نظمت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين مهرجانا حاشدا لتأبين كوكبة من الشهداء، حيث حمل المهرجان الذي حضره الاف المواطنين، عنوان “مشاعل التحرير”.
وقد ألقى عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي الشيخ نافذ عزام كلمة أكد فيها أنه لا فرق عندنا بين شهيد وشهيد، فالشهداء هم الشعلة الأكثر توهجا ودماؤهم تمضي باتجاه بوابات وعد الآخرة.
وأعرب الشيخ عزام عن بالغ الأسف لعدم قيام المسلمين والعرب بواجبهم تجاه مسرى نبيهم، مستدركا بأن هذا لم ولن يفت في عضد الفلسطينيين، فالشهداء أعطوا لاسم فلسطين كل المعاني.
وشدد عزام على أن فلسطين لم تضع ، ولم تغب، رغم كل المحاولات لوأد القضية، وتحويل شعبنا لمجموعة من الأرقام.
وقال عزام إنه “على مدى قرن من الصراع، حاول الأعداء بكل السبل تصفية القضية الفلسطينية ووأد المقاومة ، لكن كل مخططاتهم لم تطفئ شرارة الجهاد والمقاومة”.
وأشاد الشيخ عزام بالشهيد فادي أبو صلاح، الذي كان مفعما بالحيوية والنشاط رغم كونه مبتور القدمين، لكنه أقام الحجة على الذين تقاعسوا عن نصرة قضيتنا المقدسة.
وتحدث الشيخ عزام عن جوهر الصراع مع المشروع الصهيوني على أرض فلسطين داعيا إلى الحفاظ على الثوابت وترسيخ نهج وثقافة المقاومة والتمسك بالرواية الوطنية وحمايتها في وعي الأجيال ، مشددا على أن هذه القضية لا يمكن أن تضيع طالما أن هناك من يحميها بدمه، ليبقى اسم فلسطين عالياً خفاقاً.
وأثنى على دور الشهداء الذين صنعوا هذا التاريخ ببركة من الله وفضل، إنهم جوهرة التاريخ، وهم من أعطى الأمة القدوة والإلهام.
وحول الواقع العربي والإسلامي أشار عزام إلى أن الأمة تعيش اليوم الأمة من الضعف والهوان، لأن الحكام يحولون بين شعوبهم وتحرير فلسطين. لو تُرك الأمر لجماهير الأمة لخرجت بعشرات الملايين لنصرة القدس السليبة.
وندد الشيخ عزام بالسياسات الامريكية وباالرئيس الأميركي الذي تجرأ على القدس عندما وجد عواصم في الأمة منبطحةً وتهرول خلف التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
وأكد على أن فلسطين باقية في قلوب أبنائها والأمة كلها.
واستعرض الشيخ عزام الظروف الصعبة التي تمر بالمنطقة من حولنا والتي أثرت على الوضع داخل فلسطين ، لكنه أكد ثقته بوعد الله، وعد الآخرة. قائلا يجب أن نكون على يقين بذلك. المسألة فقط هي مسألة وقت، والوقت نصنعه نحن، فالله لم يخلق الكون ليحكمه الطغاة والمجرمون، بل خلقه ليكون واحةً للحرية والسلام والعدل.
وأضاف “أعداؤنا المجرمون الدماء تلوث أيديهم، والمسؤولية ملقاةٌ على عاتقنا لوأدهم وتحرير العباد من رجسهم وطغيانهم”.
وشدد على أن خيارات الشعب الفلسطيني لا يمكن أن تتبدل أو تتيه. فخيارنا هو الجهاد والمقاومة، سواءً طالت فترة التهدئة أو قصرت فسيظل هذا الخيار قائماً.
وحول “صفقة القرن” التي تعني نسيان فلسطين، وضياع القدس، وإلغاء قضية اللاجئين، وتعني نقض العهد مع الشهداء، أكد أنها صفقةٌ لا مكان لها في هذه الأرض المباركة، التي احتضنت كافة الأنبياء، ومصير هذه الصفقة في النهاية الفشل.
وطالب السلطة التي أعلنت موقفا رافضا لـ” صفقة القرن” وورشة المنامة ، بأن تلتحم أكثر مع شعبها، وتنهي الإجراءات العقابية التي اتخذتها ضد قطاع غزة.
ووجه عزام التحية للأسرى الذين يمثلون جوهرة نضالنا وقضيتنا، ودعا الله أن يفرج عنهم، وأن يكون يوم تحريرهم قريباً.
وانتقد الشيخ عزام تشكيل تحالف جديد لتأمين الملاحة في البحار والمحيطات والخلجان في منطقتنا، فهذه بحارنا ومحيطاتنا وخلجاننا نحن، وسفن أميركا وبريطانيا تأتي لتدنسها، هذا التحالف موجه لإيران وفلسطين، وسيسقط هذا التحالف المشؤوم وسيتبدد بإذن الله.
المصدر: فلسطين اليوم