الشمس تُعتبر مصدراً للطاقة والدفء منذ تواجد الإنسان على كوكب الأرض، واليوم يحاول عدد من العلماء محاكاة الشمس، للحصول على مصدر نظيف لطاقة هائلة.
ببساطة لا يمكننا أن نعيش دونها.. الشمس.. تلك الكرة النارية التي تسطع في مجرتنا والتي تمنحنا الضوء والحرارة كل يوم، قد تظن بأنها لن تتمكن من تقديم المزيد، ولكن بالقرب من مدينة أكسفورد البريطانية في أحد أهم المراكز العلمية في العالم يستمر العمل لمحاكاة عمل الشمس وصنع نجم على الأرض يمكنه تقديم الطاقة لمستقبلنا.
ستيف كالي – عالم فيزياء ظلت فكرة اندماج القوى النووية عالقة بذهنه منذ كان مراهقاً، قال : إن اندماج النوى الذرية يحصل داخل النجوم، حيث تأخذ نواة ذرة وتضربها بأخرى لتكبر، ويمكنك أن تنتج كمية كبيرة من الطاقة بهذه الطريقة.
أضاف : كنت في المرحلة الثانوية خلال دراستي في السبعينيات، عندما مررنا بأزمة النفط، عندها أدركت بأن أسلوب حياتنا كان مقارباً للنهاية لأنه لم يكن لدينا ما يكفي من النفط، في ذلك الوقت قرأت مقالاً عن اندماج النوى الذرية.
العملية تكمن في النهاية بمعادلة بسيطة، خذ شكلين من غاز الهيدروجين، وارفع درجة الحرارة لأكثر من 150 مليون درجة مئوية، وهذا يتسبب بتحرك الذرات في البيئة المغلقة بسرعات كبيرة، لتندمج بقوة هائلة مع بعضها، وهذا الاندماج ينتج الهيليوم ونيوترون ومقداراً عظيماً من الطاقة. وهنا يحاول الفريق تجسيد العملية في غرفة خاصة اسمها “جيت”، وصلنا إلى غرفة التحكم بالتزامن مع اختبار آخر، تُضاء الشاشات ولعشرين ثانية نشهد الاندماج النووي .. إن الحرارة لا يمكن تصوّرها، فالشمس حارّة لكن ما نشهده هنا يتعدّى ذلك. هذه الحرارة تفوق تلك الواقعة بمركز الشمس بعشر مرات.
المشروع حظي بتمويل من الاتحاد الأوروبي للسنوات الخمس القادمة، لتبلغ التكلفة حوالي مليار دولار، لكن التحدي يكمن في أن يصبح الدمج النووي موجهاً لأغراض تجارية.
وقال ستيف : إن الدمج النووي يعتبر مصدر الطاقة الأمثل، إذ لا يمكن أن يتسبب بحوادث كارثية، لأنه لا يصدر أي نوع من الإشعاعات النووية الضارة بالإضافة إلى أنه لا ينتج غاز ثاني أكسيد الكربون، وبهذا لن تكون هنالك آثار سلبية على البيئة.