ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 13-7-2019 في بيروت على مقابلة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على شاشة قناة المنار في الذكرى السنوية الـ13 للانتصار على العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز من العام 2006.
الاخبار:
نصر الله يجدّد تحذير إسرائيل والخليج من الحرب على إيران: سنصلّي في القدس
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة “الاخبار” اللبنانية “أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس على قناة المنار، ليوجّه رسائل «طمأنينة» إلى الداخل اللبناني، بأنّ البلد «غير ضعيف»، مقابل رسائل تحذيرية إلى المحور الأميركي ــــ الإسرائيلي بأنّ المقاومة اليوم أقوى من أي وقت مضى، فلا يوجد مساحة داخل الكيان الصهيوني لا تطاولها صواريخ المقاومة، مجدِّداً التحذير من أنّ الحرب الأميركية على إيران ستؤدي إلى تدمير المنطقة كلها. الرسالة التي تعكس ثقة المقاومة بقدرتها وبمستقبل الصراع مع العدو عبّر عنها نصر الله بالقول إنه سيصلّي في القدس.
توقيت مقابلة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، على قناة المنار، أمس، لم يكن مرتبطاً حصراً بالذكرى الـ 13 لاندلاع حرب تموز 2006. اختار نصر الله أن يُخاطب الرأي العام، في توقيت دولي ــــ إقليمي حسّاس، يتعلّق بارتفاع مستوى التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وازدياد وتيرة الحديث عن احتمال الحرب، في ظلّ التطورات في مضيق هرمز، واستعار الضغوط على الجمهورية الإسلامية. الرسالة التي أراد نصر الله إيصالها، جاءت واضحة: «يجب أن يعرف الجميع أنّ الحرب إن حصلت ستكون حرباً مُدمرة للمنطقة كلّها. كلّ دولة ستكون شريكة في الحرب على إيران، أو تُقدّم أرضها للاعتداء على إيران، ستدفع الثمن». لم يستثن أحداً من «نيرانه»، لأنّه عندما تُفتح الحرب على إيران، «يعني فُتحت الحرب في المنطقة كلها». لذلك، كانت «النصيحة» لدول المنطقة بأنّ «مسؤوليتنا جميعاً العمل لمنع حصول الحرب الأميركية على إيران».
وسأل نصر الله أنّه «إذا تمّ تدمير الإمارات عند اندلاع الحرب، هل سيكون ذلك في مصلحة حكّام الإمارات وشعبها؟ ويجب أن تفهم إسرائيل أنّ أي حرب في المنطقة لن تكون هي فيها محيّدة، فإيران قادرة على قصفها بشراسة وقوة». ولكن على الرغم من عوامل التوتر في المنطقة، رأى نصر الله أنّ «ما يمنع الولايات المتحدة الأميركية من الذهاب إلى حرب، هو أنّ مصالحها في المنطقة كلّها معرضة للخطر». فحين ألغى ترامب الضربة العسكرية التي كانت تستهدف مواقع عسكرية إيرانية، ردّاً على إسقاط طهران طائرة استطلاع أميركية اخترقت الأجواء الإيرانية، كان ذلك «بسبب إرسال الإيرانيين للأميركيين، عبر دولة ثالثة، أنّه إذا تم قصف أي هدف في إيران أو لإيران، فسيتم قصف أهداف أميركية». لكن عدم الرغبة في الحرب «لا يعني أنّ الأمور انتهت».
كلام نصر الله عكس صورة أنّ إيران، رغم الحصار والعقوبات التي تتعرض لها، لن تتراجع. «إيران لن تفاوض أميركا مباشرةً، ولن تفاوض تحت ضغط العقوبات»، بل إنّ تلك الأخيرة «ستُقوي الإنتاج الداخلي، وتذهب بهم إلى مسار أسرع في تطبيق الاقتصاد المقاوم، وتقوية العلاقات مع دول الجوار والعالم». ولكن إيران لا تُقفل الأبواب أمام المساعي الدولية، «بما يحفظ المصالح والكرامة». حتى إنّ الجمهورية الإسلامية، «كانت دائماً جاهزة للحوار مع السعودية وتُنادي به، إلا أنّ الجواب كان المزيد من العدوانية».
سياسة الردع الإيرانية تنطبق أيضاً في مواجهة الكيان الصهيوني. بعد مرور 13 سنة على حرب الـ 33 يوماً، «المقاومة في لبنان اليوم أقوى من أي زمن مضى. الردع القائم هو بين قوة شعبية ودولة تعتبر نفسها قوة عظمى في المنطقة، وهذه المعادلة يعترف بها العدو بقادته ومسؤوليه وإعلامييه». قال نصر الله إنّ العدو اليوم يخشى المقاومة أكثر من أي وقت مضى، مُتحدثاً عن تطور قدراتها البشرية والعسكرية، «وربما نملك أو لا نملك صواريخ لإسقاط الطائرات، هذه من مساحات الغموض البنّاء بمواجهة العدو».
مقابل التطور اللبناني، «فشل الإسرائيلي في ترميم الثقة بعد حرب تموز، رغم كلّ ما أقدم عليه، وحصوله على أسلحة متطورة من الأميركي، والقيام بالكثير من المناورات». ونصح الأمين العام لحزب الله الإسرائيليين بعدم استخدام تعابير من مثيل إعادة لبنان إلى العصر الحجري، فليس «شمال فلسطين وحده في دائرة نيراننا»، بل النقطة الأهم هي «الشريط الساحلي من نتانيا إلى أشدود، حيث قلب الكيان، والجزء الأكبر من المستوطنين موجودون فيه، وكل مراكز الدولة الأساسية. إذا كان هناك مقاومة لديها قدرة صاروخية بعشرات الآلاف تطاول هذه المنطقة، فهل يستطيع كيان العدو أن يتحمّل ذلك؟ هذا سيكون العصر الحجري. والدمار الهائل هو الحد الأدنى ممّا سيحصل». حالة الردع الكبرى، ستمنع الإسرائيليين من اللجوء إلى حرب، بحسب نصر الله، المتفائل جدّاً بأنّه «صحيح أن الأعمار بيد الله، لكن منطقياً أنا سأُصلّي في القدس».
وأكد نصرالله أنّ حزب الله لم ينسحب من سوريا، «ولا يوجد مناطق أخليناها بالكامل. لا زلنا في كلّ المناطق التي كنا فيها، ولكن خفضنا الوجود، فلا داعي لأن يبقى كلّ العناصر هناك». ولكن، إذا «استدعت الحاجة، فسيعودون وأكثر، رغم العقوبات والتقشف».
وتناول نصرالله في مقابلته، ما يُسمّى بـ«صفقة القرن» الأميركية، مُعتبراً أنّها «لا تملك عناصر النجاح، وفيها مجموعة عوامل لتفجيرها من الداخل». وما يقف حائلاً دونها «وحدة الموقف الفلسطيني، صمود إيران التي هي الداعمة اللوجستية شبه الوحيدة، فشل المشروع في سوريا، الانتصار في العراق واليمن، قوة محور المقاومة، عدم وجود رافعة عربية للصفقة. كان يُمكن أن تلعب السعودية هذا الدور، لولا فشلها في اليمن». وقال نصرالله إنّ لا أحد يستطيع فرض توطين اللاجئين الفلسطينيين إن كان هناك إجماع على رفضه، «نقطة القلق الوحيدة ترتبط بإرادة اللبنانيين، وهي أنّ يتم التهويل بالوضع المالي والاقتصادي، ويُقال لنا إنّ حبل النجاة الوحيد هو القبول بالتوطين مقابل المال. قد يسيل لعاب البعض».
لبنانياً أيضاً، كشف نصرالله أنّ إدارة ترامب تسعى لفتح قنوات اتصال مع حزب الله من خلال وسطاء، هي التي تُحاول فرض نفسها «وسيطاً» في ملفّ ترسيم الحدود البرية والبحرية مع العدو. وأوضح الأمين العام لحزب الله أنّ «تعبير الترسيم خاطئ، فالحدود البرية مُرسّمة أصلا، والمطلوب تطبيق هذه الحدود». أما بحراً، فتشديد على التلازم بين المسارين البحري والبري، لأنّ «ترسيم البحر سيبدأ من النقطة B1 البرية». وأكد أنّ الثروة النفطية ستكون بحماية المقاومة، «لبنان غير ضعيف. فلنقل هذه أرضنا وهذه مياهنا، ونريد أن نُلزّم الشركات، والاسرائيلي لن يجرؤ على الدخول إليها». وإذا لم تقبل الشركات التزام أعمال التنقيب، «فأتعهد أن أؤمّن شركة تقبل الالتزام والعمل في المنطقة اللبنانية، وليس شرطاً أن تكون شركة إيرانية».
وختم نصرالله مقابلته، بالأزمة الحكومية الناتجة عن جريمة قبرشمون. أوضح أنّه «من الطبيعي أن نقف إلى جانب حليفنا الذي اعتُدي عليه، ونؤيد مطلب المير طلال ارسلان بتحويل أحداث الجبل إلى المجلس العدلي»، على أن «يُعالج ملف حادثة الجبل»، مُشيراً إلى أنّ حزب الله «ليس مع تعطيل الحكومة. قرار التأجيل كان قراراً حكيماً». أما بالنسبة إلى النائب السابق وليد جنبلاط، «فهو من أخطأ معنا، وبدأ الخلاف معه بحديثه عن «سلاح الغدر»». وكشف ان جنبلاط طلب من حزب الله وساطة للدخول في شراكة تجارية مع بيار فتوش في معمل الاسمنت عين دارة، قبل أن يعرض على الحزب إنشاء شركة تكون له (أي جنبلاط) ولفتوش حصة فيها، لكن الحزب رفض اقتراحَي جنبلاط.
التسوية الرئاسية، بحسب نصرالله، «صامدة لأن لا خيار آخر عند الجميع، ونحن سهلناها». كما أنّ حزب الله «مُتمسك ببقاء الحريري على رأس الحكومة». وأكد الاستمرار «بمعركة مكافحة الفساد وهي طويلة وصعبة. أهم شرط من شروطها هو وجود قضاء قوي». أما بالنسبة للعقوبات الأميركية الجديدة، فاعتبر نصرالله أنّ «الدولة أهينت بفرض عقوبات على نائبين، فلتُدافع عن نفسها»”.
البناء:
معادلات إقليميّة وعسكريّة ولبنانيّة نوعيّة في إطلالة الأمين العام لحزب الله تحملها خرائط المواجهات المقبلة
نصرالله: سأصلّي في القدس الحرب على إيران نهاية «إسرائيل» ترامب يسعى للتواصل سورية تتقدّم نحو النصر
مشكلتنا مع السعودية هي اليمن سنُعيد الكيان إلى العصر الحجري وسنسحق كبد العدو عون جبل وباسيل صديق
جاهزون لتأمين مَن ينقّب عن النفط وحمايته نؤيّد طلب أرسلان بالمجلس العدلي مشكلة جنبلاط سوق الترابة
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة “البناء” اللبنانية “ستشكل المواقف التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والمعلومات التي كشف عنها، محور الحدث اللبناني والإقليمي، لأيام مقبلة، وقد كانت الإطلالة التلفزيونية عبر قناة المنار بمناسبة ذكرى حرب تموز 2006 مناسبة لمجموعة من المواقف النوعيّة والتي يتّسم الكثير منها بكونه يُقال للمرة الأولى، أو يُعاد قوله بهذا الوضوح للمرة الأولى. فالسيد نصرالله يرى أنه سيكون من الذين يدخلون القدس ويصلون فيها إذا كُتب له العمر، وفقاً للمنطق وطبيعة الأشياء، أي أنه يرى زوال كيان الاحتلال عن فلسطين في العقدين المقبلين. ومعادلات السيد نصرالله لموازين قوة المقاومة بوجه جيش الاحتلال واضحة وحاسمة ومبنية على الوقائع والحسابات الدقيقة، فكيان الاحتلال في أي حرب مقبلة سيكون في مأزق وجودي، من شماله إلى جنوبه، وفي الوسط حيث تتشكل الخريطة على شكل الكبد ستكون المقتلة الكبرى حيث يُسحق الكيان، على مساحة ألف كليومتر مربع تحتشد فيها كل مؤسساته وأكثر من نصف سكانه، متسائلاً عن مَن سيُعيد الآخر إلى العصر الحجري؟
قال السيد نصرالله إن «إسرائيل ستدفع ثمن أي حرب على إيران، وإن حزب الله كما كل شعوب المنطقة وقواها الحية لا يجب أن تضع نفسها بمنأى عن هذه الحرب، لأنها لن تكون بمنأى، وإن هذا الإعلان هو الذي يردع عن التفكير بالحرب، لأن ما يهمّ واشنطن هو أمن ومستقبل وجود «إسرائيل» في المقام الأول»، واستعرض حال قوى المقاومة في المنطقة ونهضتها من تعافي سورية واقترابها من نصرها، إلى حال المقاومة في فلسطين، وتنامي قوة محور المقاومة في اليمن والعراق، وصمود إيران التي لن تتراجع ولن تلين عزيمتها ليخلص إلى أن الحرب مستبعَدة، لأن محور المقاومة يملك القدرة على جعل المعادلة القائمة تضع قرار الحرب في كفة ومصير كيان الاحتلال في كفة موازية، ولذلك لن تغامر أميركا بالحرب.
توقف السيد نصرالله أمام المراجعة الإماراتية للمشاركة في حرب اليمن مشجعاً وداعياً السعودية للتفكير ملياً بلا جدوى العناد وتحكيم الحقد داعياً لوقف الحرب. واليمنيون لا يريدون غير ذلك، وأضاف لا مشكلة بيننا وبين السعودية غير اليمن، لأن ما عداه نقدر على تحمّله مهما كانت الخلافات، مؤكداً استعداد إيران للحوار مع السعودية.
عن صفقة القرن قال السيد نصرالله إنها ميتة وإن لا أمل بإنعاشها، مشجعاً على وحدة الموقف الفلسطيني، ولذلك فالتوطين ليس خطراً، واللبنانيون والفلسطينيون يُجمعون على رفضه، والخشية الوحيدة هي أن تضعف نفوس البعض أمام إغراء المال، منوّهاً بموقف رئيس الحزب القوات اللبنانية الذي قال إن مال الدنيا لا يجعلنا نرتضي التوطين، قائلاً إنه رغم الخلاف السياسي مع القوات فإننا نشجع هذه المواقف والثبات عليها، أما عن ترسيم الحدود والوساطة الأميركية فكشف السيد نصرالله عن التلاعب الأميركي الإسرائيلي منوّها بقوة بحكمة رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتمسك بربط الحدود البرية بالحدود البحرية، لاستحالة فصل الترسيم بينهما، مضيفاً أنه على الدولة اللبنانية أن تحسم أمرها وتعلن حدودها، وإذا لم تجد مَن ينقّب عن النفط والغاز فيها، فالمقاومة مستعدّة لجلب مَنْ يفعل ذلك كما هي مستعدّة لحماية التنقيب، متحدياً «إسرائيل» أن تجرؤ على المخاطرة بالتدخل.
كشف السيد نصرالله عن محاولات أميركية في إدارة الرئيس دونالد ترامب لفتح قنوات تواصل مع حزب الله رغم العقوبات، التي قال إن الجديد فيها هو الاعتداء على المجلس النيابي والدولة وتوجيه الإهانة لمؤسساتها. وفي الشأن اللبناني كشف السيد نصرالله عن تفاصيل المفاوضات مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط قبل حادثة قبرشمون، وكيف أن محورها كان سوق الإسمنت في سورية وسعيه لحصة في معمل آل فتوش، أو إلى شركة مع حزب الله تبيع ترابة معمل سبلين في سورية، وقال عندما رفضنا صارت مزارع شبعا غير لبنانية في خطاب جنبلاط، وعن حادثة قبرشمون قال السيد نصرالله إنّها حدث خطير مؤيداً طلب النائب طلال إرسلان بإحالة القضية إلى المجلس العدلي، باعتباره طلباً منصفاً ومنطقياً. وفي العلاقة مع رئيس الحكومة سعد الحريري أيّد بقاء الحكومة والتعاون مع الحريري، وعن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قال إنه لا زال عند كلامه بوصفه بالجبل، مضيفاً ونحن وإياه على قمة الجبل، وعن رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، وصفه بالصديق مؤيداً حقه بالقيام بجولات في المناطق اللبنانية، ووصف رئيس مجلس النواب نبيه بري بالشريك وصاحب القضية في كل ما يتصل بالمواجهة مع «إسرائيل» كمقاوم ومسؤول. وفي الموازنة استغرب السيد نصرالله الكلام عن السعي لإعادة التصويت على مشروع الحكومة وليس على الصيغة التي انتهت إليها الموازنة بعد مناقشات لجنة المال النيابية، واصفاً ذلك بالمعيب مستبعداً أن يرضاه الرئيس بري، مشيراً إلى بقاء بعض الملاحظات على الموازنة.
اكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «أننا نسعى للتهدئة بخصوص تداعيات حادثة قبرشمون، ومن الطبيعي أن نقف الى جانب حليفنا الذي اعتُدي عليه وما حصل حادث كبير كان يمكن أن يفجّر البلد»، وأكد أن «ملف حادثة الجبل يجب أن يُعالَج»، وتابع: مطالبة الأمير طلال ارسلان بتحويل أحداث الجبل الى المجلس العدلي هو موقف منصف ومنطقي. وأضاف: ارسلان أخذ قراراً بطلب تحويله للمجلس العدلي وهذا حقه الطبيعي، ولكن لا نزايد عليه والقرار عنده. واوضح «نحن لسنا مع تعطيل الحكومة وما هو قائم ليس تعطيلاً»، ورأى أن «قرار تأجيل جلسة مجلس الوزراء كان حكيماً».
وعن العلاقة مع الرئيس ميشال عون، قال السيد نصر الله «سبق أن وصفنا الرئيس عون بالجبل وهو كذلك»، وتمنّى له «طول العمر والصحة الجيدة وإكمال ولايته الرئاسية»، وتابع أنه من المبكر الحديث عن معركة رئاسة الجمهورية في لبنان. وأضاف: لا مصلحة لأحد بفتح هذا الملف، مضيفاً علاقتنا مع الوزير جبران باسيل ممتازة ومن حقه القيام بجولات في المنطقة. ورأى أن تجربة ربط النزاع مع الرئيس سعد الحريري جيدة، ونحن متمسكون ببقاء الحريري على رأس الحكومة. ولفت إلى أن العلاقة مع القوات اللبنانية تقتصر على العلاقة بين الوزراء والنواب.
واعتبر أن النتيجة مرضية لما توصّلت إليه لجنة المال والموازنة، وأكد أنه من المعيب الحديث أن ما اتفق عليه في الحكومة سيتمّ إقراره في المجلس النيابي بغض النظر عن كل ما قامت به لجنة المال والموازنة، وأوضح أن أبرز ما يهمّنا هو موضوع الـ2 لأنه سيزيد الأعباء على الناس، وشدّد على أنه توجد العديد من البدائل الأخرى، وانا أرسلت رسائل لجميع المسؤولين بضرورة عدم تمرير مثل هذه الضريبة ولا يكفي أن نقول لا في المجلس النيابي ومن ثم تمرير هذا الأمر، بل يجب تحمل المسؤولية.
وعن إمكانية الإفلاس والانهيار المالي في لبنان، قال السيد نصر الله: إن الخبراء يتحدّثون عن هذا الأمر وأن كنتُ لا أستطيع أن أجزم، ولكن تجب المعالجة لتفادي أي انهيار، وشدّد على أن حزب الله «مستمرّ بهذه المعركة لأنها صعبة وطويلة»، ولفت الى انه «من أبرز عناصر محاربة الفساد هو وجود قضاء قويّ ونزيه».
وعن العقوبات، قال إن العقوبات على حزب الله ليست جديدة، لكن الجديد يتمثل بوضع نائبين محمد رعد وأمين شري على لائحة العقوبات والجديد هو الإساءة للمجلس النيابي والدولة اللبنانية. وأضاف نحن على لائحة الإرهاب منذ الثمانينيات، وخيارنا هو الصمود، أنا شخصياً لا أطلب أي شيء من أحد في لبنان.
وحول ترسيم الحدود اللبنانية أوضح السيد أنه إذا كانت أميركا راعية للمفاوضات فـ «لنخبز بالأفراح»، لأن الحدود مرسمة منذ زمن وهناك نزاع تقني على بعض الأمتار. وأضاف: رئيس مجلس النواب نبيه بري يُصرّ على تلازم الترسيم البري والبحري من نقطة الناقورة ولو حددناهما فلن يجرؤ كيان العدو على خرقهما.
في الشأن السوري أكد أن القيادة السورية هي الجهة المعنية التي ينسّق معها حزب الله وليس روسيا، وتخفيف أعداد المجاهدين في سورية ليس له علاقة بالعقوبات الأميركية ومستعدّون للعودة بأعداد كبيرة وبكل سهولة. وأضاف هناك تنسيق كبير بين إيران وروسيا، وهما أقرب إلى بعضهما أكثر من أي وقت مضى، ممازحاً «هذا بفضل ترامب»، مضيفاً الأولوية في سورية مواجهة الجماعات المسلحة والعدوان «الإسرائيلي» من خلال الدفاعات الجوية، مشدداً على دور روسيا في منع سلاح الجو الصهيوني من استهداف سورية، ولافتاً إلى أنه عند جهوزية الـ»أس 300» في سورية سيختلف الوضع.
وعن صفقة القرن اعتبر أن الاستكبار العالمي أطلق رصاصة الرحمة على «صفقة القرن» حين اعتبر أن القدس عاصمة لكيان الاحتلال. وأضاف وحدة الموقف الفلسطيني، وصمود إيران، والشهداء الذي سقطوا في سورية، والانتصار في العراق، وتضحيات اليمنيين، وقوة محور المقاومة من العوامل المانعة لتنفيذ الصفقة.
عن الأوضاع في المنطقة، قال السيد نصر الله «إيران لن تبدأ حرباً واستبعد أن تقدم أميركا على حرب على إيران ابتداء والفرضية الثالثة هي التدحرج لكن سيعمل الطرفان بقوة على عدم التدحرج الى حرب»، واضاف أن الإيرانيين أرسلوا رسالة عبر دولة ثالثة في نهار ذلك اليوم إذا قصفتم اي هدف في إيران أو لإيران نحن سنقصف اهدافاً أميركية، ولهذا تم إيقاف الضربة، وتابع «إيران لن تفاوض أميركا مباشرة. وهذا موقف كل المسؤولين فيها وهم منفتحون على كل المبادرات بما يحفظ مصالحهم»، وأكد ان «إيران لن تركع نتيجة العقوبات بل هذه العقوبات ستقوي الانتاج الداخلي الإيراني»، وسأل «من مصلحة من أن تذهب المنطقة الى حرب مدمرة؟»، واعتبر أن «مسؤوليتنا جميعاً في المنطقة العمل لمنع حصول الحرب الاميركية على إيران، لأن الكل يُجمع أنها مدمرة»، ولفت الى ان «إيران الآن منفتحة على أي حوار مع السعودية، لكن المشكلة في الطرف الآخر الذي حسم خياراته»، وأشار الى أن «الإيرانيين كانوا دائماً ينادون بحوار مع السعودي ودائماً كانت الأجوبة سلبية والمزيد من التآمر والعدوانية»، وتساءل «هل من مصلحة الإمارات أن تحصل حرب مدمرة في الخليج؟ قطعاً لن يقبلوا بها»، واوضح «اذا تم تدمير الامارات عند اندلاع الحرب، هل سيكون ذلك في مصلحة حكام الامارات وشعبها؟»، وتابع «هل السعودي له مصلحة في الحرب وهو يعرف أنه لن يستطيع مواجهة إيران»، وشدّد على أن «كل دولة ستكون شريكة في الحرب على إيران أو تقدّم أرضها للاعتداء على إيران سوف تدفع الثمن».
وأكد السيد نصر الله «يجب أن تفهم اسرائيل أن أي حرب في المنطقة لن تكون محيّدة عنها أبداً»، ولفت الى ان «إيران قادرة على قصف «اسرائيل» بشراسة وقوة». وأوضح «عندما تفتح الحرب على إيران يعني فُتحت الحرب في المنطقة كلها»، وأشار الى ان «الذي يمنع الاميركي من الذهاب الى حرب هو أن مصالحها في المنطقة كلها معرضة للخطر»، واوضح ان «الإدارة الأميركية الحالية تسعى حالياً الى فتح قنوات اتصال مع حزب الله».
أكد السيد نصر الله ان قوّة المقاومة، أنها اقوى من أيّ وقت مضى، وأنّها تطورت خلال السنوات الثلاث عشرة التي مرت منذ حرب تموز 2006. وكشف عن القدرات الصاروخية لديها، وأيضاً قوة المسيرات وهو سلاح قوي ويعتد به، متوقفا أمام الإحاطة المعلوماتية ايضاً، رافضاً الكشف عن قدرات أخرى تملكها المقاومة. مؤكداً قدرة المقاومة على النصر. وأشار إلى خشية العدو الإسرائيلي من قوتها. كما رفض تأكيد او نفي وجود صواريخ مضادة للطائرات، واصفاً ذلك بالغموض البنّاء.
وردا على سؤال حول الحرب إذا وقعت، قال «أنصح الاسرائيلي بعدم القول إنه سيعيد لبنان الى العصر الحجري، لأن هذا القول فيه استخفاف بلبنان، لا بل يمكننا السؤال ماذا سنفعل بالمستوطنات وغيرها، وقد صرت على قناعة أن «إسرائيل» أوهن من بيت العنكبوت. واستدل على ذلك بخريطة فلسطين المحتلة، مؤكداً أن «المقاومة تستطيع استهداف المواقع فيها وصولاً إلى ايلات، وأن الشمال هو في دائرة نيراننا، كما أن الشريط الساحلي وطوله ما بين 60 الى 70 كلم وعرض 14 كلم إلى 20 كلم، مما يعني أن المسافة أضيق، ويتضمن الجزء الأكبر من المستوطنات وكل مراكز الدولة الأساسية من حكومة وقيادة الجيش ومطار بن غوريون ومنشآت عسكرية فيها أسلحة غير تقليدية ومصانع نووية ومراكز الصناعات العسكرية والمدنية والمالية ومحطات الكهرباء ومحطات استقبال وضخ الغاز وتحلية المياه ومصافي تكرير النفط».
من جهة ثانية، دعا الرئيس نبيه بري أمس، إلى «عدم استحضار لغة الحرب الاهلية وسحب الفتيل والاكتفاء بالنزف الحاصل في حادثة الشحار الغربي»، مؤكداً «إننا نؤيد اجراء تحقيق حول ما جرى وإجراء مصالحات. فالمعركة ليست بيننا بل المعركة معنا. فلبنان في خطر اقتصادي وتوطيني وفي عقوبات من كل انحاء العالم فماذا ننتظر حتى نتصالح»، متسائلاً «أتهدم اسوار لبنان ونحن نناقش جنس المحاكم؟»، مشيراً إلى أن «النواب استخدموا حقهم في عصر الموازنة».
وإذ قال «اليوم ذكرى مرور 13 عاماً على حرب تموز الذي انتصر فيه لبنان بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة»، أشار إلى «أننا سندافع عن مواردنا البحرية أكثر مما دافعنا فيه عن حدودنا البرية، قائلاً «إسرائيل تريد خلق مزارع شبعا جديدة، لكن هذه المرة في البحر، لبنان ومنذ خمس سنوات يخوض مفاوضات شاقة والموقف اللبناني هو هو. فالمعارك السياسية ليست أقل خطورة وأهمية من المعارك العسكرية مع العدو»، مشيراً الى أن لبنان مصمّم على أن يكون ممراً لعودة اللاجئين الفلسطينيين ولبنان ملتزم بالموقف الفلسطيني الموحّد».
من جهة ثالثة، على خط احتواء تداعيات أحداث البساتين، زار الرئيس سعد الحريري رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعدما اجتمع في السراي مع رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان ووزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب. وإذ لفتت مصادر مطلعة «البناء» الى ان الحريري ركّز على ضرورة العمل على معالجة ملف حادث قبرشمون وفصل هذا الملف عن مسار مجلس الوزراء وضرورة العمل على التحضير لعودة جلسات مجلس الوزراء المعلقة منذ اسبوعين، اشارت المصادر الى ان الامور لا تزال غير واضحة، صحيح ان الأجواء إيجابية وهناك تقدم في مساعي اللواء عباس ابراهيم، لكن الاتصالات لم تتوصّل بعد الى حل وسطي يقبل به الطرفان المعنيان، مشددة على أن العمل منصبّ على معالجة الحادثة بالسياسة والأمن والقضاء معاً، مرجّحة أن يشهد الأسبوع المقبل بعض التطورات التي من شأنها أن تضع الحلول على السكة.
وكان الرئيس الحريري أكد أنه بحث والرئيس عون الشؤون العامة في البلاد وعلى رأسها المساعي الرامية لتهدئة نتائج حادثة قبرشمون، لا سيما أن مشروع الموازنة يفرض نفسه في الأسبوع المقبل. ودعا الى التركيز على الاقتصاد، وقال: «ما نقوم به في الموازنة هو تجزئة الإصلاحات على مدى 3 سنوات وعلينا أن نعرف أن الإصلاحات غير شعبية». وشدّد على أن «لا شيء سيوقف جلسات الحكومة»، وقال: «أنا من طلب تأجيل الجلسة لأنني رأيت أن هناك احتقاناً كبيراً وبالهدوء يمكن حل كل شيء».
وكان الحريري قد استقبل قبل زيارته بعبدا رئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال أرسلان والوزير صالح الغريب. وقال أرسلان «إن ما حصل في الجبل ليس إشكالاً فقد تمّ إقفال طريق عام بوجه وزير وإصابة سيارته الخاصة بـ19 طلقة كما أصيبت كل السيارات في الموكب». وأكد «أننا منفتحون على كل الحلول، لكن هذا لا يعني أن نسمح بأن يكون الشهداء الأحياء والأموات عرضة للسياسة قضائياً وأمنياً». ولفت ارسلان الى أن «الحريري حريص على الدور الذي يقوم به اللواء إبراهيم ونحن مع المسار القضائي الصحيح بتحويل المسألة الى المجلس العدلي».
وفي حديث تلفزيوني، قال ارسلان «أحدهم قال لي إنهم ظنوا رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل في الموكب، وبالأمس وصل لي تسجيل صوتي فيه تحريض علينا وعلى دمنا في حال أقدم باسيل على زيارتي في حاصبيا خلال جولته في الجنوب. ولو فرضنا قال لي باسيل إنه سيزورني في حاصبيا فحكماً سأرحب بالزيارة رغم ما حدث»، مشيراً إلى انه «بعد أن قرر باسيل عدم الاستمرار بجولته في الجبل، قام أحد الوزراء بالاتصال به لطمأنته ان هناك طريقاً فرعياً آمناً، وبعد أن سلكها الغريب بعد عودته من شملان تبين أن ثمّة كميناً محضراً».
وسط هذه الأجواء، واصل وفد الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب السابق غازي العريضي جولته على القيادات السياسية والروحية، فزار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده. وقال العريضي إن «المؤسسات هي لكل اللبنانيين وترعى شؤونهم ويجب على الحكومة أن تتعاطى مع كل قضية انطلاقاً من المؤسسات والقانون من دون الاستعلاء ويجب على اللبنانيين جميعاً أن يكونوا تحت سقف القانون».
من جهة أخرى، وعشية الجلسة العامة التي دعا اليها الرئيس نبيه بري على مدى ثلاثة أيام لبحث وإقرار موازنة 2019 الاسبوع المقبل، التأمت اللجنة الوزارية المالية في السراي الى الاجتماع عصراً في سياق بحث مشروع موازنة العام 2019، في ضوء التعديلات التي ادخلتها لجنة المال والموازنة النيابية عليه، فضلاً عن صيغة تتيح إقرار الموازنة من دون قطع الحساب المطلوب قانوناً.
وتشير مصادر متابعة للقاء لـ»البناء» الى أن الرئيس الحريري يعتبر أن البدائل المطروحة بشأن رسم الاستيراد ليست مجدية ولن تأتي بالنتيجة المالية المطلوبة، معتبرة أن الحريري سوف يطلب التصويت خلال الجلسة العامة لإسقاط الصيغة المعدلة من لجنة المال حول رسم 2 في المئة. وتذكر المصادر ان الحريري والوزير جبران باسيل اعترضا على تعديلات لجنة المال، علماً انها خفضت العجز من 7.59 الى نحو 6.59”.
اللواء:
نصرالله يكشف خفايا الخلاف مع جنبلاط في عين داره!
الحريري يتوقع حلاًّ خلال أيام لأحداث قبرشمون.. وجلسات الموازنة صاخبة في الشارع
تحت هذا العنوان كتبت صحيفة “اللواء” اللبنانية “في خضم الانشغال الداخلي في لملمة ذيول احداث قبرشمون، والانهماك في احياء اجتماعات مجلس الوزراء، نظراً لزحمة الملفات الملحة، فضلاً عن مناقشات الموازنة، التي من المرجح ان تكون صاخبة في الشارع اعتراضاً على ما لحق بالمتقاعدين، من حسومات طاولت معاشات التقاعد، لا سيما العسكريين والمعلمين وسائر أصحاب الدخل المحدود، طرأ على الموقف تطوّر، تمثل بكشف الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله على خط الخلاف مع النائب السابق وليد جنبلاط، الذي كشف في مقابلة تلفزيونية مطولة خفايا الخلاف، حول قضية معمل بيار فتوش للإسمنت في عين دارة..
وقال ان النائب جنبلاط سعى لأن يكون شريكاً لفتوش، مضيفاً ان حزب الله، لا يرغب بأن يكون شريكاً أو حائزاً على أي سهم.. أما صاحب المعمل بيار فتوش، فهو لا يريد شراكة مع جنبلاط، لأن السوق السوري يمنعه من الشراكة.
فبدءاً من الثلاثاء المقبل، يبدأ مجلس النواب جلسات صباحية ومسائية لمناقشة الموازنة العائدة للعام 2019، الذي لم يبق من اشهره سوى خمسة أشهر، على وقع ضغوطات مالية واقتصادية تتسم بالخطورة على حدّ تعبير الرئيس نبيه برّي وعلى وقع تجمعات وتحركات شعبية قوامها العسكريون المتقاعدون والذين سينضم إليهم المعلمون المتقاعدون في التعليم الأساسي، وسائر موظفي الدولة، المهددين برواتب تقاعدهم.
ومع ذلك، فإن الرئيس برّي قال امام زواره ان لا إرجاء لموعد الجلسات النيابية، مكرراً رغبته في ان تعقد الحكومة اجتماعها قبل جلسات الموازنة، مطالباً بعقد جلسة لمجلس الوزراء، ليتمكن المجلس من مناقشة مشروع الموازنة بنداً بنداً والتصويت عليها.
لقاء عون- الحريري
وفي سياق المساعي لمعالجة ذيول أحداث قبرشمون أوضحت مصادر مطلعة ان لقاء الرئيسين عون والحريري امس في قصر بعبدا خلص الى التفاهم على استكمال المسعى الذي يقوم به المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لجهة مواصلة التحقيق الأمني والقضائي في حادثة قبرشمون من خلال تسليم المطلوبين والمتهمين والشهود من الطرفين للواء ابراهيم على ان يصار الى التحقيق معهم، وعلى ضوء ذلك يتحدد مسار القضية والتوجه الذي تسلكه.
واكدت ان خيار المجلس العدلي هو الأوفر حظا انما هناك رغبة في عدم قيامه في اطار التحدي وانما في اطار التفاهم والتوافق حول ضرورة أن يأخذ التحقيق مداه الى الأخير، وان تتوافر كل العناصر حوله بالتالي.
اما بالنسية الى جلسة مجلس الوزراء فإن المصادر اكدت ان لا جلسة للحكومة قبل جلسات مجلس النواب العامة ايام الثلاثاء والأربعاء والخميس، ولفتت الى انه في هذه الأثناء يفترض ان يسجل تقدم على صعيد مبادرة اللواء ابراهيم وان تكون مسألة تسليم الأشخاص والجهة التي تحقق معهم قد حسمت.
واضافت المصادر: انه اذا كان المناخ ايجابيا وهو ما يريده الفريقان لجهة تسهيل الأمر تكون امكانية انعقاد جلسة لمجلس الوزراء واردة في الأسبوع المقبل، واما اذا لم تكن الأجواء كذلك فتعقد الجلسة الأسبوع الذي يليه.
وكررت المصادر القول ان خيار المجلس العدلي هو الأكثر تقدما بين الخيارات الأخرى لكن ما من رغبة في ان يحصل ذلك بشكل مستفز ويخلق حساسية وينعكس على اداء مجلس الوزراء، ولفتت الى ان الحريري يريد ان تنعقد جلسات مجلس الوزراء في أجواء غير ضاغطة، وهذا هو السبب الذي دفعه الى رفع جلسة مجلس الوزراء الأخيرة في السرايا.
وكشفت ان الرئيس عون شدد على ضرورة ان يتجاوب جميع الأفرقاء مع التحقيق الذي يتم في حين ان اللواء ابراهيم سيواصل تحركه في اليومين المقبلين.
كما فهم ان الرئيس الحريري يريد ضمانات انه في حال دعا الى جلسة حكومية الا تحصل فيها الاشكالات، وبالتالي ما لم يتأكد من هذه المعطيات فإنه لن يدعو اليها واذا نجح في الفصل بين الاثنين من خلال تقدم التحقيق والتجاوب مع تسليم المطلوبين والشهود والمتهمين فإنه قد يحصل امر ما.
الحريري
وتوقع الرئيس الحريري، بعد لقائه الرئيس عون بأن يكون حل أزمة قبرشمون خلال أيام، مراهناً على بقاء الهدوء سائداً واكمال المفاوضات التي قال انها تسير بصورة إيجابية، شرط عدم تصعيد الخطاب السياسي.
وأشار إلى ان اللواء إبراهيم الذي زار قصر بعبدا صباحاً، عمل بشكل متواصل وبجهد لمعالجة تداعيات حادث قبرشمون، لافتاً إلى ان الجميع «يتعاون معه»، الا انه دعا إلى انتظار الوصول إلى النتائج الإيجابية المرجوة، معتبراً انه من الأفضل التقليل من الكلام في هذا الموضوع.
ونفى الحريري، ان يكون هناك تعطيل لجلسات مجلس الوزراء، مؤكداً ان جلسات المجلس ستنعقد ولا شيء يوقفها، إنما الأفضل ان يسود الهدوء أولاً لكي نتمكن من الانتاجية، على عكس الصراخ السياسي والتعبئة». وقال: «للامانة انا من اوقف جلسات مجلس الوزراء، وكل ما قيل سابقاً في هذا الإطار غير صحيح، وقد أوقفت الجلسات لأن الاحتقان كان كبيراً جداً، وكان من الأفضل عدم انعقاد المجلس لتفادي حصول مواجهات داخل الجلسات، والاستعاضة عن ذلك بالحديث بهدوء، لأن ما حصل لم يكن سهلاً، إنما يُمكن حله بالروية، فيما المواجهات السياسية لا توصل إلى مكان.
ولفت الحريري، رداً على السؤال، إلى انه ليس هناك ما يمنع انعقاد جلسة مجلس الوزراء، في ظل انعقاد مجلس النواب، ملاحظاً ان إصرار الأشخاص على التمسك بموقفهم السياسي في مسألة قبرشمون لا يُساعد في تحريك الوضع، «والبلد ما بيمشي بهذه الطريقة»، ويجب تقديم تنازلات من قبل الجميع ما يوصل إلى الحل، مضيفاً بأن ما حصل لم يكن يجب حصوله، لكنه قال انه وقع لسوء الحظ، وعلينا التعامل مع نتائجه، مشيرا إلى ان هناك مبادرة قام بها الرئيس نبيه برّي وتقبلها رئيس الجمهورية وساهم في جزء كبير منها.
3 مسارات
وذكرت مصادر متابعة لمسار الاتصالات ان الامور سائرة على ثلاثة خطوط ايجابية باتجاه التفاهم على الحلول:
الاول تهدئة الجو المحتقن ووقف السجالات وتسليم بقية المشتبه بعلاقتهم بالجريمة والشهود على الحادثة وبما يحفظ حق الضحايا..
والثاني: متابعة المسار القضائي بما يوصل الى إحالة الجريمة الى المجلس العدلي لكن وفق آلية محددة للوصول الى هذه الاحالة يتم الاتفاق عليها.
الثالث: حصول لقاء سياسي موسع وشامل برعاية الرئيس عون وبحضور الرئيسين بري والحريري ووليد جنبلاط وطلال ارسلان وبعض المعنيين من وزراء ونواب.
واوضحت المصادر ان الامور ستتوضح اكثر خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة.
وردا على سؤال حول موقف اهالي الضحايا؟ اشارت المصادر الى ان اهل الضحايا يطلبون إحالة الجريمة الى المجلس العدلي وهذا ما سيحصل في النهاية.
ولفت الانتباه إلى ان الوزير وائل أبو فاعور زار الرئيس الحريري في السراي، بعد عودته من قصر بعبدا، بقصد الوقوف على تطورات معالجة حادثة الجبل، في ضوء المشاورات التي جرت مع الرئيس عون، حيث ذكرت معلومات للـ OTV ان الرئيس الحريري بات أقرب إلى المرونة من التصلب الذي كان يبديه على جزء من الطرح الذي يحمله اللواء إبراهيم.
وأشارت إلى أن «المرونة باتت هي عنوان المرحلة لا سيما أن الحريري تحدث عن أيام قليلة للحل»، لافتةً إلى أن «بعض الامور لا يزال يحتاج إلى الوقت والطرح الممرحل والمتكامل هو من ضمن المبادرة الثلاثية الابعاد الجامعة بين حلول الأمن والقضاء والسياسة بدءا من تسليم المطلوبين والشهود مرورا باستكمال التحقيقات وصولا إلى قرار مجلس الوزراء في مسألة إحالة حادثة الجبل على المجلس العدلي والحل سيتم في كنف الدولة وبرعاية الرئيس عون».
وكان الرئيس الحريري، قد التقى قبل توجهه إلى بعبدا بعد الظهر، رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان ووزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، حيث أكّد أرسلان ان مطالبته بالمجلس العدلي ليست من باب التحدي، ولا قراءتنا لها هي قراءة سياسية، أو اتهام لجهة سياسية، فنحن لسنا في هذا الوارد ولا في هذا التفكير، إنما المجلس العدلي بتوصيفه وصلاحياته المعطاة له، بالقانون، يُحدّد ما هي المهام التي توكل إليه، مشددا على ان إحالة القضية إلى المجلس العدلي لا يعني صدور حكم مسبق، مؤكدا انه لا يغطي أحداً، وان كل ما يطلبه المحقق العدلي بعد إحالة القضية إليه، للتحقيق أو بصفة شاهد سيكون بلا غطاء.
حرب تغريدات
وعلى هامش المعالجات، اندلعت حرب تغريدات وتسريبات بين طرفي حادثة قبرشمون، على خلفية تعبير أرسلان بأن لديه شهوداً وليس مطلوبين، فغرّد رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط قائلا: «يجدد الحزب انفتاحه على كل الحلول الممكنة والمقبولة في ما يتعلق بحادثة البساتين لكن المنطق بان الموكب المدجج بالسلاح والذي فتح طريقه بالنار والذي ادى الى سقوط ضحايا يعتبر من الشهود وبالتالي لا يُسلَّم الفاعلون فيه، هو منطق يحتقر الحد الادنى من الالتزام بتحقيق عادل». وارفق جنبلاط تغريدته بصورة مكتوب عليها بالانكليزية: «مزرعة حيوانات».
ورد ارسلان على تغريدة جنبلاط من دون أن يسميه قائلا: بلا مزايدات واحتقار وتسخيف للذي حصل.. حاضرون لتسليم كل الشهود والمطلوبين اذا كان هنالك مطلوبين عند طلبهم، عندما يستقيم المسار القضائي.. بدءاً بالوزير المغدور أخونا صالح الغريب».
الى ذلك، ذكرت معلومات للـ«ام.تي.في» عن التحقيقات «أنه تم التوصل الى تحديد مطلقي النار من الجانبين، أي من الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديمقراطي اللبناني.
وأفادت المعلومات أنه تم إستدعاء شهود من عناصر موكب الوزير الغريب الى التحقيق للاستماع الى مشاهداتهم الا أنهم إمتنعوا عن الحضور». فيما قالت مصادر الحزب الديموقراطي لـ«ال.بي.سي»: ان ما يصدر من تصريحات وتحليلات تستبق التحقيقات وتعلن عن نتائج لها، يؤكد تورط الفريق الاخر في محاولة اغتيال الوزير الغريب وتعمده تشتيت دور اجهزة الامن والقضاء.
وسألت «اللواء» مصادر قيادية في الحزب الديموقراطي عن اجواء اللقاء مع الرئيس الحريري، فاكتفت بالقول: نعتقد ان تصريح النائب ارسلان كافٍ.
وحول ما ذُكرعن عدم حضور عناصر من الحزب للشهادة؟ قالت المصادر: «ما في شي منّو».
الموازنة
وعلى صعيد الموازنة، عاودت اللجنة الوزارية المالية اجتماعاتها في السراي الحكومي مساء أمس، برئاسة الرئيس الحريري، استكملت خلاله بحث مشروع موازنة العام 2019 في ضوء التعديلات التي ادخلتها لجنة المال والموازنة النيابية عليه، تمهيداً لمناقشته في المجلس النيابي الأسبوع المقبل.
وفيما غاب قطوع الحسابات عن مداولات اللجنة، لمصلحة البحث في المزيد من الإيرادات، وعدم المس بالنفقات، وفق ما يريده الحريري، كشفت مصادر عنه قوله، انه يحاول حشد القوى السياسية حوله في موضوع الإبقاء على رسم 2 في المائة على البضائع المستوردة بما يؤمن للخزينة حوالى 400 مليار ليرة، مشيرة إلى انه يتابع الاتصالات مع المعترضين وفي مقدمهم «حزب الله» و«امل».
ولفتت المصادر إلى ان الحريري اعتبر ان البدائل المقترحة ليست مجدية في شأن رسم الـ2 في المائة، موضحة ان الحريري طلب من بعض نوابه الذي يعتزمون السفر هذا الأسبوع البقاء في البلد، لأنه بحاجة دعمهم في التصويت بشأن الرسم.
وقال الرئيس الحريري بعد لقاء عون في بعبدا، ان الحكومة لديها ملاحظات ستطرحها على الهيئة العامة، في ما يتعلق بعمل اللجنة النيابية، لافتاً إلى ان هناك اموراً أساسية تحتاج من خلالها إلى موارد لزيادة الإيرادات للخزينة، وهو أمر قد تعيد طرحه في الجلسة، كما هناك موضوع تخفيف الانفاق الذي نرى انه ليس في مكانه.
وقال ان ما يهمني هو المحافظة على الأرقام التي تقدمنا بها إلى مجلس النواب، معتبراً ان تطابق أرقام الموازنة في مجلسي الوزراء والنواب يُعزّز مصداقية الدولة امام المجتمع الدولي والهيئات الدولية.
ولفت الانتباه إلى أن مشروع الموازنة هو جزء من موازنتي عامي 2020 و2021، وبالتالي علينا الأخذ بالاعتبار اننا حين نقوم بإصلاح فهو لا يرتبط فقط بالعام الحالي، بل يرتبط بالاعوام المقبلة، مع فارق مهم وهو ان السير بالخطة الموضوعة على صعيد الكهرباء من شأنه ان يخفض نسبة العجز وسيؤدي تعزيز الاستقرار إلى تحسين نسبة الإيرادات.
وقال بعد إقرار الموازنة سنضع موضوع «سيدر» على طاولة مجلس الوزراء، وسنتحدث أيضاً عن تقرير «ماكينزي» وغيره من الأمور، مشدداً على انه يقوم بهذه الإجراءات الاصلاحية، كي لا نتعرض لمصير مشابه لليونان أو غيرها، وفي الوقت نفسه يجب ان ندرك ان الإصلاحات غير شعبية.
وكان الاجتماع المالي الثاني انتهى بإعادة الـ2٪ بصيغة من الصيغ، في معظم المواد، وفقاً لما كانت اقرته الحكومة، واطاحت به لجنة المال، نظراً لغياب البدائل.
إطلالة نصر الله
ولم تغب احداث الجبل، ولا النقاشات الدائرة حول الموازنة وتعديلات اللجنة النيابية، خارج الإطلالة المطولة للأمين العام لـ«حزب الله» عبر شاشة قناة «المنار» بمناسبة ذكرى حرب تموز وصولاً إلى العقوبات الأميركية التي فرضت أخيراً على نائبي الحزب محمد رعد وأمين شري، ومسؤول وحدة الارتباط وفيق صفا، لكن اللافت كان في افاضته في الحديث عن إشكالية العلاقة مع جنبلاط، والتي عزاها بشكل رئيسي إلى موضوع معمل الترابة في عين دارة والذي يملكه بيار فتوش، كاشفاً عن تفاصيل في هذا الموضوع، ومنها ان الخلاف لم يكن على الشروط الصحية والبيئية للمعمل، بل لأن جنبلاط طلب ان يكون شريكاً مع فتوش، وفي مرحلة ثانية اقترح مشاركة الحزب في إنشاء معمل لتسويق جزء من إنتاج ترابة سبلين في سوريا، ومن ثم في مرحلة ثالثة طلب ان تكون وزارة الصناعة من حصته الحكومية، مؤكداً انه لكل هذه الأسباب طلب نصر الله من قيادة الحزب وقف العلاقة مع جنبلاط، ناصحاً اياه بمراجعة حساباته وخياراته السياسية، وتصحيح الخلل لعلاقته داخل الطائفة الدرزية، واصفاً ربط جنبلاط الخلاف على معمل عين دارة بمزارع شبعا بأنه أمر مُعيب، إلا انه استدرك في نهاية هذا الملف، مشيراً إلى ان الخط ما زال مفتوحاً عبر محاولات من قبل الرئيس برّي.
وكان نصر الله تطرق في الحديث إلى حادثة قبرشمون التي وصفها بأنها كانت خطيرة جداً ولا سيما لو كان قد استشهد فيها أكثر من وزير، معتبراً ان دور الحزب فيها كان للتهدئة، لأننا أشدّ النّاس حرصاً على الاستقرار، نافياً ان يكون قد مارس الحزب أي دور تحريضي، مشدداً على ان مسؤولية علاج تداعيات الحادث تقع على الدولة، ونحن عامل مساعد نقف إلى جانب التهدئة وحلفائنا في الجبل، معتبراً تأجيل جلسة مجلس الوزراء في اليوم التالي بأنه كان تصرفاً حكيماً، وان موقف أرسلان من المطالبة بالمجلس العدلي كان منصفاً وواقعياً، خاصة وان له سوابق (حادثة الزيادين)، معلناً في النهاية، ان هذا الملف يفترض ان يصل إلى خاتمة طيبة.
وفي ملف آخر، أكّد السيّد نصر الله ان التسوية الرئاسية صامدة، لكنه كشف انه لم يكن من رعاتها، بل كنا مسهلين، وان لم نكن في كامل صورتها التفصيلية، واصفاً تجربة ربط النزاع مع الرئيس الحريري بـ«المعقولة» و«الجيدة»، نافياً كل ما يقال عن إسقاط الحكومة، بل بالعكس أعلن انه يفضل بقاء الحريري على رأس الحكومة طالما هناك مجال مفتوح للتعاون.
ووصف العلاقة مع الوزير جبران باسيل بالممتازة، وقال انه من حقه الطبيعي ان يتواصل مع قواعده الشعبية وهو رئيس جديد للتيار.
وقال عن الرئيس عون انه كالجبل ونحن معه على رأس الجبل لكنه اعتبر انه ما زال من المبكر فتح معركة الرئاسة.
وحذر نصر الله حيال المسألة المتعلقة بالموازنة من احتمال التصويت في جلسة المجلس النيابي على مشروع الحكومة ومعارضة التعديلات التي ادخلتها لجنة المال، واصفاً هذا الأمر إذا حصل بأنه مُعيب في حق المجلس واللجنة، مؤكداً ان الرئيس برّي لن يسمح بهذا الأمر، وهذه مسؤولية الكتل النيابية، كما نبّه من خطورة الإبقاء على البند المتعلق بفرض رسوم 2 في المائة على البضائع المستوردة، مشيراً إلى انه ارسل رسائل إلى كل المسؤولين بوجوب تعديل هذا البند وفق الصيغة التي اوجدت لها اللجنة النيابية حلاً.
وفي موضوع العقوبات الأميركية، كشف نصر الله عن محاولات أميركية تجري لفتح قنوات اتصال مع الحزب بواسطة طرف ثالث، بسبب خوف واشنطن على إسرائيل، لافتاً النظر إلى ان موضوع العقوبات ليس جديداً، لكن الجديد فيه هو انه طاول نائبين منتخبين من الشعب وهذه إساءة للمجلس ولمؤسسة في الدولة اللبنانية.
وقلل نصر الله من أهمية هذا الموضوع، مشيراً إلى ان الحزب موضوع على لائحة الإرهاب منذ الثمانينات، وانه مستهدف بسبب إسرائيل.
وقال انه لا يطالب أحداً بأخذ موقف من العقوبات لأننا لا نريد إخراج أحد، ولكن كيف ستتصرف الدولة إزاء نائبين منتخبين فهذه مسؤولية الدولة.
إلى ذلك، جدد النائب السابق جنبلاط انفتاح الحزب الاشتراكي على كل الحلول الممكنة والمقبولة في ما يتعلق بحادثة البساتين، لكن المنطق بأن الموكب المدجج بالسلاح، والذي فتح طريقه بالنار والذي أدى إلى سقوط ضحايا يعتبر من الشهود، وبالتالي لا يسلم الفاعلين فيه، هو منطق ينقصه الحد الأدنى من الالتزام بتحقيق عادل”.
المصدر: الصحف اللبنانية