يعاني أغلب المصابين بمرض التوحد (Autism) من مشكلات غامضة في جهاز الهضم. دراسة أجرتها جامعة أسترالية كشفت أنّ طفرات جينية في الدماغ وفي الجهاز الهضمي يرجّح أن تكون هي المسببة لذلك.
الحموضة وعسر الهضم ومشاكل في الإخراج والغازات المستمرة أو احتباس الغازات، هي أعراض يومية لدى مرضى التوحد. ويعاني أهل المصابين بالمرض أو القائمين على رعايتهم بالخصوص من اختيارات الطعام المفضلة لمريضهم. وطالما شكّ الباحثون بوجود علاقة بين الأمراض العصبية وبين عمل الجهاز الهضمي. لكن الجديد هذه المرة ظهر في دراسة أعدتها إيليزا هيل ياردِن، كبيرة الباحثين في جامعة RMIT بأستراليا، التي قالت: “كنا نعرف سلفاً أن الدماغ والجهاز الهضمي يتقاسمان نفس الخلايا العصبية، لكن تأكد لنا الآن أنهما في حالة المصابين بمرض التوحد يعانيان من نفس الطفرات والتغيرات الجينية”.
وكانت دراسة حالة شقيقين مصابين بمرض التوحد التي أجراها البروفسور كريستوفر غيلبرغ من جامعة غوتنبرغ ومجموعة باحثين هي الرائدة في الكشف عن وجود طفرة جينية محددة وراء الاختلال العصبي في الجهاز الهضمي وفي الدماغ. وتؤثر هذه الطفرة على التواصل بين المنظومتين عن طريق تغيرات جين “فيلكرو” في الخلايا العصبية التي تبقيهم على اتصال وثيق.
وحسب موقع “ساينس ديلي” العلمي الأمريكي، فقد طور فريق جامعة RMIT ذلك الاكتشاف عبر سلسلة بحوث في وظائف ونسيج الجهاز الهضمي لدى الفئران التي تعاني من نفس تغيرات جين “فيلكرو” التي يحملها مرضى التوحد. وخلص الفريق إلى أن هذه الطفرة الجينية تؤثر في:
– تقلصات الجهاز الهضمي.
– عدد الخلايا العصبية في الأمعاء الدقيقة.
– سرعة مرور الطعام خلال الأمعاء الدقيقة.
– استجابة ناقل عصبي حاسم مهم في مرض التوحد (معروف جيداً في الدماغ ولكن لم يتم تحديده مسبقاً ليلعب أي دور رئيسي في الجهاز الهضمي).
وعلقت البروفسورة هيل ياردن على هذا الأمر بالقول: “حدوث طفرة جينية في الـ” فيلكرو” أمر نادر، ولكنه واحد من 150 طفرة جينية متصلة بمرض التوحد، تؤدي إلى تغيير الاتصالات العصبية”.
وأوضحت أن فريقها لن يتمكن من إعادة الطفرة الجينية إلى ما كانت عليه، لكنهم سيتمكنون من خفض تأثيراتها، بطريقة تحسّن حياة مرضى التوحد، وتقلل من معاناة عائلاتهم والقائمين على رعايتهم.
المصدر: DW