانون انتخابي نسبي وفق صيغة لبنان دائرة انتخابية واحدة، خارج القيد الطائفي، لانتاج سلطة غير طائفية، ومفهوم سلطة غير قادرة على الاستبداد الشخصي، دولة رغيف خبز وفرصة عمل وقضاء نزيه وحر وقوي، ومجلس خدمة مدنية قادر وفاعل، ومجالس رقابة ومحاسبة قادرة على إسقاط السلطة وزج ناسها في السجن، دولة مصرف مركزي مكشوف على الرقابة والمحاسبة، دولة لا مجالس فيها ولا صناديق، دولة ليس فيها قضاء مرتزق، ولا محاسيب، دولة ممنوع إعلامها على الارتزاق، دولة لا سرية مصرفية فيها، دولة لا حصانات فيها لأحد، بدءا بالسياسيين وانتهاء بالنقابات، دولة ممنوعة على نهابي المصارف، دولة من الشعب وتعود للشعب ومحكومة لمصالح الشعب”.
كما أكد قبلان أنه “لإنجاح هذا الحراك الأكبر والأهم والعابر للطوائف، يجب أن لا نخلط الصالح بالفاسد، وإلا فمن يصر على شعار “كلن يعني كلن” على طريقة خلط الصالح بالفاسد، والمقاوم بالعميل، يريد تضييع المسؤوليات، وإدخال البلد في نفق لا مخرج منه”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام