لا شك أن حياتنا تغيرت إلى الأبد من خلال قضاء معظم وقتنا في تصفح الإنترنت والوصول إلى كميات لا حصر من المعلومات في لمسة زر واحدة.
ولكن أدمغتنا لم تسلم من الآثار المترتبة على ذلك، حيث تبيّن أن تصفح مواقع الإنترنت يقلل من قدرتنا على التركيز، ما يعني أننا لم نعد نخزن الحقائق في دماغنا.
وخلصت دراسة جديدة أجراها باحثون من بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا، تبحث في تأثير عالم الإنترنت على وظائف الدماغ، إلى عدد من الاستنتاجات المذهلة، وركزت على تأثير الشبكة العنكبوتية العالمية في 3 مجالات: التركيز والذاكرة والإدراك الاجتماعي.
وفي حديثه مع Medical News Today، قال البروفيسور جيروم ساريس، معد الورقة البحثية: “إن العالم الإلكتروني قد تكون له عواقب بعيدة المدى. أعتقد أن لديه القدرة على تغيير كل من هيكل وأداء الدماغ، مع إمكانية تغيير نسيجنا الاجتماعي أيضا”.
ووجدت الدراسة أن الأفراد الذين يقومون بمهام متعددة عبر الإنترنت بانتظام، من خلال التحقق من مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثل “فيسبوك”، يكافحون للتركيز على مهمة واحدة.
وقال جوزيف فيرث، المعد المشارك في الدراسة: “إن التدفق غير المحدود للإشعارات عبر الإنترنت يشجعنا على الاستمرار في التركيز المنقسم، الأمر الذي يقلل بدوره من قدرتنا على الحفاظ على التركيز في مهمة واحدة”.
وتناولت الدراسة جانبا آخر وهو الذاكرة، ومدى اعتمادنا على الإنترنت للحصول على المعلومات. وفي الواقع، وجدت إحدى الدراسات أن الناس أكثر عرضة لمعرفة أين يمكن العثور على تفاصيل معينة عبر الإنترنت، وليس المحتوى نفسه.
وعلى الرغم من أن ذلك يشير إلى زيادة اعتماد الناس على الإنترنت، قال الباحثون إنه يساعد على “تحرير” قوة الدماغ التي يمكن استخدامها في “مشاريع طموحة أكثر مما كان في السابق”.
وأخيرا، حللت الدراسة الاختلافات بين التفاعل الاجتماعي عبر الإنترنت وفي الواقع الحقيقي. وتبين أنه على الرغم من أن شبكات التواصل الاجتماعي تفرض تفاعلا أكبر بين المستخدمين، إلا أن مجموعات الصداقة ظلت بالحجم نفسه تقريبا.
وفي حين أن الإنترنت يؤثر سلبا على الشباب في كثير من الأحيان، إلا أن كبار السن يمكنهم الاستفادة من الشبكة العنكبوتية لتعزيز التفاعل الاجتماعي.
ونُشرت النتائج الكاملة للدراسة في مجلة World Psychiatry.
المصدر: ديلي ميل