وجه رئيس “الحزب السوري القومي الاجتماعي” الوزير السابق علي قانصو، في بيان بمناسبة الذكرى العاشرة لانتصار تموز، “تحية إكبار إلى الشهداء والجرحى الذين بذلوا الدماء وإلى المقاومين الأبطال، ونهنئ أبناء شعبنا الذين بصمودهم وصبرهم عبروا عن ثقتهم العالية بمقاومتهم وجيشهم”.
وجاء في البيان “إن الانتصار الذي تحقق قبل عشر سنوات، لا تزال مفاعيله تزلزل كيان العدو في بنيته السياسية والعسكرية والاستيطانية، وكأنه حاصل اليوم، وهذا يؤكد أن ما حققه لبنان المقاوم، لم يكن انتصارا عابرا في حرب عادية، بل هو انتصار استثنائي رسم معادلات جديدة للردع والهجوم في آن، لأن الحرب على لبنان كانت حربا مفصلية، وجودية، قرارها مشترك بين “اسرائيل” وأميركا وحلفائهما وأدواتهما وهدفها القضاء على المقاومة بكل قواها ودولها، واقامة شرق اوسط جديد متصهين. لقد رسخ الانتصار في العام 2006، صحة وصوابية خيار المقاومة، وبأنه السبيل الوحيد لانتزاع حقنا، والدفاع عن أرضنا، كما اسقط إلى غير رجعة، أوهام الواهمين الذين تنكروا لخيار المقاومة في العام 1982، يوم كانت المقاومة تسقط شعار “سلامة الجليل” بصواريخ الكاتيوشا، وتحرر بيروت انطلاقا من الويمبي، وتنجز انتصار التحرير في العام 2000″.
واضاف “لقد حقق خيار المقاومة هدفين أساسيين، الأول هو التحرير، وإفهام العدو الصهيوني ومحوره، بأن احتلال أرضنا وتدمير قرانا ومدننا وقتل شعبنا، ليست نزهة كلما اراد العدو ممارسة ارهابه واشباع غريزته العنصرية بدماء اطفالنا ونسائنا وشيوخنا. والهدف الثاني هو الردع، وقد بات العدو يدرك جيدا، أن أي عدوان يشنه على لبنان، ستكون نتائجه وتداعياته كارثية تعجل من زوال الكيان الغاصب لأرض فلسطين. ويدرك هذا العدو أن المقاومة تملك بنك أهداف، بعضها بات معلوما ومعلنا، وبعضها الآخر طي المفاجآت. لذلك، يتأكد اليوم، أن لبنان بحاجة لمقاومته أكثر من أي يوم مضى، يحتاجها لتحرير ما تبقى من أجزاء محتلة، وعامل ردع بوجه الغطرسة العدوانية الصهيونية، وعنصر قوة في مواجهة أطماع العدو بثرواتنا النفطية والغازية. والحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يؤمن بخيار المقاومة، يؤكد ضرورة ترسيخ وتثبيت معادلة الجيش والشعب والمقاومة، بوصفها أسهمت في تحقيق الانتصار، وهي تشكل عامل قوة للبنان في مواجهة كل الأخطار”.
واردف “ولأن الانتصار الذي تحقق، هو انتصار لكل لبنان، فإن مسؤولية اللبنانيين جميعا، هي حماية هذا الانتصار من خلال:
– حفظ المقاومة وتضحياتها وشهدائها والالتفاف حولها ونشر ثقافة المقاومة، لأن المقاومة تعبر بنهجها وخياراتها عن ارادة اللبنانيين الذين يريدون لبنان، بلدا قويا عزيزا عصيا على الاحتلال والارهاب.
– تعزيز قدرات الجيش اللبناني وتأمين كل مستلزمات القيام بمهامه في مواجهة العدو الصهيوني، وفي مواجهة المجموعات الارهابية المتطرفة، إضافة إلى ترسيخ التنسيق بين الجيش والمقاومة وتعزيزه، تثبيتا لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة.
ـ بناء مشروع الدولة العادلة والقوية والقادرة، دولة المواطنية التي يطمئن اليها الجيمع، وتقويض النظام السياسي الطائفي المولد للازمات، وهذا هو السبيل للخروج من نفق الازمة الراهنة التي تعطل الحياة السياسية والمؤسساتية وترهق كاهل اللبنانيين.
وفي هذا السياق، نؤكد ضرورة وأهمية طاولة الحوار، نظرا للملفات التي تعالجها، مشددين على سرعة التوصل الى انجاز الاستحقاقات اللبنانية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتفعيل عمل المؤسسات الرسمية، والشروع في الاصلاحات بدءا بسن قانون جديد للانتخابات النيابية يعتمد لبنان دائرة واحدة على الأساس النسبي ومن خارج القيد الطائفي، وتاليا تنفيذ الاصلاحات العديدة التي نص عليها اتفاق الطائف. وإننا من موقع الحرص على لبنان دورا ورسالة، ندق ناقوس الخطر، محذرين من استشراء الطائفية والمذهبية في بنية النظام القائم، ومن خطابها الفتنوي الذي يشكل تهديدا دائما ومستمرا لوحدة لبنان وأمنه واستقراره.
وفي ذكرى الانتصار، نؤكد أن الأهداف التي لم يستطع العدو الصهيوني وحلفاؤه وأدواته تحقيقها في حرب تموز 2006، لن تتحقق بهذه الحرب الارهابية الكونية التي تشن على سوريا منذ خمسة أعوام، بواسطة مجموعات أنشأتها الصهيونية العنصرية وتعتنق الارهاب عقيدة وبدعم مكشوف من دول معروفة، وكما كانت ثقتنا كبيرة بتحقيق الانتصار على العدو انطلاقا من لبنان، فإن ثقتنا اليوم كبيرة بأن سوريا قائدا وقيادة وجيشا وأحزابا ومقاومين ومواطنين ستنتصر حتما، وتهزم عنكبوت الارهاب ورعاته وداعميه ومموليه وحاضنيه. ودعوتنا اليوم، في ذكرى الانتصار، أن تنضوي كل قوى الأمة في جبهة شعبية وتنخرط في المعركة المصيرية إلى جانب سوريا والمقاومة بمواجهة منظومة الارهاب المتشكلة من دول عظمى وكيانات مصطنعة وأمبراطوريات مريضة، وأشباه دول ومجموعات ارهابية متعددة الجنسيات. إن انخراط قوى الأمة ودولها في هذه المعركة المصيرية، يشكل ردا قويا على محور الأعداء، ويفشل مخطط تصفية المسألة الفلسطينية ومشاريع التفتيت والتقسيم والفتنة التي تستهدف امتنا”.