حيا الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد في احتفال “يوم شهيد التنظيم الشعبي الناصري”، الذي أقيم في مركز معروف سعد الثقافي، الشهداء، وقال: “هم عنوان عزتنا وكرامتنا، وهم المشاعل التي تنير لنا الدرب على طريق التحرير، تحرير كل ذرة تراب لا تزال تحت نير الاحتلال الصهيوني”.
أضاف: “الشهداء هم نبع عزيمتنا وتصميمنا وإصرارنا على متابعة النضال من أجل تحرير الوطن من التبعية والطائفية والظلم والفساد وبناء الدولة المدنية العصرية، دولة الاستقلال الحقيقي والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. وقسما بتضحيات الشهداء وبدمائهم وأرواحهم، سنواصل الكفاح والمقاومة دفاعا عن لبنان واللبنانيين، ودفاعا عن فلسطين والامة العربية”.
وتابع: “إن قوى الاستعمار بزعامة الولايات المتحدة الأميركية تصعد عدوانها ضد شعوب العالم، من كوبا وفنزويلا إلى بلادنا العربية وسائر البلدان، وغايتها واحدة في كل مكان، الاحتلال والهيمنة ونهب خيرات الشعوب. وإن الحلف الاستعماري الصهيوني، ومعه أتباعه من الأنظمة والقوى العربية الرجعية، يمارسون كل أشكال الضغوط والتهديد والعدوان على شعوبنا من أجل تنفيذ صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية وابتلاع كل فلسطين وفرض السيطرة والهيمنة الأميركية والصهيونية على البلاد العربية وفرض استمرار أنظمة التبعية والاستبداد والفساد”.
وأشار إلى أن “شعوب الأمة العربية تواجه بمختلف الوسائل الهجوم الاستعماري الصهيوني”، لافتا إلى أن “الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وغزة وفي كل مكان يواجه بالبندقية والصاروخ والصدور العارية قطعان المستوطنين الصهاينة، والشعب الفلسطيني يواصل تقديم قوافل الشهداء والتضحيات الأسطورية من أجل التحرير والعودة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”، وقال: “ألف تحية إلى أهلنا الصامدين والثائرين والمرابطين على امتداد أرض فلسطين، ألف تحية إلى أهلنا الصامدين والمنتفضين في الجولان السوري المحتل، وألف تحية إلى كل من يواجه ويقاوم ويقف في مواجهة الصهاينة في لبنان وعلى امتداد الأرض العربية”.
أضاف: “كلنا ثقة بأن دماء الشهداء ستنتصر على الاحتلال، دماء الشهداء ستهزم الاستعمار والصهيونية. وكلنا ثقة أيضا بقدرة شعوب الأمة العربية على مواجهة التحديات والانتصار على الأعداء. إن الشعوب العربية تمكنت من توجيه ضربات موجعة للجماعات المتطرفة الإرهابية في لبنان وسوريا والعراق… وصمدت في مواجهة مخططات التقسيم والتفتيت الأميركية الصهيونية، وهي لا تزال تواجه هذه المخططات والمؤامرات في غير مكان. وها هو الحراك الشعبي في السودان وفي الجزائر ينطلق ويتقدم إلى الأمام، وها هي الإرادة الشعبية تثبت من جديد قدرتها على صنع المعجزات. من شعب لبنان والحراك الشعبي في لبنان، نوجه تحية التضامن والشراكة إلى انتفاضتي السودان والجزائر”.
وتابع: “الشهداء قدموا أرواحهم من أجل تحرير الوطن من الاحتلال وتحرير المواطن من الاستغلال، إلا أن الذين أمسكوا بالسلطة في لبنان قد عاثوا في الأرض فسادا وقادوا البلاد إلى الانهيار الاقتصادي والمالي، وحملوا الدولة والناس ما يزيد عن 80 مليار دولار من الديون ذهبت بمعظمها إلى جيوب جماعات السلطة وخزائن المصارف وحسابات المضاربين والمحتكرين. ولم يحصل المواطنون إلا على البطالة، وإلا على تراجع مستوى المعيشة وتردي أوضاع الكهرباء والمياه وكل الخدمات. واليوم تريد السلطة، وبكل وقاحة، تحميل الفقراء وذوي الدخل المحدود تبعات الأزمة, من فرض المزيد من الضرائب، إلى خفض الرواتب والأجور والاقتطاع من التقديمات الصحية والاجتماعية الهزيلة أصلا”.
وأردف: “السلطة تتناسى أنها مع حلفائها من مافيات المال، إنما تتحمل المسؤولية الكاملة عما وصلت إليه البلاد، وتصر على جعل لبنان يواصل لحس المبرد من خلال الديون الجديدة التي أقرها مؤتمر “سيدر”. والسلطة تقبل بانتهاك سيادة لبنان من خلال إخضاع المؤسسات اللبنانية للاشراف والرقابة من قبل دول وشركات ومصارف أجنبية. كما أن هذه السلطة تفتح المجال أمام القوى الاستعمارية للتدخل في الشؤون اللبنانية الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وتعمل على تعبيد الطريق أمام السياسة الأميركية الهادفة إلى فرض الهيمنة على لبنان من خلال الحصار والتضييق المالي والاقتصادي”.
وقال: “السلطة تريد الاستيلاء أيضا على هذه الديون الجديدة. كما تريد إعفاء نفسها من المسؤولية وإعفاء المصارف ومافيات المال والسلب والنهب من تحمل أي أعباء، لكن أبناء الشعب اللبناني من محدودي الدخل غير قادرين على تحمل المزيد من الأعباء، بعد أن باتوا في أسوأ حال نتيجة أزمة الركود والبطالة، وبدأوا بالتحرك في الشارع، محملين السلطة مسؤولية الأزمة، ومطالبين بأن يتحمل تبعاتها أولئك الذين راكموا الثروات على امتداد أكثر من عشرين سنة على حساب المال العام وحساب تعب الناس”.
أضاف: “نحن في التنظيم الشعبي الناصري، وفي الحراك الشعبي للانقاذ، تحركنا في السابق، وسنتحرك من أجل إنقاذ لبنان واللبنانيين من الأزمة وخطر الانهيار. وطرحنا خطة مالية واقتصادية علمية وموضوعية للانقاذ ترتكز على العدالة في توزيع أعباء الخروج من الازمة، وعلى تحميل تبعاتها لأولئك القادرين على حملها، لا لأبناء الفئات الشعبية وذوي الدخل المحدود”.
ودعا كل اللبنانيين إلى “التحرك في مواجهة سياسات السلطة التي تؤدي إلى الانهيار والتجويع والإفقار”، وقال: “ندعو الجميع، ومن كل المناطق والطوائف والانتماءات، للتوجه إلى الشارع والمشاركة في الحراك الشعبي من اجل فرض برنامج الإنقاذ. فإلى التحرك يا مناضلي التنظيم الشعبي الناصري، إلى الشارع دفاعا عن لقمة عيش الفقراء ومحدودي الدخل، إلى الشارع من أجل حياة الناس وكرامتهم، إلى الشارع لتنظيم الاعتصامات والتظاهرات، إلى الشارع كتفا إلى كتف مع العمال والمعلمين، ومع المتقاعدين المدنيين والعسكريين، ومع الشباب والطلاب والمتعطلين عن العمل، ومع كل أبناء الشعب في صيدا والجنوب وكل لبنان”.
وختم: “قسما بأرواح الشهداء، لن نسمح لمافيات السلطة والمال بأن تنتزع اللقمة من أفواه الفقراء والعجزة والأطفال، لن نسمح لها بسلب الضمانات الصحية والاجتماعية ولا بسرقة تعويضات نهاية الخدمة ومعاشات التقاعد. ولن نسمح لها أيضا بمد اليد إلى جيوب أبناء الشعب بواسطة فرض الضرائب الجائرة، بل سنناضل من أجل الرعاية الصحية الشاملة وضمان الشيخوخة، وسنتحرك من أجل توفير فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة. كما سنطالب بتشجيع قطاعات الإنتاج وتأمين المياه والكهرباء والبيئة النظيفة وسائر الخدمات”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام