قبلَ ان تصنفَنا الوكالاتُ الائتمانية، صنفنا انفُسَنا على المنابرِ السياسية وفي التقاريرِ المالية وقبل اَن تتحدثَ تلكَ الوَكالات عن الازمةِ التي يعيشُها لبنان، يعرفها اللبنانيونَ كلَ يومٍ باسواقِها العادية، كما السوداءِ منها التي لا زالت تتحكمُ بمَصائرِ الناس من دونِ حسيب او رقيب.. فلِمَ الصراخُ والعويلُ بعدَ هذا التصنيف؟ هل فوجِئنا بأنَّ سياساتِنا الماليةَ لعقودٍ قادتنا الى هذا الطريقِ المحتوم؟ وهل كُنا نتوقعُ اَنَّ بلداً ينزِفُ كلَ هذا الهدرِ والفسادِ سيكونُ بغيرِ هذا المسار؟
صدرَ التقريرُ المرتقبُ من وكالتي”فيتش” و”ستاندر اند بورز” ، الاولى خَفَّضَت تصنيفَنا، والثانية ابقَتنا على ما نَحنُ عليه، وكِلا التصنيفين غيرُ مُرضِيَينِ اقتصاديا.
رئيسُ الجمهورية طمأنَ اللبنانيينَ إلى أنّنا سنخرُجُ من الوضعِ الاقتصاديِ الصعب بالتعاوُنِ مع الجميع، ومِن خلالِ قراراتٍ لا بُدَ منها، معَ الاشارةِ إلى أنَ الازمةَ الاقتصاديةَ الراهنة اِرثٌ ثقيلٌ عُمُرُهُ عقودٌ كما قال..
وعدٌ رئاسيٌ بالنهوضِ أكدَ عليهِ وزيرُ المال علي حسن خليل، الذي رأى اَنَ تقريرَ التصنيفاتِ يعكِسُ الحقيقةَ التي نَعرِفُها، والتي تَعمَلُ الحكومة على معالَجَتِها.
معالجاتٌ باتت أكثرَ من ملحة، ولعلَ مِنَ تَبِعاتِ التصنيف جديدُ، اَنَّ الجميعَ يتحسسُ مخاطرَ المرحلة، ويُقِرُ بألاّ امكانيةَ للحلِ بالاسلوبِ اللبناني الذي كانَ سائداً لمعالجةِ الامور..
سياسيا يسودُ الهدوءُ الذي يؤمَّلُ اَن يُعزَزَ بأكثرَ من اتجاه، مُؤشراتُهُ اليومَ زيارةُ رئيسِ الحزبِ الاشتراكي وليد جنبلاط وعائلتُهُ لبيتِ الدين، والغداءُ الذي اقامهُ على شرفِهِم رئيسُ الجمهورية بِحُضورِ الوزير جبران باسيل..
من حاضرةِ السياسةِ الى الذكرى الوطنيةِ الحاضرة بعناوينِ الحريةِ والسيادة، ذكرى التحريرِ الثاني الذي حققهُ لبنانُ بمعادلاتِ العزةِ التي لا زالت اقوى من كلِ التشويشات، معادلةِ الجيشِ والشعبِ والمقاومة التي اقتلعَت الارهابَ التكفيري، كما هزمت الارهابَ الصِهيوني، فحَمَتِ الوطنَ كلَ الوطن..
وطنٌ عينُهُ على بلدةِ العين البقاعية، حيثُ سيقيمُ حزبُ الله احتفالاً بالمناسبةِ عصرَ الغد، يتحدَث خلالَه الامينُ العامُّ لحزبِ الله السيد حسن نصر الله..
المصدر: قناة المنار