ولأنه لا يوجدُ لونٌ رماديٌ في التعاطي مع صفقةِ القرن، وليسَ هناكَ من برزخٍ بينَ أبيضِ المقاومةِ والصمودِ وأَسوَدِ الاستسلامِ والخضوع، رَفَعَت فصائلُ المقاومةِ في قطاعِ غزةَ شعارَ متوحدونَ في مواجهةِ صفقةِ القرن: ليس منا ولا فينا من يساومُ على الصفقةِ لا داخلَ فِلَسطينَ ولا خارجَها.
الى لبنان، هل يتوحدُ المسؤولونَ خلفَ شعار: من المُحرَماتِ زِيادةُ الاعباءِ على الفقراءِ والموظفينَ عملاً وفعلا؟ واقعاً سلكَتِ الموازنةُ طريقَها الى الطاولةِ الحكومية، فهل تبقى على هيئتِها/ أم أنَّ ملامحَها ستتغيرُ في مشوارِها الى مجلسِ النواب. وان كانَ المعنيونَ قاموا بجُهودِهِم في التخفيفِ عن كاهلِ موازنةٍ مرهقةٍ أصلاً، فإنَ تساؤلاتٍ تُطرَحُ للمرةِ الألفِ وربما سَئِمَها اللبنانيون. لماذا الابتعادُ عن مزاريبِ هدرٍ رئيسيةٍ بملياراتِ الدولارات.
الاملاكُ البحريةُ على سبيلِ المثالِ لا الحصر تَدُرُّ على الخزينةِ بالحدِ الادنى مليارَي دولار. ولماذا يمنعُ الاقترابُ من قِطاعاتٍ بعينِها؟ وعلى أي موازنةٍ سترسو الجولاتُ الحكوميةُ والنيابيةُ المقبلة؟ هل على موازنةٍ لا تَخلُقُ ثورةً شعبية، ولا تملأُ الخزينة، ولا تُغضِبُ اصحابَ النفوذِ السياسيِ والماليِ في الدخل، وتُرضي المقرضينَ الخارجيينَ المحتمَلين.
واذا كانَ الحالُ كذلكَ فإنَها ستكونُ موازنةَ التسوياتِ في وطنِ الصفقاتِ والتسوياتِ، على أن الوطنيةَ الحقةَ لا تَقبَلُ الصفقاتِ والتسوياتِ على الارض. فليسَ من حقِ اَحدٍ التصرفُ لا باملاكٍ بريةٍ ولا بحريةٍ لصالحِ العدوِ واِن على مستوى التصريحاتِ فقط. فالاراضي والمياهُ المحتلةُ ستبقى لبنانيةَ الملكيةِ والسيادة، فكِلاهُما كلٌّ لا يتجزأُ وان ابتُليَت بالاحتلال.
المصدر: قناة المنار