من المتعارف عليه أن التقدم والرضا الوظيفي يمر بفترات متقلبّة، فأحياناً تبلغ السعادة مرحلة عالية، خاصةً في مرحلة بدء المسيرة المهنية عندما تبدو الاحتمالات غير متناهية، ويمتلك خلالها المهنيون طموح عال وأحلام كثيرة يسعون لتحقيقها. كذلك في نهاية المسيرة المهنية، عندما يشعر الجميع بالرضا التام، وينتابهم الشعور بتحقيق الذات بعد قطع مسافات طويلة.
ولكن، يميل المهنيون في الكثير من الأحيان في مرحلة ما في وسط المسيرة المهنية، إلى الإحساس بالإحباط أو اليأس، وقد يكون سبب هذه الأحاسيس ضعف الدافعية، أو انخفاض مستوى الحماس الذي يملكونه.
إذا كنت تشعر أنك تمر في هذه المرحلة من مسيرتك المهنية، فلا تقلق، إذ فيما يلي أبرز النصائح لمساعدتك على تخطي الشعور باليأس أو الإحباط:
الشعور بالإحباط في منتصف مسيرتك المهنية: البداية والأسباب
يبدأ الشعور بالإحباط في منتصف مسيرتك المهنية عند حصول واحدة من الأعراض التالية: البدء في التساؤل ما إذا كنت ترغب في المتابعة في نفس مسيرتك المهنية الحالية، أم ترغب في عمل شيء آخر مختلف تماماً، وامتلاك مستوى منخفض من الحافز، والإنتاجية، والرضا، والبحث عن أي سبب لأخذ إجازة، والشعور بالتوتر غير المسبوق، والتعب، والاكتئاب. أما الأسباب التي تدفع لهذا الشعور فهي عوامل خارجية، مثل امتلاك عائلة أو معيلين عليك الاهتمام بهم، مما يضعك تحت ضغط كبير لتحقيق توازن بين العمل والحياة الشخصية. إلى جانب عوامل أُخرى مثل الفشل في الوصول إلى هدف ما، أو عدم وجود فرصة للتقدم الوظيفي، أو عدم توافر فرص للتعلُم أو تحدي الذات.
الشعور بالإحباط في منتصف مسيرتك المهنية: العلاج
1. ابحث عن معنى: لنأخذ لحظة ونفكر بالأجزاء التي تعتقد أنها ذات معنى في وظيفتك، أو أنها مثيرة للاهتمام. فكر في المهام التي تجعلك تشعر بالحماس والسعادة عند إنجازها، تلك التي تُضيف قيمة للشركة، وتساهم في تحقيق مهمتها. فكر في الفوائد التي يعود بها عملك على الآخرين، والتأثير الإيجابي الذي ينعكس على قضية أنت مهتم بها، والذي يساهم في تمهيد الطريق للأجيال القادمة أو في تغيير حياة أشخاص. فكر في الأسباب التي جعلتك تختار هذه المهنة بالذات، ولماذا حاربت كل هذا الوقت.
2. تحدّ نفسك: لا شك أنك اكتسبت الكثير من المعرفة والخبرة خلال مسيرتك المهنية، وأنت الآن تجيد عملك بشكل لا مثيل له، مما يجعلك ذو قيمة كبيرة بالنسبة لمديرك، ولكن قد يؤدي ذلك أيضاً إلى شعورك بالملل وعدم الرضا في بعض الأحيان. ومما لا شك فيه أنه كلما كان العمل مثيراً للاهتمام، كلما زادت نسبة رضا الموظف. ولتخطي شعورك بعدم الرضا والملل، ابحث عن تحديات جديدة لإضافتها إلى روتينك اليومي. يمكنك مثلاً التطوع للعمل على مشاريع ومهام قد لا تشعر بالراحة عادةً عند أدائها، أو تحمّل مسؤوليات جديدة لصقل مهاراتك.
3. ضع أهدافاً محددة: في حال كنت تمر بفترة إحباط، من المهم أن تأخذ قسطاً من الراحة لتقييم وضعك وموقفك الحالي، وأين ترغب في أن تكون بعد مدة من الوقت، وكم ستحتاج لتصل إلى المكان الذي ترغب في أن تكون فيه. من المهم أن تحدد أهدافاً واقعية وذكية، ولكن تجنب توقُع الكثير من نفسك كي لا تشعر بالإحباط وعدم الرضا عندما لا تحقق الأهداف التي تحددها. كما عليك التحلّي بالصبر وعدم فقدان الأمل عندما تسير في طريق تحقيق هذه الأهداف، فخطوات بطيئة ولكن واثقة أفضل من خطوات سريعة وغير محسوبة.
4. ابحث عن مصدر إلهام: إذا كنت تشعر بأنك لا تمتلك أي مصدر إلهام يدفعك لأداء عملك فالآن حان وقت إيجاد مصدر إلهام حقيقي لك. يمكنك قراءة مقالات تتحدث عن قصص نجاح مُلهمة لأشخاص مروا بتجارب قريبة من تجربتك. ومن الأمور الأُخرى التي يمكنك تجربتها هي أن تبحث عن مرشد أو مرشدة، بهذه الطريقة ستتمكن من بناء علاقة قوية مع شخص يقدم لك المساعدة ويدعم مسيرتك المهنية، حيث يمكن لمرشدك تقديم نصائح حول القرارات المتعلقة بمسيرتك المهنية.
5. طوّر شبكة من العلاقات القوية: أحد أهم الأمور الأُخرى التي تساهم في زيادة الرضا الوظيفي هي امتلاك علاقة جيدة مع مديرك وزملائك، حيث تساهم هذه العلاقات في تعزيز سعادتك، فلا شيء يساهم في شعورك بالوحدة والعزلة أكثر من شعورك بعدم السعادة أو عدم امتلاك شخص بإمكانه تقديم نصيحة لك. بالإضافة إلى ذلك، إن امتلاك علاقة قوية مع أعضاء فريقك يساعدك على إيجاد معنى من وراء أداء مهامك، مما يساعد أعضاء فريقك، ومديرك، والشركة على تحقيق النجاح. بإمكانك بناء هذه العلاقات من خلال استثمار الجهد والوقت في معرفة الأشخاص في محيطك والتواصل معهم خارج نطاق العمل.
المصدر: سي ان ان