وفقًا لدراسة فرنسية، فإنّ كوبًا سعته 100 مل من المشروب السكري المضاف في اليوم، أي ما يعادل عبوتين قياسيتين في الأسبوع، تزيد مخاطر الإصابة بالسرطان بنسبة 18 في المئة. والسبب؟ إنه السكر.
يعلم الجميع أنّ السكر سيّىء للصحة، والسكر مدان فعليًّا في التسبب بالإصابة بالسمنة وداء السكري، وارتفاع ضغط الدم الشرياني، والكولسترول، وأيضًا بالإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ووفقًا لدراسة فرنسية حديثة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية British Medical Journal وذلك فإنَّ المشروبات السكرية تزيد أيضًا خطر الإصابة بأمراض السرطان.
ومن أجل التوصل إلى هذه النتائج، تتبّع فريق أبحاث علم الأوبئة التغذوي في المعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية Inserm ، العادات الغذائية لأكثر من 100 ألف شخص على مدى 9 سنوات (كانت نسبة النساء 78 في المئة، بينما كانت نسبة الرجال 21 في المئة ). وعرّف الباحثون المشروبات السكرية على أنها المشروبات التي تحتوي على نسبة تزيد عن 5 في المئة من السكر في تكوينها. ويشمل ذلك عصائر الفاكهة (حتى من دون السكريات المضافة)، والمشروبات الغازية والحليب والشاي أو القهوة المحلاة، ومشروبات الطاقة. وعند نهاية الدراسة كان حوالى 2193 شخصًا قد أصيبوا بالسرطان من بين المشاركين.
استنتج الباحثون في النهاية، أنّ زيادة مقدارها 100 مل من المشروبات السكرية في اليوم، وتساوي حوالى عبوتين في الأسبوع، تزيد مخاطر الإصابة بالسرطان بنسبة 18 في المئة. ولم يلاحظوا أنّ هناك فارقًا بين عصير الفاكهة الطبيعي مئة بالمئة، والصودا. وهذه النتيجة لا تثبت الصلة بين السبب والتأثير، ولكنها تثبت وجود “رابطة مهمة” كما يقولون.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ محبي المشروبات السكرية أكثر عرضة إلى تبني سلوكيات أخرى غير صحية، مثل استهلاك المزيد من الملح أو السعرات الحرارية، الأمر الذي يزيد المخاطر أيضًا. واخذ العلماء في الحسبان كذلك المعطيات الاجتماعية الديموغرافية ونمط الحياة للمتطوعين (العمر والجنس واستهلاك الكحول، والمستوى التعليمي والنشاط الجسدي وغيرها).
الإفراط في استهلاك السكريات يزيد أيضًا زيادة الوزن، والسمنة هي عامل رئيسي للعديد من أمراض السرطان. وتشير المعطيات إلى وجود صلة بين المشروبات السكرية والأورام. ومرة أخرى يؤكد الباحثون أنّ السكر ليس وحده المجرم المفترض في هذا الأمر. وهم يشتبهون أيضًا بوجود بعض المنتجات الكيميائية المدمجة، والتي منها إعطاء لون جميل للمنتجات والتي هي ملامة كذلك. والمشروبات الغذائية التي يطلق عليها “خالية من السكر” أو “صفر سعرات حرارية”، تحتوي على محليات، وتمّت دراستها كذلك، ولكن لم يجد الباحثون أية رابطة مثبتة لغاية الآن.
المصدر: فلسطين الان