كشفت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، تاريخا مثيرا فيما يتعلق بالرغبة الأميركية في السيطرة على أكبر جزيرة في العالم، وهي الرغبة التي أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب التأكيد عليها مؤخرا.
واعتبرت المجلة أن تفكير دونالد ترامب في شراء غرينلاند، يظهر أن الرئيس يعيش “خارج الزمان” ويغمض عينيه عن القوانين الدولية الحالية، حتى إن لم يبتعد الأمر تماما عن تاريخ من التطلعات الأميركية صوب الجزيرة العملاقة.
وكانت تقارير ذكرت، الجمعة، أن الرئيس الأميركي أبدى “اهتمامه” بشراء غرينلاند، التي تعد أكبر جزيرة في العالم من الدنمارك، وأشارت إلى أنه طلب من مساعديه استكشاف هذا الاحتمال.
وحاول مراقبون عبثا إجراء تقييم عقاري لأرض تقدر مساحتها بحوالي مساحة 1305178 كيلومتر مربع على موقع “زيلو” للتقييم العقاري، وفقا لما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية.
وقالت “فورين بوليسي” إن الولايات المتحدة في الماضي حصلت على أراضيها عن طريق شرائها، مثل الاستحواذ على ولاية لويزيانا من فرنسا، وكاليفورنيا من المكسيك، واستعرضت المجلة في تقرير بعنوان ” الإمبرياليون الأميركيون كانوا يحلمون دوما بجزيرة غرينلاند” المحاولات الأميركية للسيطرة على الجزيرة، وقالت إن التاريخ شهد محاولتين أميركيتين “تتصفان بالجدية” لشراء الجزيرة.
وذكرت أن المرة الأولى كانت في عهد الرئيس، أندرو جونسون ( 1865-1869)، حيث حاولت إدارته بسبل شتى السيطرة على الجزيرة، وذلك ضمن سياسة التوسع الإقليمي التي اتبعها، وأشارت إلى أن وزير ماليته، روبرت ووكر، أجرى مفاوضات مع الدنمارك لشراء الجزيرة، التي قال إنها ستقود مع جزيرة أخرى الولايات المتحدة نحو العظمة، لكن الأمر تعثر لاحقا ولم تتم الصفقة.
المحاولة الثانية
وفي عام 1946، حاول الرئيس الأميركي، هاري ترومان، شراء غرينلاند من الدنمارك مقابل 100 مليون دولار، ولكن تم رفض طلبه. وجاء طلب ترومان بعدما تدخل الجيش الأميركي في الجزيرة في عام 1942، لتحصينها أمام غزو نازي متوقع ولمنع نظام هتلر من استخدامها كقاعدة ضد الولايات المتحدة وكندا، وطرح على الأميركيين مسألة شراء الجزيرة، عبر استطلاع رأي سأل المواطنين ما إذا كان ينبغي دفع مليار دولار للدنمارك لشراء الجزيرة،
ورأى اتجاه كبير للساسة والعسكريون الاميركيون بضرورة السيطرة على الجزيرة لأهميتها في حماية الولايات المتحدة.
لكن الدنمارك رفضت العرض، ومنحت الجزيرة وضع الحكم الذاتي، بعد أن كانت مجرد مستعمرة.
أهمية غرينلاند
وتكتسب غرينلاند اهتمام القوى العالمية بما في ذلك الصين وروسيا والولايات المتحدة بسبب موقعها الاستراتيجي ومواردها المعدنية. ويمتلك الجيش الأميركي بالفعل قاعدة جوية كبيرة في الشمال الغربي من الجزيرة، تضم حوالي 600 عنصر، وهي مهمة في نظام الرادار العالمي في البلاد.
لكن التغييرات الضخمة التي طرأت على العلاقات الدولية منذ الحين، تجعل فكرة الشراء الآن أسوأ بكثير من ذلك الوقت.
المصدر: سكاي نيوز