أكّد الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين زياد النخالة، رفضه لسيطرة المشروع الصهيونيّ على القدس، ورفضه لكلّ المشاريع التي تستهدف حقّ الشعب الفلسطيني، عبر صفقة القرن وملحقاتها، من مؤتمرات ولقاءات، على غرار ورشة البحرين الاقتصادية. وفي كلمة ألقاها، اليوم الخميس، في المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية في غزة، شدد النخالة على كسر الشعب الفلسطيني لكل المشاريع التي تستهدف دينهم ومقدساتهم وتصادر ما تبقى من بلادهم.
وتابع: ولنقف اليوم صفّا واحدا، وأُمة واحدة، في مواجهة أمريكا وإسرائيل، وفي مواجهة الذين باعوا كرامتهم وقيمهم بمهانة، ويعملون لإرضاء الأعداء، وهم بذلكَ يعادونَ اللهَ، ويُعادون الأمةَ”.
وعن القمة المفترض عقدها اليوم في الرياض قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، “إنّهم يتنادون لعقد قمة من أجل بعض أنابيب النفط التي دمّرت نتيجة لعدوانهم الظالم على الشعب اليمنيّ، ويتجاهلون المجازر التي يرتكبونها بحقّ الشعب اليمنيّ المظلوم والشجاعِ”. وإستنكر النخالة جرأة بعضُ الحكام العرب بالتآمر على حقّ الشعب الفلسطيني، وإثارة الحروب، وهم يسمعون آيات القرآن تتلى عليهم، وأذان الإسلام يُرفع في بلادهم؟! ويَخْشَوْن الشيطان والناس، ولا يخشون الله ربّ الناس؟!
وأكّد الأمين العام للحركة، أنّ هؤلاء الحكام يشاغلون العالم بمشاريعهم المدنسة تحت رايات أمريكا وإسرائيل، مؤكداً على حقّهم في فلسطين، والقدس.
ووجه النخالة كلمة للمسلمون في جميع أنحاء العالم، قال لهم فيها: “إنَّها مسؤوليتكم أن تقفوا وتواجهوا الذين يريدون إزالتكم مِن الوجودِ. إنّ تحويل المسجد الأقصى لكنس يهودية، وتحويل القدسِ لأورشليم، وعاصمة للدولة الصهيونية، هو مقدمة للسيطرة على بلاد العرب، وبلاد المسلمين. ومن واجب كلِّ عربيّ، وكلِّ مسلم، مواجهة ما يجري، وليس الترحيبُ به، كما يجري في البحرين، وغيرها مِن العواصم العربية والإسلامية”.
وأكّد الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين زياد النخالة، أنّ القدس تبقى عنوانا كبيرا في مقاومة الإحتلال، مشيراً إلى وجود إجماع فلسطيني على رفض “صفقة القرن”، وشدد على أنّ القدس تبقى عنوانًا كبيرا لنضال الشعب الفلسطيني، ومحطة لوحدة الأمة الإسلامية، ومحطة لوحدة الإنسان في مواجهة الطغيان الأميركيّ.
وأشار الأمين العام لحركة الجهاد، أنّ يوم القدس لهذا العام يتزامن في ظلّ ظروف إقليمية ودولية أكثر تعقيدا، وفي ظلّ اشتداد الهجمة الأمريكية الصهيونية على المنطقة، في محاولة لإغلاق ملفّ قضية فلسطين لصالح المشروع الصهيونيّ، تحت عنوان “صفقة القرن”. وتابع: “لقد كان موقف الرفض لصفقة القرن واضحا، عندما تحدث الأخ أبو مازن، ونعت ما يجري بالخيانة، قائلاً: لتذهبْ صفقةُ القرنِ إلى الجحيمِ، هذا الموقف الذي يحظى بحالةِ إجماع فلسطينية، يحتاج لخطوات عملية حتى نستطيع إفشال هذه الصفقة، وحتى لا تصبح مواقفنا لا قيمة لها”.
واعتبر النخالة أنّ “موقف الرئيس هو تعبير عن فشل مشروع التسوية مع الكيان الصهيونيّ الذي لم يكتف بالاستيلاء والسيطرة على أكثر من أربعة أخماس فلسطين، بل إنَّه يريد أن ينهي أية إمكانية لقيام كيان فلسطينيّ، حتى لو كان هذا الكيان مشوها، كما هو الحال في الضفة الغربية الآن”. وأضاف قائلاً: “لنحوّل التهديد الذي تتعرض له القضية الفلسطينية إلى فرصة لنا جميعا، وعلى وجه الخصوص منظمة التحرير وقيادتها التي أخذَت على عاتقها مشروع السلام والتعايش مع الكيان الصهيوني، وَلْتعد منظمة التحرير إلى خيار الشعب الفلسطينيّ، وتنسحب من التزاماتها مع العدوّ. لنصنع سويّا مشروعًا وطنيًّا لمواجهة المشروع الصهيونيّ من جديد”.
ودعا النخالة إلى عقد لقاء وطنيّ يجمع كافة قوى الشعب الفلسطيني، للعودة إلى مشروع منظمة التحرير، وميثاقها الوطنيّ الذي يدعو إلى التحرير والعودة. وعن صفقة القرن قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، أنّ إعلانها من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، يتجلّى في الحقيقةِ أنَّهُ إعلان من قبلهم بفشل مشاريع التسوية السياسية التي لم تحقق للشعب الفلسطيني الحدَّ الأدنى من حقه التاريخيّ في فلسطين، والذي كان آخرها مشروع أوسلو.
وتابع: “لقد خرجت علينا الولايات المتحدة بعد أن أرهقَت المنطقةَ بالأزمات السياسية والاقتصادية، وبعد أن نجحَتْ تمامًا في استتباع النظام العربيّ بمجمله لسياساتها ومفاهيمها، لتشتري ما تبقّى من كرامة عربية بأموال عربية، ولتغلق ملفّ القضية الفلسطينية، وإلى الأبد، بصفقة اقتصادية، توفرُ فيها الولاياتُ المتحدة، نظريًّا، ملياراتِ الدولاراتِ”.
المصدر: موقع المنار