بعدَ سنواتٍ من حربٍ على اليمن، قال عنها السعوديونَ حينَئذٍ اِنَها لن تدومَ أكثرَ من أسابيع، بدأت طلائعُ القواتِ الاميركية بالوصولِ الى المملكة ، والهدفُ بِحَسَبِ بيانِ وِزارةِ الحربِ الاميركية تقديمُ رادعٍ اضافيٍ في مواجهةِ التهديداتِ اليمنية.
وبِغَضِ النظرِ عن المَهَمَّةِ المباشِرةِ التي قَدِمَ من أجلها الاميركيون، أهوَ لتشغيلِ منظمومةِ “ثاد” الصاروخيةِ لاعتراضِ الهجماتِ الجويةِ اليمنيةِ أو للتخفيفِ من الشعورِ بالوَحشَةِ التي يعيشُها وليُ العهد محمد بن سلمان بعدَما تركهُ حلفاؤهُ وحيداً في مستنقعِ اليمن، فاِنَ مَدَّ اليدِ الاميركيةِ لاخراجهِ من مستنقعهِ لهُ تَبعاتٌ وَفقَ المَنطقِ الترامبي، فليسَ هناكَ ما يُقدِمُهُ الرئيسُ الاميركي بالمجان.
أقَلُّهُ أن تَكبُرَ فاتورةُ الحمايةِ التي يُلوِّحُ بها ترامب بوجهِ السعوديينَ صباحاً ومساء، والاهمُ على مستوى حساباتِ الميدانِ أنَّ الدخولَ الاميركيَ المباشِرَ في الحرب يَعكِسُ مدى فَشلِ كلِ وسائلِ الدعمِ الاميركيةِ الاخرى في حسمِ معركةٍ افلَحَ اليمنيونَ وبرغمِ الحِصارِ والتجويعِ في نَقلِها الى اراضي الخصم.
ويبقى السؤالُ كيفَ سيخرُجُ محمدُ بنُ سلمانَ من الحربِ بالوكالةِ التي ادخلَهُ فيها الاميركيونَ والصهاينة؟ سؤالٌ آخر، كيفَ سيخرجُ البريطانيونَ من المأزِقِ الذي ادخَلَهُم فيهِ ترامب في مضيقِ هرمز.
فبعدَ تأكيدِ الامامِ السيد علي الخامنئي أنَّ القرصنةَ البريطانيةَ باحتجازِ ناقلةِ نِفطٍ ايرانيةٍ لن تَمُرَّ من دونِ رَد، وقعت سفينةٌ تَحمِلُ العلمَ البريطانيَ في شرِّ أعمالِ حكومةِ بريطانيا.
فطهران كرَّسَت معادلةَ الناقلةِ بالناقلة، ووجهت رسالةً حاسمةً الى الذين يتماهَونَ مع الاميركيينَ في فرضِ الحِصارِ عليها، ورفست الكرةَ في ملعبِ الخصومِ الذين أمامَهُم اِما المفاوضاتُ على اساسِ واحد واحد ، او الردُّ الذي يُستبعَدُ أن يَخرُجَ عن القواعدِ التي رسَمَها حارسُ مياهِ الخليج الحرسُ الثوري الايراني.
في لبنانَ، نجح الحراسُ المفترضونَ لماليةِ الدولةِ في اِقرارِ الموازنة بعدَ طولِ غياب، وعلى عيوبِها شكرا لله أن باتَ للبنانَ موازنةٌ عامة، وشكرا للذينَ كَبَحوا جِماحَ الطامحينَ بزيادةِ الضرائبِ على جيوبِ الفقراء.
ويسجَلُ هنا لكتلةِ الوفاءِ للمقاومة نجاحَها على سبيلِ المثالِ لا الحصر في اسقاطِ ضريبةِ الاثنين بالمئة على السلعِ الاساسية المستوردة، والضريبة على البنزين، وحمايةِ الصرحِ التعليميِ الاول الجامعةِ اللبنانية.
المصدر: قناة المنار