دانت قبرص الإثنين إطلاق تركيا عملية تنقيب جديدة عن النفط والغاز قبالة سواحل الجزيرة المقسمة، رغم تهديد الاتحاد الأوروبي لأنقرة بفرض عقوبات عليها إذا لم توقف عملياتها “غير المشروعة”. وأعلنت الرئاسة القبرصية أن “الحكومة القبرصية تدين بأشد العبارات عملية التنقيب التركية الجديدة غير المشروعة شرق قبرص”. وأوضحت الرئاسة أن عملية التنقيب الثانية التي تجري قبالة شبه جزيرة كارباس شمال شرق الجزيرة تعتبر “تصعيدا للانتهاكات التركية المستمرة”.
من جهته أعرب الاتحاد الاوروبي الاثنين عن “القلق العميق” إزاء عمليات التنقيب هذه، معتبرا أنها “تنتهك سيادة قبرص”. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في بيان “إن الاتحاد الاوروبي سيرد بالشكل المناسب. وهو متضامن تماما مع قبرص”.
وأرسلت تركيا في 20 حزيران/يونيو “يافوز” وهي السفينة الثانية التي تجري عمليات تنقيب قبالة سواحل قبرص، بعدما كانت قد أرسلت السفينة “فاتح” للتنقيب في مياه المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية.
وتثير أنشطة تركيا في شرق المتوسط ردود فعل حادة من قبل كل من قبرص واليونان والاتحاد الأوروبي الذي كرر مرارا تحذيراته لأنقرة. وأطلق اكتشاف احتياطيات ضخمة من الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط سباقا لاستكشاف الثروات الكامنة في قعر البحر وأثار توترات بين قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي وتركيا.
والإثنين قالت الحكومة القبرصية إن “تركيا تواصل انتهاك القانون الدولي، وتتجاهل نداءات الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي”. وتعتبر أنقرة هذه المنطقة في المتوسط جزءا من الجرف القاري التركي وقد منحت في عامي 2009 و2012 شركة النفط الوطنية التركية تراخيص للتنقيب.
وأكدت قبرص أن وحده استئناف المحادثات من أجل التوصل لاتفاق سلام بين شطرها الشمالي الذي تحتله تركيا والحكومة المعترف بها دوليا في نيقوسيا كفيل بإيجاد حل للنزاع.
وجزيرة قبرص مقسمة منذ عام 1974 عندما غزت القوات التركية ثلثها الشمالي واحتلته ردا على انقلاب رعاه حكم الكولونيلات في أثينا سعيا لتوحيد الجزيرة مع اليونان. وسبق أن أصدرت السلطات القبرصية مذكرات توقيف بحق أفراد طاقم سفينة “فاتح” التي أرسلتها السلطات التركية قبل أشهر للتنقيب عن النفط والغاز في مياه المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية.
وتعارض أنقرة أي تنقيب عن الغاز يستبعد “جمهورية شمال قبرص التركية” المعلنة من طرف واحد والتي لا يعترف بها سواها، وتطالب بتعليق أعمال التنقيب طالما لم يتم إيجاد حل لمشكلة الجزيرة المقسمة.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية