توصل فريق من الباحثين الأميركيين إلى أن سجن من يرتكبون جرائم خطيرة لا يمنعهم من القيام بذلك مرة أخرى، بعد إطلاق سراحهم، وأنه وسيلة غير فعالة في إعادة التأهيل على المدى الطويل.
وضم الفريق باحثين من “جامعة كاليفورنيا” و”جامعة ميشيغن”، ومعهد “كايزر بيرمينانتي” للبحوث الصحية في كولورادو، و”جامعة نيويورك”، وكلية الطب في “جامعة كولورادو”. واستخدموا طرقاً إحصائية لتحليل سلوك السجناء المدانين بارتكاب جرائم عنيفة في ميشيغن، خلال فترة احتجازهم وبعد إطلاق سراحهم، وفقاً لمجلة “نيتشر” Nature التي نشرت الدراسة.
وأراد الفريق التحقق من احتمالية عودة السجناء للسلوك الإجرامي بعد إطلاق سراحهم، وبالتالي تحليل تأثير السجن على معدل الجرائم العنيفة في المجتمع. واستندت الدراسة إلى بيانات أكثر من 110 آلاف شخص دينوا بجنايات مرتبطة بالعنف بين عامي 2003 و2006 في ميشيغن، وحكم على بعضهم بالسجن لمدة معينة، في حين وضع بعضهم تحت المراقبة خارج السجن.
وتابع الباحثون مراقبة التقدم الذي طرأ على سلوك هؤلاء حتى عام 2015، بحثاً عن تعرضهم للاحتجاز أو التحقيق أو أي شيء يتعلق بخرقهم للقانون. ووجدوا انخفاضاً ضئيلاً في معدل ارتكاب الجريمة خلال فترة الإدانة، لدى من أرسلوا للسجن مقارنة بمن وضعوا تحت المراقبة. وقد يعزى هذا لصعوبة ارتكاب الجرائم داخل السجن حتى لو كان الشخص يرغب في ذلك، في حين تشابه السجناء السابقون مع من كانوا تحت المراقبة، من حيث القابلية للانخراط بالسلوك الإجرامي مجدداً.
وقال الباحثون في الدراسة: “كان السجناء السابقون أكثر ميلًا ممن وضعوا تحت المراقبة، لإرسالهم للسجن مرة أخرى بعد إطلاق سراحهم، بسبب انتهاكهم لقوانين إطلاق السراح المشروط”؟ وأضافوا: “وجدنا أن الحكم بالسجن يزيد من احتمالية تكراره مجددًا خلال 5 سنوات بنسبة 20 في المائة”.
وأشارت الدراسة إلى أن العقاب بالسجن لم يكن له تأثير كبير على التقليل من عمليات التوقيف، أو من الإدانة بارتكاب جرائم عنيفة بعد إطلاق سراح السجناء، ولكنه قلل بشكل طفيف احتمالية حدوث العنف أثناء الاحتجاز. وأضافت: “وجد أن السجن تدخل غير فعال لمنع العنف على المدى الطويل، وليس له أي أثر على مسألة إعادة التأهيل أو الردع عن الجرائم بعد الإفراج عن السجناء”.
المصدر: العربي الجديد