هو الصيف الحارّ، والهروب الدائم معروف باتجاه الشواطئ العامة والمسابح أو البرك بمياهها المنعشة. وبينما يفضل كثيرون عدم الخوض في البحر، سواء لتلوثه في بعض الأماكن أو خوفاً من القناديل وسمعتها السيئة في اللسع، ويتجهون صوب البرك كبيرة وصغيرة، فإنّ تلك البرك أخطر بكثير من البحر مهما كان وضعه، من ناحية التلوث وما فيه من خطر مباشر على صحة الناس، بحسب موقع “ريدرز دايجست” الذي يشير إلى أنّ في مياه تلك البرك مخاطر قد لا تراها العين المجردة.
من المعروف تماماً أنّ مياه البرك العامة تخضع للتطهير بواسطة الكلور المضاف إليها، وغيره من المواد الكيميائية الكفيلة بقتل الجراثيم، لكنّ ذلك لا يعني أنّها نظيفة. عام 2016، في دراسة لـ”المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها” تبيّن أنّ هناك انتهاكات صحية في 80 في المائة من البرك العامة في الولايات المتحدة. المشكلة أنّ المياه التي لا تعالج بالتوازن الكيميائي الصحيح تزداد فيها احتمالات انتشار البكتيريا والفيروسات من سباح إلى آخر، وهي أشكال عدة تمتد من البكتيريا القولونية إلى التهاب الكبد الوبائي “أ”.
في هذا الإطار، توصي ميشيل هفالسا، وهي المسؤولة عن برنامج السباحة الصحي في “المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها” بالتأكد من النظافة الظاهرية للمياه، وهو أمر ممكن من خلال معاينة سدادات التصريف في قاعها من الأعلى ومدى وضوحها. أما في حال لم تكن نظيفة تماماً، فتوصي بعدم الخوض في بركة يمكن أن تشاهد فيها البراز والبول والقيء والدم وغيرها من الفضلات البشرية أو غير البشرية وإن كانت في زاوية ما أو مساحة محددة فقط من المياه. فمن خلال امتزاج هذه المواد بالكلور في البركة، فإنّها ببساطة تقلل من كمية الكلور المتاحة لقتل غيرها من الجراثيم المنتشرة في المياه، ما يسمح بانتشار البكتيريا ويعزز فرص التقاطها.
الأخطر من ذلك، أنّ المعاينة وحدها ليست كافية، فربما تشهد على أنّ المياه تبدو صافية ولا تحمل أيّاً من تلك الفضلات، مع ذلك، فإنّ نسبة الكلور المطلوبة للتطهير ربما تكون غير مكتملة ما يمنع قتل البكتيريا بكفاءة تامة. كذلك، تجدر الإشارة إلى أنّ اختلاط الكلور بالبول وفضلات أخرى في مياه البرك يؤدي إلى إنتاج مركّب معروف باسم كلورامين يمكن ان يؤدي إلى تهيّج العين واحمرارها. ولا يقتصر هذا التأثير على العين، بل يمتد التهيّج إلى الجهاز التنفسي وقد يتسبب بنوبات ربو.
المصدر: العربي الجديد