أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة، تحاول من خلال خروجها من خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، تحقيق طموحاتها الجيوسياسية، وأن موسكو تدعو جميع القوى العقلانية إلى ضمان استمرا عمل المعاهدة. وجاء في البيان: “في واشنطن لم يعودوا يخفون حقيقة أنهم يريدون إخضاع العالم بأسره لإرادتهم. وتحت التهديد بالعقوبات الأميركية تحاول إجبار جميع الدول لوقف شراء النفط الإيراني اعتبارا من 2 من أيار/مايو.”
وأضاف البيان: “ويجري ذلك من أجل حرمان إيران من عائدات التصدير وتقويض اقتصادها، لأن سياسة طهران المستقلة لم ترضي الولايات المتحدة لفترة طويلة، بما في ذلك لأنها تمنع الأميركيين من الشعور بالقوة التامة في منطقة ذات أهمية استراتيجية في الشرق الأوسط”. وأشارت وزارة الخارجية الروسية : “من الواضح أن الولايات المتحدة ارتكبت خطأً في اختيار الوسائل إذا ما قررت عن طريق الخنق الاقتصادي وضرب الظروف المعيشية للإيرانيين العاديين لجعل طهران مفاوضا مقبولا وعلى استعداد لأية صفقات بشروط أمريكية “. “هذا الخط لا يضيف أيضا مكانة دولية للأميركيين – يرى بقية العالم تماما أن سياسة واشنطن أصبحت عدوانية ومتهورة على نحو متزايد.”
وتابع البيان: “من جانبنا ، نثني على قدرة إيران على التحمل، والتي لا تنجر وراء استفزازات الولايات المتحدة المتعجرفة. نحن نؤكد التزام روسيا المستمر بتنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني . إننا ندعو القوى العقلانية إلى بذل كل ما في وسعها لضمان الاستمرار بهذا الاتفاق الفريد ، الذي تسعى واشنطن في الوقت الراهن من خلال تدميره لتنفيذ طموحاتها الجيوسياسية التي تشكل خطرا على البشرية جمعاء “. كما أشار البيان إلى أن الولايات المتحدة تحاول زيادة الضغط الخارجي على إيران بحجة ادعاءات وهمية من أجل تغيير السلطة في دولة ذات سيادة.
وقال : “على الرغم من التأكيد المنتظم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن طهران تفي بدقة بجميع متطلبات خطة العمل الشاملة المشتركة، إلا أن واشنطن تتهمها دون أساس من الصحة بوجود نوايا صاروخية نووية سرية”. وأختتم بيان الخارجية الروسية: ” أن الهدف من هذا هو زيادة الضغط الخارجي على إيران، تحت ذريعة ادعاءات وهمية، من أجل تغيير السلطة في دولة ذات سيادة من الخارج خلافا للقانون الدولي”.
وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رسميا، أمس، تشديد العقوبات على إيران، عبر عدم تجديد الاستثناءات الممنوحة لعدد من الدول لشراء النفط الإيراني، اعتبارا من الثاني من أيار/مايو المقبل. وبحسب بيان البيت الأبيض، تهدف العقوبات إلى خفض تصدير النفط الإيراني إلى الصفر.
هذا وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات واسعة النطاق ضد إيران، اعتبارا من يوم 7 آب/أغسطس عام 2018. و والتي كانت معلقة في السابق نتيجة للتوصل إلى خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني بين إيران والسداسية الدولية [روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا]، والتي انسحبت منها الولايات المتحدة في أيار/مايو الماضي.و دخلت العقوبات الأمريكية الإضافية ضد إيران، التي تغطي صادرات النفط ، حيز النفاذ في 5 تشرين الثاني / نوفمبر عام 2018. وفي الوقت نفسه ، منحت واشنطن إعفاءات مؤقتة من العقوبات النفطية إلى الصين والهند وإيطاليا واليونان واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا.
المصدر: سبوتنيك