التدخين الذي لطالما عرف على مدى طويل بشكليه التقليدين عن طريق السجائر أو النرجيلة (الشيشة)، دخل في السنوات الأخيرة مرحلة جديدة تماشيا مع التطورات التقنية الجديدة ليظهر نوع جديد من السجائر يعرف بـ”السجائر الإلكترونية”، في محاولة لتقديم مفهوم جديد حول التدخين، أصبحت تصاميم هذه السجائر تحاكي منتجات التبغ التقليدية.
السجائر الإلكترونية
يقوم مبدأ هذا النوع من السجائر بنشر رذاذ يتولد عن تسخين محلول يحتوي على النيكوتين والغليسيرول ومواد منكهة أخرى.
يحتوي الرذاذ عادة على بعض المركبات المسرطنة والمواد السمية بمقادير تقل بدرجة أو اثنتين عن الموجودة في التبغ، في الوقت الذي تبين فيه بأن بعض المواد المستخدمة تحتوي على مواد مسرطنة مثل الفورمالديهايد والأكرولين، أي أن مخاطر هذه السجائر على المدخنين مشابهة للسجائر التقليدية.
في الوقت الذي يقول فيه منتجو هذا النوع من السجائر على أنها طريقة فعالة لجعل المدخنين يقلعون عن التدخين، أشارت دراسة لمنظمة الصحة العالمية أن العديد من دراساتها أثبتت بأن هذه الإدعاءات غير صحيحة.
الشيشة أو النرجيلة
تكاد لا تخلو العديد من المقاهي الشعبية من تربع النرجيلة على طاولاتها أو في قائمة ما تقدمه هذه المقاهي، فتتعدد النكهات وطرق تحضيرها لتتعدد معها الأسعار.
يقوم مدخن النرجيلة باستنشاق الدخان بعمق مما يزيد من نسبة وصول المواد السامة الموجودة في حجر النرجيلة، وهي أول أكسيد الكربون والقطران والزرنيخ، ويؤدي تدخين النرجيلة المستمر الى تجلط الدم في الأوعية الدموية والشرايين مما يضاعف من احتمالات الإصابة بأمراض القلب كما وتساهم النرجيلة بارتفاع نسبة النيكوتين في الدم مما يؤثر على الغدد اللعابية وصحة الفم.
وتشترك عادة تدخين النرجيلة بتناقلها من شخص لآخر في الكثير من الأماكن، الأمر الذي يتيح وبسهولة إمكانية إنتقال أمراض معدية عن طريق الفم ، فعلى سبيل المثال تساهم هذه العادة بإنتقال جرثومة المعدة التي تسبب على المدى البعيد القرحة.
وتتجاوز أخطار النرجيلة جسم المدخن لتصيب أطفال الحوامل حيث يلاحظ قلة وزن المولودين حديثا من أمهات مدخنات بالإضافة لولادة أطفال يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي.
أيهما أفضل السجائر الإلكترونية أم النرجيلة
“فيما يتعلق بمخاطر الإثنين فإنه لايوجد فرق بينهما، حيث أن جميع دراسات منظمة الصحة العالمية أوجدت بأن كلا النوعين يتسببان بمخاطر وأمراض على المدخنين”، بهذه العبارة وصف رئيس جمعية الصحة العامة في روسيا وخبير منظمة الصحة العالمية، أندريه دومين.
وأضاف الخبير “أنه ولسوء الحظ في الكثير من بلدان العالم لاتوجد قوانين تشريعية تحد من بيع السجائر الإلكترونية أو النرجيلة، في الوقت الذي يروج المنتجون على أنها أقل ضرارا وهذا هراء”، وتحدث عن طبيعة المواد الداخلة في تركيب كلا النوعين قائلا: ” توجد مادة النيكوتين في السجائر الإلكترونية في الوقت الذي توجد أيضا في النرجيلة بالإضافة لإحتواء النرجيلة على مواد غير معروفة في العديد من الأماكن”.
وحول محاربة هذه الظاهرة قال الخبير “بأنه يتعين على جميع البلدان فرض إجراءات صارمة بحق الإعلان عن مثل هذه الأشياء فعلى سبيل المثال جميع هذه الأشياء والتي تحتوي على النيكوتين محظورة في أستراليا ومنها النرجيلة”.
المصدر: سبوتنك