طرح رئيس الوزراء الماليزي، مهاتير محمد، فكرة إنشاء عملة تجارية موحدة لمنطقة شرق آسيا تستند إلى الذهب، لتحرير المنطقة من الاعتماد على الدولار الأمريكي في تعاملاتها المالية.
وقال مهاتير، في منتدى “مستقبل آسيا” في طوكيو، إن العملة المقترحة يمكن استخدامها في التجارة في المنطقة، ولكن يجب ألا تكون بديلا عن العملات المحلية في التعاملات الداخلية.
وأضاف: “إذا أردنا العمل معا علينا أن نبدأ بعملة تجارية موحدة لا تستخدم محليا، ولكن يقتصر استخدامها لغرض القيام بالعمليات التجارية”.
وأشار مهاتير محمد، الذي يتمتع بسمعة خبير مالي، إلى أنه “في الوقت الحالي يتعين علينا أن نعتمد على العملة الأمريكية، لكن الدولار ليس مستقرا. ولذلك يجب أن تستند العملة، التي نقترحها، على الذهب لأنه أكثر استقرارا”.
ويعد الدولار، العملة الأكثر تداولا في العالم، وقبل العام 1971 كانت العملة الأمريكية مرتبطة بالذهب، وعرف هذا النظام باسم “بريتون وودز”، لكن الحكومة الأمريكية قررت في ذاك العام رفع ربط الدولار بالذهب، وأوقفت تحويل الدولار واحتياطيات الدول الأخرى منه إلى ذهب.
ومنذ ذلك الحين، ظلت الدول الأعضاء في صندوق النقد الدولي حرة في اختيار أي نظام لتسعير عملتها مقابل العملات الأخرى، عدا اللجوء إلى الذهب.
وفكرة رئيس الوزراء الماليزي إنشاء عملة تعتمد على الذهب ليست بجديدة فقبله اقترحها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في 2009 أي قبل عامين من سقوط حكمه في عملية دعمها حلف “الناتو”.
وتمحورت فكرة القذافي حول صك دينار ذهبي إفريقي يستخدم في الأسواق عوضا عن الدولار، ووفقا لبعض الروايات فإن هذه الفكرة، إضافة لاحتياطيات النفط الليبية، كانت وراء الإطاحة بالعقيد معمر القذافي، حيث يعرف تاريخيا أن الولايات المتحدة “لم تتعامل بلطف” مع البلدان التي حاولت الابتعاد عن استخدام الدولار في تجارتها النفطية.
المصدر: روسيا اليوم