شهدت البحرين الجمعة تظاهرات غاضبة في جمعة العهد للفقيه سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، الذي سحبت جنسيته بقرار من الملك قبل 54 يوماً وأثار موجة غضب واحتجاجات عارمة لازالت متواصلة حتى اليوم.
وشهدت عدة مناطق بحرينية في مختلف محافظات احتجاجات غاضبة، منها العاصمة المنامة، وجزيرة سترة، وكرانة، وأبوصيبع، والمالكية وباربار والبلاد وسار والمصلى وأبوقوة وعالي وصدد ومناطق أخرى، إلى جانب منطقة الدراز مسقط رأس آية الله قاسم ومحل سكنه إذ يشهد اعتصاماً متواصلاً منذ 54 يوماً.
ورفعت التظاهرات صوراً لآية الله قاسم ورددت شعارات تندد بسحب الجنسية والمحاكمة، مؤكدين أن النظام في البحرين يتعامل بطائفية بالغة وصفها بعض المتظاهرون أنها “داعشية رسمية” تستهدف كل من يختلف من الجانب الرسمي في وجهة النظر أو الرأي أو الفكر أو المذهب، ويسعى النظام لإلغاءه من الوجود. وأكد المتظاهرون أن النظام في البحرين يسعى لإلغاء الشيعة ويشن حرب ظالمة ضدهم، وأن السجون تمتلئ بعلماء الدين بشكل يمثل استفزازا خطيراً قد يجرالبلاد إلى ما لا يحمد عقباه.
وتأتي هذه الإحتجاجات قبل يومين من جلسة المحاكمة الثانية (الأحد 14 أغسطس آب 2016) التي يواصل فيها النظام استهدافه لعلماء الدين، في حين تتواصل استدعاءات واعتقالات علماء الدين بشكل مواصل دون توقف.
ويستمر الاعتصام في الدراز رغم محاصرة المنطقة واقامة حواجز عسكرية ونقاط تفتيش بمحيط المنطقة بالكامل ولا يمكن أي مواطن دخول المنطقة الا ان يكون من سكنة المنطقة والدخول إليها عبر نقطتي تفتيش تتعمد القوات تعطيل الأهالي فيها واستفزازهم مع امتداد طوابير الإنتظار للدخول لأكثر من ساعتين.
وطالبت قوى التيار الوطني الديمقراطي (التقدمي، القومي، وعد) برفع الحصار فورا عن قرية الدراز التي يعاني اهاليها من مضايقات تزيد من معاناتهم اليومية وتعطل مصالحهم وتفرق الاهالي عن بعضهم البعض، خصوصا الذين يقطنون في مناطق خارج القرية.
وقالت ان ما يجري من حصار يشكل انتهاكا صارخا لدستور مملكة البحرين ولميثاق العمل الوطني وكل المواثيق الدولية ذات الصلة بحرية التنقل والاتصال والتواصل بين ابناء البلد الواحد، مشيرة الى ان عملية اغلاق جميع المنافذ المؤدية لقرية الدراز وتسييج طرقاتها بالموانع والأسلاك الشائكة من قبل الاجهزة الامنية، ولم تبقي إلا على مدخلين يتم فيها التدقيق على الداخلين الى القرية من الاهالي بصورة تساهم في تزايد طوابير العائدين وتعطيلهم في هذه الاجواء الحارة والرطبة المضرة بالصحة، وتمنع اهالي القرية الذين يقطنون خارجها من دخولها والالتقاء مع أهاليهم بما فيها منعهم من تلقي التعازي لأهل فقدوهم أو تقديم واجب العزاء لأحد اهاليهم او اهالي القرية التي هي مسقط رأسهم.
وقالت قوى التيار الوطني الديمقراطي ان بلادنا البحرين بحاجة ماسة الى مبادرات جريئة لتبريد الساحة الامنية وإشاعة اجواء الانفراج الامني والسياسي وخلق معطيات التسامح بدلا من الاجواء المحمومة التي تبث خطاب الكراهية ورفض الآخر وفرض الحصار على المناطق كما هو حاصل في قرية الدراز التي تتعرض لهذا التضييق منذ عدة اسابيع.
ودعت قوى التيار الديمقراطي الى التوقف عن هذه السياسة التي تزيد من حالة الاحتقان وتعاني منها البلاد، والشروع في تحقيق انفراجات جدية تحمي الوحدة الوطنية والسلم الاهلي والاستقرار الاجتماعي وتحترم حقوق الانسان والمواثيق الدولية ذات الصلة.