الى البسكويت أيها اللبنانيون ، كادَ ان يقولَها المسؤولون، فالسلعةُ الاستراتيجيةُ الاولى تختفي عشيةَ بدءِ اضرابِ أصحابِ الافران. وصلت الازمةُ الى العيش ، الى رغيفِ الخبزِ لتفرضَ حِميةً الزاميةً على من لم يوفَّق معَ سوادِ هذا الليلِ الى اقتناصِ ربطةِ خبزٍ لهُ ولاولادِه. مشهدٌ من الحربِ الاهليةِ البغيظةِ حيثُ الطوابيرُ تصطفُّ على حذَرٍ من قذيفةٍ أو رصاصةِ قناص؟ انها فعلاً حربٌ في عزِّ السلم، حربٌ على الفقراءِ يخوضُها من يُفترضُ أن يؤتمنوا على قُوتِهم. حربٌ يشنُها اصحابُ امتيازاتٍ وكارتيلاتٍ من خلفِ متاريسَ سوبر محصَّنة ، وبكلِّ انواعِ الاسلحةِ المشروعةِ والمحرمة. فكيفَ للمواطنِ الخائرِ القوى والمهشمِ من فرطِ ما كِيلَ له من لكَماتٍ أن يصمدَ أمامَ امبراطورياتٍ احتكرت سلاحَي النفطِ والطحينِ وغيرِهما، فلم يعد يملكُ اللبنانيُ ربما الا حناجرَ تَجمّعَ بعضُها أمامَ جمعيةِ المصارفِ في بيروت. هتفَ الحضورُ ضدَ السياساتِ الماليةِ والمصرفيةِ التي تزيدُ الفقيرَ فقراً والغنيَ غنى، لكنْ لا حياةَ لمن تنادي ، فلو ناراً نفَخْتَ بها أضاءت، لكنْ كنتَ تَنفُخُ في الرماد.
ومن تحتِ الرماد ، هل ينهضُ طائرُ الفينيق؟
الى قصرِ قرطاجَ الفينيقي، من يصلُ في سباقِ تونسَ الرئاسي؟ تنافسٌ حادٌّ بينَ نبيل القروي الملاحقِ بتهمةِ غسلِ أموالٍ وأستاذِ القانونِ الدستوري قيس سعيد، وتسجيلُ نسبةِ اقبالٍ لامست الاربعينَ في المئة.
اما نسبةُ فرارِ المواطنينَ السوريينَ نتيجةَ العدوانِ التركي على شمالِ البلادِ ففي تزايدٍ مستمر. اكثرُ من مئةٍ وثلاثينَ الفاً تركوا منازلَهم مع توثيقِ اعداماتٍ ميدانيةٍ نفذَها الجيشُ التركيُ وميليشياتٌ مواليةٌ له بحقِّ مواطنينَ اكراد.
ومعَ رائحةِ البارودِ المنطلقةِ من فُوَّهاتِ المدافعِ التركية، كانَ رئيسُ الوزراءِ الباكستانيُ يصلُ طهرانَ حاملاً ما وصفَها بمبادرةٍ فرديةٍ لتحسينِ العلاقاتِ بينَ طهرانَ والرياض ، الا اَنَّ واقعَ الحالِ يشيرُ الى أنها مدفوعةٌ سعوديا.