تغزو تكنولوجيا الاتصالات عالم السيارات في الوقت الحاضر من أجل زيادة معايير السلامة وسبل الراحة والترفيه، غير أن هذا الغزو التكنولوجي لا يخلو من العيوب والمخاطر التي تهدد خصوصية البيانات.
وأوضح هولجر إيبن من مجلة السيارات “أوتو تسايتونج” الألمانية، أن تكنولوجيا الاتصالات لم تعد حكرا على سيارات الفئات العليا، بل باتت من التجهيزات المتاحة لجميع فئات السيارات.
ومن أبرز صور تكنولوجيا الاتصالات في عالم السيارات إمكانية دمج الهاتف الذكي بقمرة القيادة، فمع أنظمة آبل كار بلاي (CarPlay) وأندرويد أوتو (Auto) وميرور لينك (MirrorLink) أصبح استخدام ودمج الهواتف الذكية في السيارة أكثر سهولة.
وتُتاح عبر واجهة المستخدم الخاصة بهذه الأنظمة العديد من وظائف الهاتف الذكي، والتي يتم التحكم فيها واستعمالها عبر شاشة نظام الملتيميديا بالسيارة.
وأضاف إيبن أن دمج الهاتف الذكي بقمرة القيادة يتيح لقائد السيارة إمكانية استخدام وظائف مثل خرائط غوغل، وبالتالي يتوفر لديه نظام ملاحة أثناء القيادة.
ومن المزايا الأخرى لتكنولوجيا الاتصالات في عالم السيارات الاتصال بالشركة المصنعة ومراكز الفحص للإخبار مثلا عن مسافة قطعتها السيارة تستلزم بعدها بعض أعمال الصيانة، وأيضا تبادل المعلومات مع مستخدمي الطريق الآخرين والبنية التحتية.
وينصب التركيز في الاتصال الشبكي مع إشارات المرور أو علامات المرور على الطريق أو حتى خدمة الإنقاذ على السلامة المرورية وتدفق حركة المرور بشكل أكبر، وذلك عن طريق التحذير من مكان قد وقع فيه حادث على سبيل المثال وتقديم الطرق البديلة للوصول لوجهة الرحلة بسلام وأمان.
ويشترط لهذا أن يتم تثبيت بطاقة “سيم” (Sim) في السيارة، والتي تقدم العديد من الخيارات، لا سيما فيما يتعلق بالمعيار الجديد للاتصالات الجوالة للجيل الخامس، وهذا يجعل السيارة بكل بساطة تتعلم التواصل مع إشارات المرور والمشاة وقائدي الدراجات من أجل تبادل البيانات في الوقت الفعلي والتحذير من المخاطر.
وفي الحقيقة لا يخلو الاعتماد على تكنولوجيا الاتصالات في السيارات من مخاطر، حيث تهدد الاتصالات الشبكية خصوصية بيانات قائد السيارة، فالأشخاص، الذين يستخدمون عروض مشاركة السيارات على سبيل المثال عبر الهاتف الذكي، يكشفون بالفعل الكثير عن أنفسهم، وهو ما يخلق فرصة لتكوين ملامح تحركات كاملة تستغلها الشركات للاستفادة بشكل أكبر من العملاء.
وبالإضافة إلى ذلك، قد تخلق الاتصالات الشبكية فرصا أكبر لوصول أشخاص غير مصرح لهم إلى تدفقات البيانات. ويعود إيبن ليطمئن قائدي السيارات بأن القراصنة لن يمكنهم أبدا السيطرة بشكل كامل على السيارة، فحتى إذا تمكن القراصنة من اختراق نظام السيارة عبر واجهة سحابية، فلن يستطيعوا فعل ما هو أكثر من إيقاف تشغيل الراديو.
المصدر: الوكالة الالمانية للأنباء