لا يَنبُعُ السلامُ من فُوَّهَةِ المدافعِ ولا بتخطي الحدودِ السياسيةِ والجغرافية، وعليه لن ينبعَ من العدوانِ التركيِ الجديدِ على الاراضي السورية الا المزيدُ من الدمِ المسال، والتعقيدِ الإضافيِ للأزمة وان سُمِيَ “نبع السلام”..
مشَت تركيا خطواتٍ ضدَّ الاكرادِ في سوريا بمساعدةِ دونالد ترامب الذي وهبَ الاكرادَ الذين باعُوهُ مصيرَهم، الى رجب طيب اردوغان..
كمَن يُصَفِّي مُدَّخَراتِه في المنطقةِ فعلَ الرئيسُ الاميركي، فسريعاً اقتنصَ الرئيسُ التركيُ ظانّاً امكانيةَ الاختراقِ ضمنَ مساحةِ تناقضاتٍ وانشغالات، لعله يُنْجي نفسَه مما يَعتبرُهُ الخطرَ الكرديَ المسلحَ في خاصرتِه، ويَكسِبُ مساحةً لاعادةِ النازحينَ السوريينَ الذين يُرهقونَه اقتصادياً واجتماعياً الى منطقةٍ سوريةٍ يُسمِّيها آمنة، فضلاً عن استثمارِه لعملياتِ الشمالِ السوري في الداخلِ التركي معَ ازمتِه الشعبيةِ التي اظهرتها صناديقُ الانتخاباتِ البلدية..
لن يقاتلَ اردوغان بجنودِه، فبقايا الجيشِ الحرِّ حاضرون، ومسلحو داعش والنصرة وغيرُهم ممن تركَهم الاميركيُ ورعاهم التركيُ حاضرون ايضاً ليُقدِّموا بنادقَهم في مزادِ الاستثمار ..
عمليةٌ ستُعقِّدُ الوضعَ وتتعارضُ معَ الامنِ الاقليمي قالَ مساعدُ رئيسِ مجلسِ الشورى الايراني، بل هي اعتداءٌ على السيادةِ السوريةِ قال مصدرٌ روسي.. فيما علا الصوتُ الاوروبيُ ليس حفاظاً على القانونِ الدولي وسيادةِ سوريا وانما خوفاً من موجاتِ نزوحٍ جديدةٍ لن يَحتملُوها، في وقتٍ لم يَعودوا مأخوذين على محمل الجد في السياساتِ الدولية.
اما الذِّكرُ الذي عادَ فهو للجامعةِ العربيةِ التي استنكرت العدوانَ التركي، فيما تداعى مجلسُ الامنِ الى جلسةٍ طارئة..
في لبنانَ الذي يَسمعُ صدى معاركِ الشمالِ السوري ما زالَ عندَ جلساتِه الحكوميةِ بحثاً عن خطواتٍ اصلاحية، فيما ملأت الارجاءَ صرخةٌ صاخبةٌ لقدامى العسكريينَ الذين عاودوا النزولَ الى الشارعِ رفضاً للمَسِّ بالتقديمات..
كما تَقدَّمَ اليومَ سؤالٌ للرئيس نبيه بري عن الموازنةِ مستفسراً أين أصبحت بعدَ سلسلةِ اللقاءاتِ والإجتماعاتِ؟ وسائلاً عن البنود التي تم التوافق عليها في لقاء بعبدا الاقتصادي؟
المصدر: قناة المنار