رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، في احتفال لمناسبة انتصار تموز 2006 وعيد الغدير وافتتاح مجمع بلدة ميدون الثقافي والديني، في حسينية بلدة ميدون في البقاع الغربي، “أننا في بلد نختلف فيه مع بعضنا أحيانا على المستوى السياسي أو المستوى الإداري، لكن قدرنا جميعا أن نحفظ سيادة هذا البلد ونحمي استقلاله عن أن تمتد يد الطامعين أو الغزاة لتنال من سيادته أو لتنتهك حرمات أبناء هذا البلد”.
وقال رعد “نحن معنيون أن نتصالح مع بعضنا دائما، والتصالح يقتضي أن نتفهم بعضنا وأن نعرف نقاط وجعنا المتبادلة، وما لم نعرف ذلك لا يمكن أن نتصالح. نحن معنييون في كل موسم ومحطة أن نذكر أنفسنا بأننا لبعضنا البعض، نحن أبناء هذا الوطن ليس لدينا وطن غيره، خلقنا في هذه الأرض ونموت في هذه الأرض ونضحي من أجل أن تبقى أجيالنا المقبلة عزيزة كريمة شامخة في هذه الأرض، ولذلك نحن معنيون أن نحميها، وأن نحفظ سيادتها ونتصدى لأعدائها”.
وتابع: “ليس فينا من هو عدو لبعضنا في الداخل، وعلينا أن نقر أن العدو الحقيقي الإستراتيجي الوجودي الذي يتهددنا جميعا في حياتنا وفي دورنا وفي مشتركاتنا هو العدو الإسرائيلي الذي يمثل رأس رمح للعقل الغربي الإستعماري الطامع في بلادنا على الدوام الذي يفكر في مصالحه الإستراتيجية على حساب مصالح أبنائنا وأبناء منطقتنا، لا يعني الغرب المستكبر كم قتيل يسقط في هذا البلد أو في ذاك البلد، المهم أن الممرات البحرية تبقى آمنة وسالكة لمنتوجاتها، لنبقى نحن سوقا استهلاكية لبضائعه، فيما هو يسرق نفطنا ومياهنا من أجل أن يشغل مصانعه ومعامله ومحلات إنتاجه وشركاته ويثري على حساب فقرنا واستضعافنا”.
وشدد على ضرورة “أن نفكر بأن حضورنا العزيز والكريم في لبنان والمنطقة يقتضي منا أن نكون موحدين وأن نكون أقوياء ومتمسكين بحقوقنا لنستطيع أن نواجه ونصمد، وإن فعلنا ذلك نغير وجه التاريخ وليس فقط وجه هذا البلد، ولا أبالغ إذا قلت أنتم اليوم تغيرون وجه المنطقة. كل العالم يحسب مليون حساب لكم، ولسبب بسيط، هو أن كل الطامعين في بلدكم احتشدوا لدعم العدو الإسرائيلي من أجل أن يسحقكم ويبيدكم ويهدد وجودكم وليس فقط مواقعكم وأدواركم. لكن عندما هزمتم الأداة التي احتشد لدعمها ضدكم عرف أنه في مواجهة حقيقية وأن مع هؤلاء الناس لا يمكن المزاح ابدا”.
وثمن رعد المصالحة التي جرت، داعيا الى “العمل على صيانتها والتعاون مع بعضنا البعض من أجل تعميم نتائجها ليأمن اللبنانيون وتستقر أحوالهم”.
وقال “وضعنا الإقتصادي ليس مرضيا على الإطلاق، وهو وضع صعب لكنه ليس ميؤوسا منه، هناك إمكانية لاستنهاض هذا الوضع لكنه يحتاج إلى دقة في التعامل وإلى حكمة من قبل السلطة السياسية في إدارة شؤون البلاد. وأهمية إقرار السلطة أنها تضخ سيولة في البلاد وتشغل اليد العاملة العاطلة عن العمل الآن، تنشئ مشاريع لمصلحة الناس والمناطق، وهذه المشاريع هناك تمويل متوفر لها، لكن المطلوب أن نخفف من الهدر، رأفة بالمواطنين وتخفيفا للفساد الذي نأخذ على عاتقنا ولا أحد يتوهم بأننا في هذا المشروع نسير خطوة للأمام وخطوة للخلف، نحن مكملون لكن وفق خارطة طريق رسمناها ووضعنا ضوابطها وعرفنا أهدافها وكيف نسلك في طرقاتها وسبلها ودهاليزها وأوتوستراداتها، نحن نريد أن نصل الى الأهداف التي تستنقذ البلاد من الفساد”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام