تتجه بعض الطيور المهاجرة، لشق طريقها عبر الأجواء ليلا، وتشير بعض الأبحاث إلى أنها تعتمد على المجال المغناطيسي للأرض، في تحديد مساراتها أثناء الظلام.
تبدأ الطيور، مسار هجرة إلى الشمال، في نهاية الشتاء من كل عام، حيث تبدأ الثلوج في الذوبان، لكن أغلبها يهاجر ليلا، وهو ما يطرح تساؤلات عدة حول الطريقة، التي تحدد بها تلك الطيور، مساراتها نحو المنطقة، التي تتجه إليها في الظلام، بحسب موقع “فايز” الأمريكي.
يقول الموقع إن الطيور المهاجرة، يكون لديها بروتين حساس للضوء الأزرق، يعرف بـ”كريبتوكروم”، الذي يساعدها على تحديد الاتجاه الصحيح أثناء هجرتها في الظلام، مشيرا إلى دراسة أجراها باحثون من مركز “ساوث ويسترن” الطبي في جامعة تكساس الأمريكية، كشف تفاصيلا جديدة عن رحلة الطيور المهاجرة.
ولفت الموقع الأمريكي إلى قول بريان زولتوفسكي، الأستاذ في جامعة ساوثرن ميثوديست، وأحد المشاركين في الدراسة، أن “الكريبتومات هي بروتينات فعالة للغاية، تمكن الطيور من الإحساس بمستويات الضوء الخافتة، أثناء الليل”، مشيرا إلى أنها توجد في النباتات والحيوانات، وهي مسؤولة عن إيقاع الساعة البيولوجية في مختلف الكائنات.
ولفت الباحثون إلى وجود أحد أنواع الكريبتونات، الذي يحمل اسم “كري 4″، بحسب الموقع، الذي أشار إلى قول أحد الباحثين: “رغم أن النباتات والحشرات لديها كريبتومات حساسة للضوء وبالتالي تستجيب لأشعة الشمس، فإن معظم الفقاريات التي تمت دراستها تمتلك كريبتومات غير فعالة تجاه الضوء”.
وتابع: “بالتالي فإن قدرة وإمكانية استجابة بروتين كري4 للضوء وتأثره بالمجال المغناطيسي للأرض يجعله أحد الكريبتومات المثيرة للاهتمام”.
ولفت الموقع إلى أن الباحثين فصلوا بروتين “كري 4” من طيور الحمام، رغم أنها ليست من الطيور المهاجرة، ثم شكلت بلورات من البروتين، ثم عرضت للأشعة السينية بشكل يمكن العلماء من رسم التركيب الذري المكون لهذا البروتين، مشيرا إلى أنهم بهذه الطريقة حصلوا على أول تركيب ذري لجزيء “كريبتوكروم”، يستجيب للضوء.
ولفت الباحثون إلى وجود تغيرات استثنائية في المناطق الرئيسة لبنية البروتين، تعزز من قدرة الطيور المهاجرة، التي تملكه من جمع الضوء من البيئة المحيطة بها.
ويقول زولتوفسكي، أحد المشاركين في الدراسة: “تعمل هذه الكريبتومات على امتصاص فوتون الضوء، الذي يتسبب بدوره في انتقال إلكترون خلال سلسلة من الأحماض الأمينية، التي تحوي ثلاثة أو أربعة مواقع تعمل كناقل لتلك الإلكترونات. ويوجد منها خمسة مواقع في الحمام”.
ويضيف الباحث زولتوفسكي: “البنى التركيبية التي حصلنا عليها تمكننا من فهم الوظيفة، التي تقوم بها تلك التراكيب الذرية، وكيف يمكنها استخدام الضوء الأزرق في تحسس خطوط المجال المغناطيسي، مضيفا: “يوفر التركيب الذري مزيدا من التفاصيل الذرية المهمة لفهم كيفية عمل هذه البروتينات ودورها في تحديد الطيور مسارها أثناء الهجرة في الظلام”.
المصدر: سبوتنيك