موقع قناة المنار في لقاء خاص مع مدير الإدارة السياسية في الجيش السوري – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

موقع قناة المنار في لقاء خاص مع مدير الإدارة السياسية في الجيش السوري

WhatsApp Image 2019-08-24 at 16.40.12
خليل موسى موسى - دمشق

 

لقاء خاص أجراه موقع قناة المنار مع اللواء حسن أحمد حسن مدير الإدارة السياسية في الجيش السوري، تحدث فيه عن عدة ملفات وتطورات في الموضوع السوري وصولا الى تطورات الشمال السوري وذكرى التحرير الثاني.

أولاً: سيادة اللواء.. لو تحدثت لنا سير معركة الشمال السوري …
من المبكر الحديث عن سير المعارك في إدلب إلى أن تضع الحرب أوزارها، لندع الجيش ينتصر بغض النظر عمّا يرسم في دهاليز السياسة ولا يوجد حرب للحرب، العسكرة لتحقيق هدف استراتيجي، ما عجزوا عن تحقيقه بالعسكرة لا يمكن أن يأخذوه بالسياسة على الإطلاق. الدولة السورية ومحور المقاومة اكثر صلابة من أن يفقد ما دفع قيمة ضحايا و ضريبة عالية في سبيل الحفاظ عليه، والهدف الحفاظ على سورية كاملة مكملة، لن يكون هناك اقتطاع شبر واحد خارج السيادة السورية، ما يتعلق لما يدور الآن في إدلب، إنشاء الله ستكون مقدمة، لتطهير كامل سورية، ليس من الخطأ على الإطلاق إذا كان بالإمكان البناء على الديبلوماسية الروسية ومدى قدرة تأثيرها على تركيا أردوغان كلما كانت الخسائر أقل كلما كان الانتصار أكثر بريقا، وهذا لا يعني أنه سيبقى هناك شبر واحد في إدلب ولا في ما أطلقوا عليه شرق الفرات، ولكن في التفاصيل لا أرى أنه من المفيد حالياً، الحديث عن هذه النقطة.

– ثانياً،  كيف تنظرون إلى مصير الإرهابيين كيف تنظرون إليه، اليوم لم يعد هناك إدلب أخرى لنقل الإرهابيين إليها في حال استسلموا ولا مجال للقيام بتسوية أوضاع كما فعلوا في اماكن أخرى مثل الغوطة او ما شابه من مناطق سورية؟
ما يسمى بالأقوال المأثورة أو الأمثال أو الحكم تقول “عندما يصبح ثمن الأعلاف أكثر من ثمن الماشية، لا يتردد الراعي على الإطلاق عن ذبح الماشية”. ويقيني المُطلق، أن الراعي الأمريكي الصهيوني ليس فقط لن يتردد عن ذبح الماشية، فإذا رأى من المفيد الاستعانة بأي طرف للإجهاز على من ثبت على أرض الواقع أنه يشكل خطراً وحشيا على العالم،  لكن أي دولة في العالم ستتحمل أمثال هؤلاء وهم لديهم كل أشكال الهمجية والقتل والتكفير!! ، هؤلاء يشكلون الآن خطراً حقيقيا على الدولة السورية ومن معها من أصدقاء وبخاصة المقاومة، فالدولة السورية ومحور المقاومة استطاعوا التصدي ومواجهة هذا الإرهاب ومحاربته، ولكن هل تستطيع أوروبا مواجهة هؤلاء الإرهابيين التكفيريين المجهزين بكل انواع الأسلحة!!.

وفي نهاية المطاف، أريد هنا التمييز بين أمريين، المسلح الذي ما يزال يحمل السلاح، وهو يحمل الجنسية السورية، والدولة السورية لم تنطلق في يوم من الأيام من منطلق الانتقام في يوم من الأيام وخاصة مع الأبناء ومن يحملون هذه الجنسية حتى وإن أضلوا الطريق وإن أخطأوا وإن… لكن السؤال الأهم الذين أتو من الخارج، لن نجلس ونتفرج عليهم، بكل تأكيد ليس من مصلحة أحد البقاء على هذا الفكر وعلى حملة هذا الفكر، كيف سيتم؟! المهم سيتم ذلك.

– ثالثا، سيادة اللواء، كيف تفسر ما حدث خلال هذه العملية من التعامل مع الرتل التركي الذي تم إيقافه؟؟
WhatsApp Image 2019-08-24 at 16.40.18هناك مساران، المسار السياسي، والمسار عسكري، والدولة السورية كانت واضحة، قالت لا يوجد حل عسكري ولا يوجد حل سياسي، فالحل على مسارين، العسكري والسياسي، فالدولة السورية هنا كانت حريصة على كل الجهود، وهي راهنت وأثبتت جدوى رهانها على الديبلوماسية الإيرانية أو الروسية، ولمن عندا تكون هناك عربدة تخرج عن كل ما هو متفق علليه، سواء في سوتشي أو أستنا، عندما كان واضحاً أن الغالية من استقدام الرتل التركي تكمن في نجدة جبهة النصرة، في إدلب، هناك خطوط وفق ما يسمى منطقة خفض التصعيد متفق عليه ما بين الأتراك وما بين الروس، ولكن علينا أن نكون واضحين، كل ما يتم الاتفاق عليه يكون في البداية،  بمعرفة الدولة السورية، ففي البداية يتفق الروسي مع السوري، ويرى ما يرده السوري، وما يتم الموافقة عليه من الدولة السورية، يفاوض ويناقش الروسي عليه مع الأتراك او مع غيرهم.

كان واضحا ان الجيش السوري يتقدم، المجاميع الإرهابية في انحسار كبير جداً، تقدم الجيش التركي، وها اقول أنه أين أتى؟؟ هل أتى ليصلي في إدلب؟!  إنه قادم لنجدة ونصرة جبهة النصرة، وعندما تجاوز الرتل التركي التحذيرات لعدم التقدم عن النقطة التي يقف فيها، تم التعامل عسكرياً معه، وهنا اضطر التركي للرضوخ إلى الامر الواقع.

واهمٌ من يظن أن الجيش  السوري والدولة السورية ومحور المقاومة سيسمح بأن يتم نجدة من ثبت على أرض الواقع بأنه تنظيم إرهابي مرفوض وفق جميع الشرائع الدولية، وبالتالي، فإن كان القضاء على جبهة النصرة وسحقها يزعج أردوغان فهذا شأنه، لن يكون هناك لا في إدلب ولا غيرها لا في إدلب ولا غيرها.

وكُن على يقين؛ إن هذا الانتصار الذي يتم انجازه وأراه رؤية العين متبلوراً لن تكون تداعياته فقط على الأرض السورية إنما على محور المقاومة ليتجاوز ذلك إلى كل العالم وأنصار الإنسانية لأننا في سورية ومن يقاتل معنا على الأرض السورية إنما نقاتل الإرهاب نيابة عن العالم أجمع، وهذا مسألة وقت ومسألة قدرة على التحمل.
ولنكن موضوعيين هنا، يكون ساذج في الاستراتيجية من يظن أميركا أصبحت بلا قوة، وغبيا من يظن أن أميركا لم تعد دولة عظمى، فما تزال الجبروت العسكري والاقتصادي ولكن يوجد فرق كبير، وأتمنى من كل المهتمين بالشأن الاستراتيجي أن يميزوا ما بين قوة وما قدرة، الولايات المتحدة وغيرة من الدول يمتلكون الكثير من عوامل القوة، لكنها عاجزة ان تحول هذه القوة إلى قدرة، على أرض الواقع، أمّا ما تتميز به سورية والمقاومة، أنهم مبدعون وخلاقون في تحويل عوامل القوة العادية جداً إلى عوامل تفوق قدرة الآخر على تحمل التداعيات.

– رابعا، تحرير الجرود، لا بد وأنه ترك أثرا في الحرب النفسية لدى العدو الصهيوني، كيف تتحدثون عن هذا الأثر خاصة أنه تم بث مقاطع مباشرة أثناء تحرير تلة موسى في القلمون وغيرها من المرتفعات الوعرة والمعروفة بقسوة وصعوبة تضاريسها، ونحن نتحدث هنا عن تحرير تم من السفوح إلى القمم وليس العكس….
ما يتعلق بموضوع ارتدادات انتصار الجرود على العدو الصهيوني، لنسم الأشياء بمسمياتها، الذي بقي في جرود القلمون أو عرسال أو فليطة أو غيرها في التحرير الأخير الذي أطلق عليه التحرير الثاني ويستحق هذا الاسم، حيث بقي هناك تنظيمين فقط هما داعش والنصرة وهذا يؤكد بالدلائل القاطعة أن داعش والنصرة وبقية التنظيمات التكفيرية، هم الجيش الإسرائيلي البديل على الارض السورية، عندما نتحدث عن تطهير الجرود لن نتحدث عن مواجهة عادية او تقليدية نتحدث عن بيئة جغرافية أكثر من معقدة، وتكامل بين اداء الجيش العربي السوري وأداء المقاتل في المقاومة، هنا لا بد من التذكير أن للجيش بعض المقومات التي تمنحه مزيد من الفرص في تحقيق النصر، مثلا الجيش معروف بغزارة نيرانه وقدرته على الانتشار وتنوع صنوف الأسلحة، والمقاوم معروف بكفاءته البدنية، وقدرته على الاقتحام والكمائن والالتحام المباشر والسرعة الفائقة،  لكن أن يتم التكامل الموائمة المباشرة ما بين جيش تقليدي ورجال المقاومة، لينتج خوض عمليات قتالية حقيقية مع أشرس انواع الإرهاب المسلح بكل أنواع الأسلحة، هذا ما يرعب جنرالات الكيان الصهيوني، ويمثل مضافاً للفكر الاستراتيجي الكوني برمته. هذه التجربة الجديدة ما بين كيف نفذت المقاومة مع الجيش العربي السوري وكيف كان في الطرف الآخر الجيش اللبناني ينفذ عمليات، هذا ما يمثل التجربة الجديدة، وهذا ما يقض مضاجع الكيان الصهيوني، وهم يدركون بأن جيشهم البديل الأكثر كفاءة ما بين تنظيمات الإرهابية المسلحة قد دُحر، هذا يعني أن من استطاع الوصول إلى تلة موسى وهي مسكونة بجيش من الإرهاب المسلح بكل أنواع الأسلحة يستطيع أن يدخل إلى الجليل وإلى ما بعد الجليل بأريحية تامة، هذا جزء لا أقول هو لعب بشكل أو بآخر كل الدور في الحرب النفسية، إنما بواقع الأمر هو إعجاز عسكري أكثر ما هو إنجاز ميداني.

– خامسا: تذكرون عقب تحرير جرود عرسال القلمون برز موقف صهيوني طالب بتوسيع صلاحيات اليونيفيل على الحدود اللبنانية السورية والحدود مع فلسطين المحتلة ولبنان، ماذا تفسر ذلك القلق الصهيوني وما علاقته بتحرير الجرود على أيدي رجال المقاومة والجيشين السوري واللبناني آنذاك؟ 
أريد هنا الإشارة لأكثر من نقطة، الأولى تتعلق بقوات اليونيفيل، فإن رعاية جيش الاحتلال الصهيوني لجبهة النصرة في الجولان السوري والمحتل وريف القنيطرة، دور أساس في إرغام ثقوات اليونيفيل على الخروج، والمعروف أن هناك عصابات إرهابية ألقت القبض أو خطفت أو أسرت مجموعة من قوات اليونيفيل وكان عندما تم التفاوض أن يأتون عن طريق الأردن دل أن كل ما حدث كان برعاية الكيان الصهيوني، إذاً؛ تغييب دور الامم المتحدة،  كان هدفا صهيونياً لأنه يريد أن تبقى هذه المنطقة مسرحاً للقتلة ولقطعان الذئاب الذين يرعاهم، وظهر نتنياهو وهو يزورهم في مشافي ويطمئن على صحتهم،  والنقطة الثانية فيما يتعلق بهذا الموضوع، أنا لا أستطيع أن أفصل بين ما حدث في جرود عرسال والقلمون عما حدث قبل ذلك بعدة اشهر في دير العدس، فمثلث دير العدس الرابط بين محافظة درعا مع القنيطرة وريف دمشق، كان واضحاً لدى القيادة السورية أن المخطط متكامل وأن المقصود واحد الأهداف الموضوعة هو وصل القلمون بالحرمون، لكي يتم التهيئة لما أسموه الجدار الطيب على غرار الجدار الطيب في الجنوب اللبناني أثناء الغزو الصهيوني لجنوب لبنان، وعندما قام الجيش السوري بتطهير مثلث دير العدس فهذا يعني كما يقال كسر إحدى الحلقات الأساسية في هذا المشروع، كانت الخطوات التالية للاستذكار فقط، مرت عملية تطهير جرود القلمون بمرحلتين الأولى هي جرود عرسال وفليطة والثانية بقية الجرود التي تم بت العمل فيها في 19 آب إلى 28 آب 2017 وهنا نصل إلى سبب مطالبة العدو الصهيوني بعودة اليونيفيل التي كان هو السبب في خروجها، وهو أنه بات على يقين أن هذه المجاميع الإرهابية المسلحة  لم تعد قادرة على تنفيذ الدور الوظيفي الذي كلفت به، بدليل، أنها كُنست من جرود القلمون إلى جنوب البوكمال.

– سادسا: نصل إلى اهمية المنطقة الحدودية.. جرود متصلة مع بعدها بامتدادات واسعة من القلمون إلى عرسال على اغلب طول الحدود الغربية لسورية، برأيكم سيادة اللواء… ما هي أهمية المنطقة هنا من الناحية الدفاعية لمحور المقاومة؟؟
دعنا نقول هنا الدفاع مقابل ماذا!؟، الدفاع مقابل هجوم متوقع، والهجوم المتوقع يكون من عدو محتمل ولكن ما لدينا هو عدو قائم ويلوح بالعدواني ويصرح به، إسرائيل وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، منذ أن بدأت تتضح معالم هذه الحرب شبه الكونية – ما فوق إقليمية وأقل من دولية – على سورية خاصة، ومحور المقاومة عامة، كان واضح أن المخططين، فهؤلاء الأغبياء المنفذون أي المسلحين ما هم إلا أدوات، لكن المخطط من وضع مخطط المنطقة كان واضح أنه يريد تقسيم سورية أو تقطيع الجغرافية السورية إلى ثلاثة أقسام، الاول هو عبارة أن أخدود نار أو خندق يمتد من البحر المتوسط إلى طرابلس إلى القاع إلى جرود عرسال وصولا باتجاه الغرب في الزبداني وغير ذلك، لأنه عندما يتم فصل هذا الجزء يضمن إمكانية التحرك من الأراضي المحتلة حاليا في الجولان وما كان يريد أن يأخذه هؤلاء، باتجاه البحر وعندما نقول البحر المفتوح أي العالم برمته. القسم الثاني كان مخطط أن يبدأ من الأردن إلى التنف إلى البوكمال إلى دير الزور إلى الحدود التركية، الجيش العربي السوري هنا بمساعدة المقاومة ردم خندق النار الأول، وكان لم يعد بالإمكان استهداف لا ظهر المقاومة ولا دمشق، ولننظر عندما تم تحرير الجرود إلى عدد المعامل الخاصة بصناعة المفخخات، والسيارات المفخخة التي كشفها وتدميرها، ما يشير إلى أنه كان المقصود أن تبقى هذه المنطقة عبارة عن بؤرة أو خاصرة تَنُز قيحاً وقابلة للاستثمار في أي لحظة.

المصدر: موقع المنار