الهدف الأساسي من مقابلات العمل هو تقديم أفضل فكرة ممكنة لأصحاب العمل حول شخصية المرّشح وكفاءاته ومؤهلاته، حيث يقوم صاحب العمل بعد إتمام المقابلة باستبعاد المرشحين غير الملائمين، ووضع لائحة بالمرشّحين النهائيين الذين يتناسبون مع الوظيفة.
وتكمن أهميّة المقابلة في إثبات المقبلين على العمل مدى ملاءمتهم للمناصب الشاغرة، ولكن، إذا لم يُجِب المرشحون على الأسئلة المطروحة بشكل مناسب، قد يتم استبعادهم من لائحة “التصفية”. وللأسف، في الكثير من الأحيان تكون مقابلات العمل غير منصفة، إذ لا تعكس مهارات المتقدمين ومؤهلاتهم الحقيقية، خاصة إذا ما لم يتمكنوا من الإجابة على الأسئلة المطروحة عليهم بطريقة صحيحة.
ولكن، الأمر يمكن أن يكون أبسط من ذلك، إذ أن الكثير من الأسئلة المطروحة خلال مقابلات العمل، تُعد أسئلة شائعة غالباً ما تُردد في جميع مجالات العمل.
لمساعدتكم على التميّز في مقابلات العمل، نطلعكم على بعض أسئلة مقابلات العمل الأكثر شيوعاً والطرق المناسبة للإجابة عنها:
1. حدثنا عن نفسك: يُعد هذا السؤال من أكثر الأسئلة شيوعاً، إذ يُفضّل أصحاب العمل البدء به لأنه سؤال مفتوح وغير محدد، حيث يمكن الإجابة عنه بعدة طرق ومن عدة زوايا. وما يمّيز هذا السؤال هو سهولة الإجابة عليه، إذ لا أحد يعلم عنك ما تعلمه عن نفسك، لذا يمكنك اختيار الجانب الذي تُفضّل تسليط الضوء عليه، وذكر إنجازاتك وقدراتك عبر السنين، وبذلك ستُقدم لصاحب العمل فكرة جيّدة عن نفسك. والغرض من طرح صاحب العمل لهذا السؤال هو معرفة المعلومات التي تعتقد أنها تستحق الذكر عن نفسك والتي تعتقد أنها مهمة للمنصب الشاغر، لذا عليك توضيح مدى فهمك للقدرات والمهارات التي يتطلبها المنصب الشاغر من خلال تسليط الضوء على الأمور التي تمتلكها وتتعلّق بالوظيفة الشاغرة.
الأمور التي يجب التركيز عليها:
-جوابك على هذا السؤال يجب ألّا يكون “ما الذي توّد معرفته؟”
-قدّم إجابة قصيرة ومباشرة، وتمتد بين حوالي 60 إلى 90 ثانية.
-سلّط الضوء على إنجازاتك المتعلّقة بالمنصب الشاغر.
-لا تبدأ بسرد قصة حياتك كاملة.
-تجنب إعادة الكلام المذكور في سيرتك الذاتية ورسالتك التعريفيّة.
2. ما الذي تعرفه عن شركتنا؟
الغرض من طرح هذا السؤال هو معرفة ما إن كنت أجريت بحثك الخاص حول الشركة التي ستجري مقابلة معها، فهذا الجانب تحديداً يعكس الكثير عن شخصيتك. لذا احرص على إجراء بحث سريع حول الشركة، إلى جانب قراءة الوصف الوظيفي. بمعنى آخر، قم بالتحضير جيداً قبل مقابلة العمل.
الأمور التي يجب التركيز عليها:
-ما هو مجال الشركة؟
-ما هي المنتجات أو الخدمات التي توفرها الشركة؟ ومن هم العملاء المستهدفون؟
-ما هو الغرض من الوظيفة؟ احرص على معرفة الهدف الوظيفي من الوظيفة الشاغرة.
-من هو الشخص الذي سيُجري معك المقابلة؟
3. لماذا تود العمل معنا؟
قد يبدو هذا السؤال بسيطاً نوعاً ما، ولكن في الحقيقة هو سؤال معقد وقد يشمل عدّة أسئلة فرعيّة، منها: لمَ أنت مهتم بشركتنا؟ ولمَ تود العمل في شركتنا؟ عليك استغلال هذا السؤال من خلال تقديم إجابات مدروسة، وذكية تلائم احتياجات الشركة. قبل الإجابة، فكّر بالتالي: هل تتوافق هذه الشركة مع خططك وطموحاتك المستقبلية والسمعة التي ترغب ببنائها لنفسك؟ هل ستساهم هذه الوظيفة في دفعك نحو تحقيق خططك المستقبلية، أم أنها مجرّد مضيعة للوقت؟ هل أكثر ما يبدو جاذباً بالنسبة لك في هذه الشركة هو برامجها في دعم المجتمع المحلي، أو خطتها التسويقيّة، أو برامجها التدريبية؟ يمكنك الإجابة على هذا السؤال من خلال ذكر أي عنصر يشّد انتباهك في هذه الشركة.
أخطاء عليك تجنبّها:
-الأسلوب الفظّ: هناك خط رفيع بين الصراحة والتكلّم بأسلوب فظّ.
-التحدّث بشكل عامّ: لا تقدم إجابات عامّة يمكن أن تنطبق على أي شركة، واذكر تفاصيل دقيقة.
-إجابة مملة: لا تقدم إجابة مملة ومكررة قد تُشعر صاحب العمل بالملل.
4. هل تفضّل العمل بشكل فردي أم ضمن مجموعة؟
الغرض من هذا السؤال هو معرفة مدى تقبّلك للعمل بمفردك أو ضمن مجموعة. وللإجابة على هذا السؤال، عليك أن تكون متوازناً في إظهار تقبلك للعمل في كلتا الطريقتين، إذ يجب عليك فهم نقاط قوتك والطريقة التي تفضل العمل بها للإجابة على هذا السؤال بشكل صريح ولبق. تذكّر أنه بإمكانك اختيار طريقتيّ عمل وعدم حصر نفسك في طريقة عمل واحدة، وتستطيع إظهار ما تُفضّله في كلتا الطريقتين، بذلك ستظهر مدى مرونتك في التكيّف مع ظروف العمل المختلفة.
أخطاء عليك تجنبّها:
-المبالغة في التحدث عن قدراتك: كن واقعياً واذكر نقاط قوّتك وضعفك كما هي.
-لا تبالغ في إظهار اعتمادك على المجموعة لأداء عملك، وفي نفس الوقت لا تظهر نفسك بأنك لا تستطيع العمل في وسط مجموعة.
5. ما هي قيمة الراتب الذي تتوقع الحصول عليه؟
الغرض من الرواتب هو توفير مستوى معيشي أفضل، ولكنها لن تساعدك في الحصول على وظيفة أفضل، ولكن هذا لا يعني أنه عليك العمل بشكل مجانّي. وأفضل إجابة لهذا السؤال هي: “إنني مهتم في الحصول على وظيفة مرموقة وتناسب خبراتي واهتماماتي، وأعتقد أن الراتب الذي ستقدمه شركتك سيكون منافس للشركات الأُخرى ويناسب متوسط الرواتب في السوق حالياً”. بهذه الطريقة ستظهر أنك مهتم بأمور أكبر من مجرد راتب، وأنك مهتم بالوظيفة نفسها وفي بناء مسيرتك المهنية.
المصدر: سي ان ان