تظهر توقعات النمو الاقتصادي الجديدة الصادرة عن البنك الدولي، أن لبنان حلّ الأسوأ لسنة 2019، باعتباره الدولة العربية الوحيدة التي يُرتقب انكماش اقتصادها بنسبة 0.2%، بينما تتصدّر اللائحة جيبوتي بنسبة 7.2%، وتأتي السعودية وعُمان وحيدتين بنموّ ضعيف جداً يقلّ عن 1%.
وفي مقابل الانكماش الذي من المنتظر أن يصيب الاقتصاد اللبناني الذي يواجه تحديات خطرة على مستوى تمويل استحقاقات ديونه المتعاظمة، ستسجل 16 دولة عربية أُخرى نمواً إيجابياً بنسب متفاوتة، كذلك يُمكن أن يُستخلص من تقرير البنك الدولي الذي حمل عنوان “الارتفاع إلى آفاق أعلى: تشجيع المنافسة العادلة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
إذاً، تحتل جيبوتي صدارة القائمة بنموّ إجمالي ناتجها المحلي الحقيقي Real GDP المتوقع أن تكون نسبته 7.2% هذا العام، وتليها مصر في المرتبة الثانية بنسبة 5.6%، رغم مواجهتها تحديات كبرى مرتبطة بديونها المتصاعدة بقوة، ثم ليبيا ثالثةً بنمو نسبته 5.5%، رغم الفوضى العارمة التي لا تزال تعانيها.
بعد ذلك، يندرج العراق رابعاً بنسبة 4.8% في وقت يشهد فيه هذا البلد تظاهرات تتخذ طابعاً صدامياً مع القوات الحكومية، على خلفية ملفات الفساد وإهدار المال العام وتردّي مستوى الخدمات والتدنّي الكبير في مستوى المعيشة، مصحوباً مع تفاقم خطير لمستويات البطالة في مختلف المحافظات.
في المركز الخامس يأتي المغرب بنمو نسبته 2.7%، ثم الأردن سادساً بنسبة قريبة تبلغ 2.2%، وكذلك اليمن سابعاً بنسبة 2.1%، رغم ما يكابده هذا الأخير من معارك وحروب وأزمات أنتجت دماراً هائلاً وانقساماً وطنياً كبيراً وتدخّلات إقليمية فاقمت حدّة الصراع وباتت تهدّد وحدة البلد ونسيجه الاجتماعي.
وفي المرتبة الثامنة تأتي قطر بنسبة 2%، رغم الحصار الجائر المفروض عليها منذ يونيو/ حزيران 2017، ويدعمها في ذلك مشروعات البنية التحتية الضخمة التي تنفّذها تحضيراً لاستضافة بطولة كأس العالم لعام 2022.
ودون مستوى 2% تأتي البحرين تاسعةً بنسبة 1.8%، وتتشارك معها الإمارات هذه المرتبة بالنسبة عينها، في وقت تواجه فيه هذه الأخيرة ركوداً اقتصادياً حاداً، ولا سيما في ضوء التباطؤ العقاري والانحدار السياحي الكبير وانقباض نشاط الترانزيت وانخفاض سعر النفط.
وفي الدرجة العاشرة تحلّ الكويت بنمو متوقع بنسبة 1.5%، تليها الجزائر 1.3%، وفلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة) بالنسبة عينها، رغم الحصار الشديد الذي يخضع له قطاع غزة وتضييق الاحتلال على الفلسطينيين عموماً بأدوات مالية واقتصادية وجغرافية متنوّعة.
أما السعودية، فهي في المرتبة الحادية عشرة بنمو نسبته 0.5% بعد سلسلة المؤشرات المقلقة المحيطة باقتصاد المملكة والضربات الموجعة التي تلقتها على منشآت أرامكو، والتراجع المستمر في سعر النفط وتوقعات بأن يراوح سعر البرميل في مستويات دون 60 دولاراً على مدى عام من الآن.
وفي المرتبة الأخيرة بين الدول العربية التي من المتوقع أن تحقق نمواً إيجابياً هذا العام تأتي سلطنة عُمان بنسبة طفيفة تبلغ 0.3%، ويليها في المرتبة الأخيرة لبنان الذي يتوقع البنك الدولي أن يسجل انكماشاً (نمواً سلبياً) نسبته 0.2%.