أبو محمد الجولاني، المسؤول عن مقتل آلاف المواطنين السوريين، وعن تدمير مئات المنازل ونهب ممتلكات المواطنين على امتداد عمر الأزمة في سوريا، حتى في العراق ابان قتاله إلى جانب تنظيم القاعدة تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي وأبو بكر البغدادي، زعيم داعش حالياً.
اسمه الحقيقي أحمد حسين الشرع، من مواليد عام 1984. وتضاربت الروايات حول مكان ولادته. ففيما تقول إحدى الروايات إنه ولد في درعا، تتحدث راوية أخرى عن أنه قد ولد في السعودية.
وعاش الجولاني حياته في العاصمة دمشق، قبل أن يغادر إلى العراق وينضم إلى تنظيم القاعدة الذي ارتكب آلاف المجازر بحق الشعبي العراقي، تحت الزرقاوي، والبغدادي.
وتشير المعلومات إلى أن الجولاني كان معروفاً في العراق باسم أمجد حسين علي النعيمي، وأنه دخل سجن بوكا بذلك الاسم.
وفي سجن بوكا حصل الجولاني على تزكية من أبي مسلم التركماني الذي كان يوصف بأنه الرجل الثاني في تنظيم داعش والذي قتل بغارة أميركية مؤخراً، ومن ثم كلّفه البغدادي بالقدوم إلى سوريا وتأسيس جبهة النصرة قبل أن تتطور الأمور ويحصل الخلاف المعروف بينهما.
أبرز مجازره بحق الشعب السوري:
خلال قيادته جبهة النصرة، يعتبر الجولاني مسؤولاً عن المجازر التي ارتكبتها هذه الجبهة بحق الشعب السوري، ومنها، على سبيل التعداد لا الحصر:
– مجزرة حطلة في ريف دير الزور بحق مزارعي البلدة، راح ضحيتها 24 شهيداً، في 10 حزيران / يونيو عام 2013.
– مجزرة الدوير على الطريق الممتد بين حمص وحماه، حيث هاجم مسلحو النصرة القرية، وقتلوا عشرات المدنيين من الأطفال والنساء، في 4 حزيران / يونيو 2013.
– وشاركت “النصرة” “حركة أحرار الشام” في المجازر التي ارتكبت في ريف اللاذقية الشمالي في تشرين الأول / اكتوبر من العام 2013، وراح ضحيتها اكثر من 190 شهيداً اغلبهم نساء واطفال.
– وشاركت النصرة جيش الاسلام في مجزرة عدرا العمالية بريف دمشق، والتي راح ضحيتها أكثر من 80 شهيداً جلهم من الأطفال والنساء في بداية شهر كانون الاول / ديسمبر عام 2013.
– مجزرة خان العسل في ريف حلب في تموز / يوليو 2013، وراح ضحيتها 123 شهيداً، معظمهم من المدنيين، فيما لا يزال العديد من الأشخاص في عداد المفقودين.
– مجزرة نهر قويق بمنطقة بستان القصر في حلب، في بداية عام 2013، حيث أعدمت جبهة النصرة عشرات المواطنين وألقت بجثامينهم في النهر، بعد رفضهم التعامل معها.
– مجزرة مروعة ضد أهالي قرية قلب لوزة في ريف إدلب راح ضحيتها 30 شهيداً من عائلة واحدة بينهم رجال دين في 10 حزيران / يونيو 2015، كما نهب وأحرق مسلحو النصرة عشرات المنازل.
– مجزرة الزارة في ريف حماه الجنوبي حيث ذهب ضحيتها اكثر من 120 شخصا بين شهيد ومفقود في 12 ايار / مايو 2016.
كما اعدمت جبهة النصرة مئات المواطنين السوريين من رجال دين ونساء وأطفال، على امتداد المحافظات السورية، كما رجمت العديد من النساء في ريف ادلب. واظهرت عشرات مقاطع الفيديو المجازة التي ارتكبتها هذه الجبهة، والتي يتحمل الجولاني المسؤولية المباشرة عنها.
ورغم هذه المجازر، شطبت الولايات المتحدة اسمه من قائمتها السوداء في شباط / فبراير من العام 2014، وأبقت على العديد من المؤسسات الإعلامية السورية على قائمة الإرهاب، وتفرض عقوبات مالية واقتصادية على الشعب السوري، في ازدواجية للمعايير، لطالما تميزت بها السياسة الأميركية.
من هما الشخصان اللذان ظهرا برفقة الجولاني ؟
ظهر في المقطع المصور الذي أعلن فيه عن فك الارتباط عن تنظيم القاعدة الارهابي برفقة شخصين هما “أبو عبد الله الشامي” على يساره و”أبو الفرج المصري” على يمينه.
أبو عبد الله الشامي:
عبد الرحيم عطون وهو “عضو مجلس شورى جبهة النصرة” وأبرز “الشرعيين فيها وعضو اللجنة الشرعية” وظهر في الإصدار المسجل الذي بثته الجبهة للتعريف ببعض قياداتها بعنوان “ورثة المجد”، وتحدث فيه “أبو عبد الله الشامي” عن “ثورات الربيع العربي”.
كما عرف “بالمباهلة” التي وقعت بينه كممثل للنصرة وبين أبو محمد العدناني من داعش، وتم ذلك عبر سكايب وتولى وسطاء ترتيبها، وكان العدناني يردد خلالها عبارة “إما نبيد أو نباد” فيما الشامي أحضر معه شهادات لأبو فراس السوري ولعدد من قيادات داعش تثبت عدم التزامها بالوعود.
أبو الفرج المصري:
أحمد سلامة مبروك من مصر، وكان معتقلاً في السجون المصرية وخرج منها بعد “الثورة المصرية ” لينتقل إلى سوريا وينضم لصفوف جبهة النصرة، ويعتبر بحسب مراقبين من أبرز “شرعيي” النصرة وظهر للعلن للمرة الأولى في إصدار “ورثة المجد” .
ويرى مراقبون أن ظهور “الشرعيين” مع الجولاني من المراد له أن يؤكد على قوة “الموقف الشرعي” لقرار فك الارتباط وعلى التمسك بعناصر النصرة من غير السوريين بالرغم من فك الارتباط وتغيير الاسم.
المصدر: الإعلام الحربي