كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في الذكرى الرابعة والثلاثين لتأسيس جمعية كشافة المهدي عجّل الله تعالى فرجه الذي أقامته الجمعية في قاعة رسالات ومختلف المناطق اللبنانية 22-4-2019
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين ابي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.
وكل عام وأنتم بخير إن شاء الله.
في البداية، وقبل أن نبدأ، لابد وبكل أسف، لنقف قليلا في موقع الإدانة والتنديد بالمذبحة المهولة والمجزرة الكبيرة التي ارتكبت بالأمس في دولة سريلانكا والتي ذهب ضحيتها المئات، ونضم صوتنا إلى كل الأصوات التي أدانت هذا الإرهاب المتوحش واللا إنساني، والذي لا يمت لا إلى الفطرة الإنسانية، ولا إلى أصل الجبلة البشرية، ولا إلى القيم السماوية، ولا إلى الأخلاق الإنسانية بأي صلة على الإطلاق.
طبعا سأكتفي بما يتعلق بهذا الحدث بالإدانة والتنديد والاستنكار والدعوة إلى مواجهة شاملة للإرهاب ولجذور الإرهاب ولكل من يقف خلف أي إرهاب.
حاليا نترك للأيام القليلة المقبلة، لأنه حتى الآن لم يصدر بشكل واضح وقاطع ورسمي سوى أخبار تتناقلها بعض وكالات الأنباء عن تحديد هوية الجهة التي نفذت هذه المجزرة البشعة.
طبعا عندما يتم تحديد الجهة بوضوح، هناك الكثير من الكلام والتحليل الذي يجب أن يُقال.
لذلك، وجدت أمام هول المجزرة والمأساة التي واجهها الناس بالأمس، والتي شكلت حدثا عالميا أن أبدأ كلمتي من هنا، ثم أعود إلى مناسبتنا الآن.
أبارك للجميع هذه الأيام، كل الأعياد للمسلمين وللمسيحيين، لكن للأسف الإرهاب المتنقل يمنع البسمة عن وجوه كل أصحاب الأعياد، سواء ما حصل بالأمس في سريلانكا، أو ما يحصل كل يوم في اليمن من مجازر بحق الأطفال والنساء وطلاب المدارس والمصلين في المساجد وأهل المدن والقرى، وما يجري أيضا كل يوم في فلسطين المحتلة، سواء في القدس، أو في الضفة، أو في قطاع غزة، أو في السجون، لكن في كل الأحوال أياً تكون المنغصات يجب أن تبقى أعيادنا أعيادا.
اليوم، لقاؤنا هذا هو احتفال بالعيد السنوي ال34 لإنطلاقة جمعية كشافة الإمام المهدي عجَل الله تعالى فرجه الشريف، وهو في الوقت نفسه ارتباط بمناسبة يوم أمس التي كانت تمثل ذكرى ولادة الإمام المهدي عجًل الله تعالى فرجه الشريف. لأن يوم ولادة هذا الإمام العظيم اعتبر منذ بداية تأسيس هذه الجمعية يوم عيد لجمعية كشافة الإمام المهدي عليه السلام. هو يوم عيد لقادتها وقائداتها وفتيانها وفتياتها وشبانها وشاباتها ولكل عامل ومجاهد فيها. كما هو يوم عيد في الحقيقة لكل المستضعفين والمعذبين والمظلومين على إمتداد العالم وإلى قيام الساعة.
في هذه المناسبة، أنا عادة كالعادة أضع فهرساً وأتحدث بكلمة مختصرة طبعاً في ولادة الإمام عليه السلام، كلمة حول الجمعية والكشّاف، وكلمة حول بعض المستجدات السياسية في لبنان ومنطقتنا.
في الديانات السماوية المعروفة حاليا، اليهودية، والمسيحية، والإسلام، هناك فكرة مركزية جامعة تتعلق بأحوال البشرية في آخر الزمان، عندما نقول آخر الزمان، لا نقصد آخر سنة قبل قيام القيامة أو الساعة، لا، قد يكون الأمر يرتبط بمئات السنين أو أكثر قبل قيام الساعة.
عندما يتحدثون عن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، يقولون هو نبي آخر الزمان، وقد مضى على بعثته أكثر من 1400 ونيف، إذا آخر الزمان ليس مقصودا آخر سنة أو عشر سنوات أو عشرين سنة قبل قيام الساعة وإنما آخر الزمان يعني المرحلة الأخيرة من حياة البشرية والتي لا نعلم إلى أي مدى تمتد.
الفكرة المركزية والجامعة هي التي تتحدث عن وراثة الصالحين والمستضعفين للأرض، عن إقامة العدل الإلهي في الأرض، عن خلو الأرض في نهاية المطاف بعد جهاد طويل للأنبياء وللأولياء وللشهداء وللمجاهدين وللمضحين وللمعذبين، خلو الأرض من الظلم والفساد والطغيان والاستكبار. هذه من المسلمات الدينية في كل الديانات السماوية وطبعا هذا لازمه وأساسه وشرطه، القائد الذي ستحدث على يديه أو القادة الذين سيتحقق على أيديهم هذا الوعد الإلهي، وهذا وعد إلهي موجود في التوارة في كتاب داود، وفي كلمات الأنبياء السابقين، في قرآنا المجيد، في كلمات نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن جملة ما يتم وصف الإمام المهدي به، وعد الله الذي ضمنه، هو وعد الله الذي ضمنه الله عز وجل، وهذا يؤكد أهمية ومتانة هذا الوعد الإلهي.
لكن بطبيعة الحال أصل الفكرة مجمع عليها، وإن كان حول شخصية هذا المخلص أو المنقذ قد تتعدد الآراء والأفكار. اليهود ينتظرون وهنا لا أتحدث عن الإسرائيليين، أتحدث عن أتباع الديانة اليهودية سواء كانوا يؤيدون إسرائيل أو ينهاضون وجود دولة باسم إسرائيل، هؤلاء موجودون في العالم.
اليهود ينتظرون مسيحا ملكا لهم في آخر الزمان، وطبعا هم ينكرون السيد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام.
المسيحيون ينتظرون عودة السيد المسيح عليه السلام إلى هذا العالم، وإلى هذه الأرض وإلى البشرية.
المسلمون مع المسيحيين يتفقون بانتظار السيد المسيح عليه السلام ولكنهم أيضا يؤمنون بظهور رجل قائد ومصلح كبير وعظيم من أولياء الله عز وجل، من ذرية رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، هذا مما يجمع عليه المسلمون من ذرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم خاتم النبيين ومن نسل السيدة فاطمة سيدة نساء العالمين، اسمه أو لقبه المهدي عليه السلام. وإن كانوا هنا يتفاوتون أو يختلفون في بعض ما يتعلق بهذا القائد المصلح الآتي في آخر الزمان، بين من يقول بأن المهدي ولد وأنه هو الإمام محمد بن الحسن العسكري، نسبة لمدينة سامراء التي كانت تسمى بالعسكر، محمد بن الحسن العسكري بن الإمام الهادي بن الإمام الجواد بن الإمام الرضا وصولا إلى أعلى السلسلة، وأنه ولد في الخامس عشر من شعبان سنة 255 للهجرة في مدينة سامراء وأنه مازال على قيد الحياة وأنه سيظهر للبشرية وللعلن وللملأ عندما تتوفر ظروف الانتصار.
وبين قائل من المسلمين أن الإمام المهدي عليه السلام سيولد في الزمن الذي يقدر الله ويشاء أن يخرج فيه هذا الإمام ليقيم العدل ويمحو الفساد والظلم في كل العالم قبل موعد ظهوره بما يقارب ال40 عاما لأنه عندما يظهر يكون له من العمر 40 عاما.
لكن وجود هذا الإمام في مستقبل البشرية، حركة هذا الإمام، انتصار هذا الإمام، التحول الذي سيصنعه هذا الإمام في تاريخ البشرية هي نقطة إجماع بين المسلمين.
نحن كمسلمين نضيف في إيماننا ان التحول في مستقبل البشرية سيتحقق على يدي السيد المسيح عليه السلام الذي نعظمه ونقدره، وعلى يدي حفيد رسول الله وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
هذه العقيدة، هذا الإيمان من قبل اتباع الديانات السماوية يؤدي أيضا إلى جامع مشترك مهم هو مسألة الأمل، وثقافة الأمل، وروح الأمل، هذه النقطة التي سأتكلم عنها وأعبُر إلى الجمعيّة، الأمل بالمستقبل، الأمل بإمكانية التغيير، الأمل بإمكانية صُنع الإنتصار على الظلم والفساد والإحتلال والطغيان والإستكبار، الأمل بتحقق قيام العدل والسّعادة والأمن والسّلام في هذا العالم. هذا ليس حلماً وإنما هو أمل حقيقي ووعد إلهي سيتحقق على أيدي هؤلاء العظماء وبإرادة الناس، بإرادة شعوب العالم الذين سيتطورون ويتقدمون وتصل خياراتهم إلى هذه النتيجة، في مقابل الأمل الذي تبعثه ديانات السّماء نجد النقيض وهو اليأس، اليأس هوعامل قاتل في حياة الفرد، في حياة الجماعة، الجماعة سواء كانت جماعة كبيرة، صغيرة، أو شعب أو أمّة أو جماعة البشريّة كلّها. اليأس إلى ماذا يؤدي، اليأس يؤدّي إلى الإكتئاب، يؤدي إلى العزلة، يؤدّي إلى الإنزواء، يؤدّي إلى الإحباط، يؤدّي إلى الإنهيار الداخلي. تكون نتيجته القعود وعدم القيام بأي خطوة إيجابية على الإطلاق، بل قد يؤدي اليأس بالسّلوك الفردي إلى المخدرات كما نجد في الكثير من الذين يتورطون في موضوع المخدرات، إلى الجريمة وفي نهاية المطاف إلى أسوأ نتيجة، وهي الإنتحار.
في السّلوك الجماعي أخطر نتيجة لليأس هو الإستسلام! الإستسلام والقعود وعدم الحركة أمام الإستحقاقات الأمنية السياسية الإقتصادية الحياتيّة المعيشية أمام كل التحديات، اليائس يجلس في منزله، مثلاً عندنا في لبنان يوجد أناس يائسين لا يعنيهم ما يجري في البلد، يقول لك لا يوجد أمل، لا يوجد نتيجة، لا يوجد خلاص، صحيح أم لا؟ يصبح إنسان معطل ليس له أي تأثير وليس له أي فعل. أخطر شيء هو الإستسلام، إستسلام الفرد أمام التحديات أو إستسلام الشعوب أمام التحديات وأمام المخاطر، الأمل بالعكس، في أصعب الظروف يبقى لدى الإنسان دافعاً للحركة وللعمل وللنشاط و للتغيير وللثقة بالقدرة على الإنتصار، هذا ما نحتاج إليه أيّها الأخوة والأخوات خصوصاً في مثل هذه الأيام، لأنَّ المعركة التي تُخاض الآن هي في الحقيقة في خلفيّاتها وعواملها النفسيّة هي معركة أمل وثقة أو معركة يأس واستسلام وعدم ثقة.
في كل التحديات والاستحقاقات التي نواجهها و أتحدث عن بعضها بعد قليل، المسألة هنا مثلاً عندما يصل الشعب الفلسطيني إلى مرحلة اليأس يمكن حين إذن لصفقة القرن وللإرادة الأمريكية الإسرائيلية أن تُفرض على الأمة كلّها، لكن طالما أن الشعب الفلسطيني يتحلى بالأمل وبالثقة وبالإيمان فلن يستطيع كل طواغيت العالم أن يفرضوا على شعب أبيّ واثق متوكّل مجاهد مقاوم أي شيء مهما بلغت التضحيات وحجم الجهد والجهاد الذي يمارسه هذا الشعب.
في تجربة لبنان انا أريد أن أذكّركم، في سنة 1982 في تجربة لبنان الذين رفضوا خيار المقاومة حتى من بعض الناس ماذا كانوا يقولون، العين لا تقاوم المخرز. هذا معروف، هذه الإدبيات في لبنان يعني يأس، لا نستطيع أن نفعل شيء هل نستطيع أن نواجه إسرائيل؟ هل نستطيع أن نلحق الهزيمة بالجيش الذي هزم مجموعة من الجيوش العربية واحتل مساحات من الأراض العربية الواسعة خلال أيام قليلة 1967، نحن اللبنانيين أو بعض اللبنانيين يستطيعون أن يفعلوا ذلك. المشكلة كانت في اليأس ونقطة قوة الذين مشوا في طريق المقاومة كانت الأمل والثقة، الثقة بالله والثقة بالنفس والثقة بالناس والثقة بالقدرة على إلحاق الهزيمة بالعدو. لو استسلم الناس لِيأسهم لكانت إسرائيل اليوم ما زالت تحتل لبنان، ولكان اليوم ترامب يعطي لبنان لإسرائيل ويعترف بضمه، اللبنانيون خائفون أن يضم مزارع شبعا، لكان ضم لبنان كله على قاعدة أرضك يا إسرائيل من النيل إلى الفرات. لبنان واقع بين النيل والفرات. على كل حال. إذاً المنطلق الأساسي هو الأمل وهذا ما نحتاج إليه كما قلنا.
جمعية كشافة الإمام المهدي عليه السلام وظيفتها الأساسية أو من جملة وظائفها الأساسية هي أن تربي أجيالا على ثقافة الأمل، وتزرع في قلوب هذا الجيل وفي كل جيل من الفتيان والفتية والفتيات روح الأمل والثقة بالله سبحانه وتعالى وبالمستقبل وبالآتي الموعود الذي سيغير وجه العالم، والثقة بالقدرة الذاتية قدرة رجالنا ونسائنا وشبابنا وشاباتنا وشعبنا وشعوبنا على مواجهة كل التحديات وعلى مواجهة كل الاخطار.
أنتقل إلى النقطة الثانية لهذه الجمعية للأخ رئيس الجمعية والمفوض العام، للأخوة والأخوات في المفوضية العامّة ومفوضية المناطق لكل قادتها من الأخوة والأخوات ولكل أفرادها. حلول هذا العيد وهذه المناسبة طبعاً إعتدنا في السنوات الماضية كان لقاؤنا مغلقاً لا ينقل على التلفاز ولم نكن مضطرين أن نزاحم الناس يشاهدوننا ساعتين وثلاثة لأننا كنا نتحدث ونطيل الكلام ساعة ونصف وساعتين نتناول التقرير التفصيلي وما حصل في العام 2018 ونجري تقييماً ونقول ملاحظات لكن هذا كله اليوم غير متاح بحسب طبيعة المناسبة، لكن سأكتفي بالقول في هذا المجال أنني اطلعت على التقرير التفصيلي الذي أرسله الأخ رئيس الجمعية، 23 صفحة جلسنا نقرأ فيهم، عادة لا نقرأ هذا الكم من الصفحات، لكن الأخوة والأخوات يعرفون أنني أقرأ ما يتعلق بفعل ونشاط وبرامج جمعية الكشافة بكل رغبة وشوق وسعي لمعرفة أين أصبحتم، ماذا أنجزتم، وما هي الصّعوبات التي تواجهونها، وإلى أين تسيرون. الحمدلله عاماً بعد عام الجمعيّة تتقدّم، تتطور في أكثر من مجال رغم ما يستجد أحياناً من صعوبات. أنا قرأت التقرير بالتفصيل وما فيه واضح أن فيه جهداً كبيراً مبذولاً وهذا ما هو دائماً متوقّع منكم، وهو يعتمد بدرجة كبيرة جداً على عطاءاتكم أنتم، على تطوعكم، على الوقت الذي تنفقونه وتبذلونه، وعلى الجهود، بل على ما تنفقوه أيضاً من جيوبكم لتغطية الكثير من هذه الأنشطة ومن هذه الأعمال، ولذلك بعون الله تعالى لن تصل العقوبات إليكم أنتم، لأن هذه الجمعيّة قامت بشكل كبير وأساسي على جهود التطوّع وعلى الجهد الذّاتي ولم تكن في يوم من الأيام تشكّل عبئاً مالياً هنا أو هناك. أنا في الوقت الذي أؤكد على الأنشطة التي تقومون بها سنوياً والمقرّرة في برامجكم خصوصاً الأنشطة الثقافية والتربوية وكنت دائماً أؤكد على النشاط الترفيهي خصوصاً لهذه الأجيال حتى لا نقضي كل الوقت دروس، النشاط الترفيهي مهم جداً في عمل جمعيّة الكشاف. كنتم قد بدأتم في السنوات الأخيرة وهذا كان جديداً، أيضاً في هذه السنة التوسع في مجال الخدمة الإجتماعية والإطلالة على الملفّات العامّة على سبيل المثال، هذا ما كنتم بدأتم به وأنا أريد أن أؤكد على هذه العناوين وأن يُبذل في سبيلها جهد أكبر: مكافحة المخدرات بالتعاون مع الجمعيات والمؤسسات والبلديات والوزارات والجهات الرّسميّة المعنيّة والمدارس والثانويات والجامعات لأنّ هذه آفّة خطيرة اليوم تجتاح مجتمعنا. بذلتم جهداً جيداً أيضا في حملات مواجهة إطلاق النار في الهواء طبعاً هذا أعطى أيضاً نتيجة، مجموع الجهد الذي بُذل كان من جملته جهد كشافة الإمام المهدي عليه السلام. مواجهة بعض المخاطر الناشئة من الإنترنت على الفتيان والفتيات خصوصاً في سن المراهقة. مواجهة موضوع الإهمال الدراسي لأن هذا الجيل يحتاج دائماً إلى تشجيع والى عناية من الأهل ومن الجمعيّات ومن الكشافة وهذا لا يقتصر على المنتسبين إلى جمعية كشافة الإمام المهدي بل يجب أن يتّسع لكل مجتمعنا.
يعني الجمعيّة تشتغل على كل الناس بالتعاون طبعاً مع التعبئة التربوية ومع الجهات الأخرى كي لا نلغي وظائف جهات أخرى في تشكيلاتنا.
موضوع الأمّيّة ومواجهة الأميّة موضوع تحسين الأداء في العلاقات الإجتماعيّة. أتمنّى أن تضيفوا لهذا العام أيضاً والذي يحتاج إلى جهد على المستوى الوطني الا وهو حوادث السّير بالرغم من القوانين الجديدة ورغم كل الخطوات التي قامت بها الدّولة حتى الآن للأسف الشديد هذا بدأ يرقى إلى مستوى الظاهرة يعني غالباً يمكن كل أسبوع كل ثلاثة أربعة أيام حوادث سير، ضحايا قتلى وجرحى، هذا بالتأكيد يحتاج إلى مقاربة لا يكفي فيه القانون والإجراءات هذا أمر أساسي ويجب أن يُطبّق بحذافيره ولكن الحاجة تدعوا دائما إلى الجانب التعبوي والتثقيفي كما حدث في موضوع إطلاق النّار. للأسف الشديد، حوادث السّير في الكثير من المناطق تحصد الأرواح وهذا شيء محزن وهذا أمر مؤسف ويجب أن نفعل جميعاً كمجتمع كأهل كشعب كدولة شيئا في هذا الأمر، بالتأكيد كشافة المهدي كما شاركت في ملفات مشابهة في السابق هي تستطيع أن تساهم أيضا وتكون سبّاقة في هذا المجال.
في إطار العمل الكشفي أيضاً أختصر بعض الدعوات دعوة الأهالي إلى التعاون وتنسيب أولادهم إلى جمعيّات الكشاف عموماً وإلى جمعية كشافة الإمام المهدي عليه السلام خصوصاً لأن العمل الكشفي عموماً هو عمل يقدّم فرصة تربويّة ترفيهية عاطفية أخلاقية إنسانيّة في مثل الأجواء التي يعيشها هذا الجيل نحن جميعاً بحاجة إليها دعوة المؤسّسات والبلديّات والجمعيّات إلى المزيد من التعاون والشراكة مع الجمعيّة ومع الجمعيّات الكشفيّة وهي تفعل ذلك ومشكورة ولكن المزيد من التعاون خصوصاً أن العديد من الملفات التي تحدثنا عنها هي أيضاً من مسؤوليّات، بعضها في الحد الأدنى، من مسؤوليّات البلديّات والجمعيّات المختصّة من جملة ما أود أن أؤكد عليه في حضور ممثلين عن الجمعيات الكشفية في لبنان هو أهمية التعاون بين هذه الجمعيات، والتنافس بين الجمعيات يجب أن يكون تنافساً إيجابياً، ويجب أن يكون على قاعدة المسارعة إلى الخيرات، وما أدعوهم إليه أيضاً هو الإنفتاح والتعاون فيما بينهم وتبادل التجارب والتنسيق بمعزل عن الحساسيات السياسية الموجودة في البلد.
قبل أشهر وقبل مدة كنا في إحتفال لمدارس الإمام المهدي(عليه السلام)، أنا قلت في ذلك الإحتفال، وبحضور مؤسسات تربوية من مختلف الإتجاهات في لبنان: أنتم في المؤسسات التربوية يجب قدر الإمكان أن تبتعدوا عن حساسياتنا السياسية، وتنفتحون على بعضكم، وتتكلمون مع بعضكم وتتواصلون مع بعضكم، لأنه توجد الكثير من الأهداف المشتركة بينكم وتوجد الكثير من المهام المشتركة وتوجد مساحة واسعة من أجل التعاون، حتى لو رأيتمونا في السياسة نتنافس سلبياً أو يوجد شيء من التحدي أو الصراع أو ما شاكل، إذا كنا نستطيع أن نُحيّد المؤسسات التربوية والمدارس ومن جملتها أيضاً الجمعيات الكشفية عن هذه المساحة من الحساسية والتناقضات والصرعات، هذا أمر مهم جداً ومفيد جداً، بل بالعكس عندما تتقطع السبل بين القوى السياسية أو تنهدم الجسور تستطيع الجمعيات الكشفية والمؤسسات التربوية أن تلغب دوراً إيجابياً مهماً في الوصل، لكن الأهم هو إبعاد الأجيال عن كل منطق طائفي ومذهبي وحقد وبغضاء، لأن الفتيان والفتيات والأجيال الشابة إذا كبرت على هذا المستوى من البغضاء والتباغض والتباعد والأحقاد والحساسيات لا يمكن فعل الكثير عند الكبار، الذين نما لحمهم وعظمهم وكبرت قلوبهم وعقولهم على هذا المستوى من الحقد، هذه مسؤولية كبيرة تتوقف عليكم أنتم في مجمل الجمعيات الكشفية العاملة على الساحة اللبنانية.
أود أن أنتقل إذا سمحتم لي إلى بعض الأوضاع العامة.
النقطة الأولى أو الموضوع الأول: يتعلق بالوضع المالي في لبنان ومسألة الموازنة، نقول ما يلي: يوجد إجماع في لبنان على أنه يوجد هناك وضعٌ ماليٌ صعب ومأزوم، ولا أعتقد أنه يوجد أحد لديه نقاش في هذا الأمر، نعم هناك نقاش في توصيف هذه الأزمة، هل تؤدي إلى الإفلاس؟ وهل تؤدي إلى الإنهيار؟ وهل هي أزمة صعبة جداً جداً؟ وهل هي مستعصة أم غير مستعصية؟ لكن لا أحد يناقش في أنه توجد أزمة مالية صعبة وحادة في الوضع الحالي على المستوى الوطني، فيما يتعلق بالدولة وفيما له إنعاكسات على الناس.
ثانياً: يوجد أيضاً إجماع على وجوب الحل، أي أنه لا يمكن أن نظل نستدين ونؤجل ونستدين ونؤجل ونستدين ونؤجل، آخر شيء قطعاً سوف نصل إلى الإفلاس وإلى الإنهيار المالي والإقتصادي.
إذاً، يوجد إجماع أنه الآن يجب أن يكون هناك حلٌ، كنا نتمنى لو أن اللبنانيين أو القادة السياسيين بمحض إرادتهم يذهبون إلى الحل، لكن يبدو أننا ذاهبون لنجد حلاً غصباً عن أنفسنا لأنه توجد شروط في مؤتمر سيدر ويوجد صندوق النقد الدولي ويوجد البنك الدولي ويوجد المجتمع الدولي، يعني أننا في لبنان هكذا غصباً عن أنفسنا يجب أن نذهب لنعمل حلاً، ” وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم”، ويوجد إجماع أهمية تعاون جميع القوى السياسية من أجل إيجاد الحل، من الطبيعي لأن تركيبة البلد هكذا، تركيبة البلد يحتاج أن الكل مع بعض يجب أن يحمل المسؤولية الآن، بمعزل عن تصنيف من يتحمل المسؤولية عن ما وصلنا إليه من أوضاع، من كان شريكاً ومن لم يكن شريك، الآن هذا الكلام لن يقدم ولن يؤخر، الآن المشكلة هي في وجهنا جميعاً، وحجل المشكلة يحتاج إلى تعاون الجميع.
هناك أيضاً إجماع على أن الحل ليس أمراً سهلاً، وأن الحل صعب، ولذلك فهو يحتاج إلى تحمل وإلى صبر وإلى جدية وإلى مسؤولية وإلى قرارات شجاعة، لأن جزء من الحل هو الذهاب إلى تقشف ما في مساحات معينة،هذه كلها هي نقاط إجماع، أريد أن أضيف، يجب أن تحلى جميعاً بروح المسؤولية الوطنية ونحن نناقش، عندما تُعرض الإقتراحات وهي معروضة الآن سواءٌ في لقاءاتٍ داخلية أو سوف تُعرض على طاولة مجلس الوزراء، إذا كل واحد يريد أن يعمل حساباته ومصالحه الشخصية أو مصالحه الحزبية أو مصالحه المناطقية أو مصالحه الطائفية لن نجد حلاً، هنا لا وهنا لا وهنا لا وهنا ممنوع وهنا ما يصير يعني نبقي حيث نحن، يجب أن نتصرف جميعاً، أن المشكلة تعني كل البلد وكل الناس وكل المناطق وكل الطوائف وكل القوى السياسية، وتعني مستقبلهم ومستقبل أولادهم وأحفادهم، هذا هو التصرف بروح الوطنية.
التصرف بحكمة وشجاعة، والحكمة تقضي أنه عندما تقدم الإقتراحات لا يجوز أن تُرفض بسرعة، لأنه قد لا تكون هناك بدائل عن بعضها، ولا يجوز أن تُقبل بسرعة، يعني لا أحد يأخذ الناس بالتعبير اللبناني”وياكلهم راسهم” وأنه لا يوجد حل إلا هكذا وهكذا وقوموا إلينا وإمشوا وضاق الوقت وليس لدينا وقت، كلا، يعني الرفض السريع خطأ والقبول السريع خطأ، هذا لا يعني تمادي في الوقت وإنما أقصد بالسرعة ليس الوقت، أقصد بالسرعة يعني الدقة في الدراسة ، توجد الكثير من الأمور المطروحة اليوم كانت مطروحة في السابق، وبالتالي هي لا تحتاج إلى أسابيع وإلى شهور كي يتم دراستها، بل خلال أيام، القوى المخلصة تستطيع أن تعكف على دراسة كل هذه المقترحات وتقديم آرائها وأجوبتها حولها، كي يتخذ القرار المناسب.
طبعاً، بالنسبة لنا في حزب الله، أود أن أؤكد على ما يلي في هذا الإطار:
أولاً: نحن سوف نتحمل إلى جانب القوى السياسية المختلفة جانباً من المسؤولية، يعني سوف نكون شركاء في المسؤولية، في المناقشة وفي التصويت وفي مجلس الوزراء، ولن نتهرب من المسؤولية، لن نقول نحن هذا الوضع لم يكن لدينا علاقة به ” وما خصنا فيه”، مثلاً الآن خصنا أو ما خصنا بحث ثاني، نحن ليس لدينا علاقة على طريقة الأمثلة اللبنانية،” اللي طلّع الحمار على المئذنة بينزلو“، كلا، نحن سوف نكون جزءاً من الدولة والشعب والقوى السياسية التي سوف تتحمل المسؤولية بكل شجاعة وبكل حكمة وبكل روح وطنية.
ثانياً: نحن ننظر إلى مناسبة وضع الموازنة وما يناقش الآن من إجراءات أنه بداية الإصلاح المالي والإداري الحقيقي، وهذا قلناه منذ زمن في الإنتخابات النيابية وما بعدها، وأهمية وضع الموازنة العامة، ونعتبر أن ما يجري اليوم من نقاشات هو فرصة ذهبية للحد بدرجة كبيرة جداً من الهدر المالي والفساد المالي والإداري في الدولة، هو فرصة ويجب إغتنام هذه الفرصة، يعني هذا النقاش وهذا الوضع ليس مصيبة، في جانب من جوانبه توجد إيجابية عظيمة وهي أن اللبنانيين أصبحوا أمام الحائط،وليس أمامهم خيار سوى القيام بإجراءات لوقف الهدر المالي والفساد المالي والفساد الإداري، الذي ينخر أسس بقاء هذه الدولة، وبالتالي ننظر إلى هذه الفرصة بإيجابية، نحن بالنسبة إلينا منفتحون على كل نقاش، لكن لنا ثوابتنا القديمة، والتي لا تدخل في إطار أي مزايدات، وإنما في إطار إلتزاماتنا الإيمانية والعقائدية والوطنية والأخلاقية، وهي: عدم المس بالفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود، وعدم فرض أي ضرائب جديدة عليهم، هذا هو الخط الأحمر الذي نعتمده، بقية الأمور قابلة للنقاش، مفيدة أو غير مفيدة، لأنه توجد أيضاً أمور قد تكون مفيدة، لكن يجب أن ندرس مخاطرها على الوضع العام، على الوضع المالي وعلى الوضع الإقتصادي، هل لها مخاطر؟ نريد أن نعمل مقايسات أو موازنات بين المصالح والمكاسب المترتبة، بالتأكيد نحن ذاهبون إلى النقاش، وأنا أدعو كل القوى السياسية اللبنانية إلى نقاش جاد وبعيداً عن المزايدات وعن الشعبوية، كلنا يجب أن نتحمل المسؤولية، والجيد أن اليوم هذه الإجراءات وهذه الموازنة تُناقش ونحن بعيدون ما يُقارب ثلاث سنوات عن الإنتخابات النيابية، يعني مبكراً من الآن إلى وقتها في لبنان بسرعة ينسون وكل يوم يوجد حادث ينسي ما الذي حدث، لا يجوز أن تُناقش هذه الإجراءات تحت ضغط الوضع الشعبي أو الإنتخابات النيابية، يمكن من بعض الإخوان يقولون لك: لماذا يا سيد تضع كتفك وصدرك أنت وحزب الله في هذا الأمر، إترك غيرك يحمل هذه المسؤولية، كلا، نحن جميعاً يجب أن نحمل المسؤولية، ولذلك يجب أن نبتعد جميعاً أيضاً عن مزايدات ونذهب إلى النقاش.
أود أن أُعلن أنه نحن في حزب الله تقريباً خلال الأيام القليلة الماضية، وزرائنا ونوابنا وإخواننا ومسؤولينا وإختصاصيين من عندنا، ومع بعض الأصدقاء والخبراء أيضاً عكفوا على جلسات مكثفة ونقاشات معمقة، ونحن جاهزين في الحد الأدنى “خلوني أحتاط” من يوم الأربعاء نحن حزب الله جاهزون بأن نجيب ونعلق في إطار مجلس الوزراء أو في لقاءات داخلية، ليس في وسائل الإعلام، هذا لن يعط نتيجة، في لقاءات داخلية أن نُعبر عن آرائنا ومواقفنا ورؤيتنا، وأيضاً إذا كان لدينا من إقتراحات إضافية نقدمها، وجاهزون كي نكون جزءاً من إتخاذ القرار المناسب من أجل تحمل المسؤولية، وهذا يحتاج طبعاً إلى صبر الجميع وصبر الناس والتحمل كي نعبر هذه المرحلة الصعبة، هل يمكن؟ نعم، نحن أهل الثقة ونحن أهل الأمل، بالثقة والأمل والإرادة والعزم والصبر نستطيع أن نعبر ببلدنا هذه الأزمة.
الموضوع الثاني: له علاقة بالحرب الإسرائيلية، عادةً إذا كُتب مقال في صحيفة ما، حتى لو يتعلق بي أنا، أنا لا أعلق عليه أو الإخوة لا يُعلقون لأنه يُكتب ما شاء الله مقالات وصحف وتحليلات وجزء كبير منها يكون خاطىء وبعضها مبني على معلومات خاطئة، وجزء منها له خلفيات سيئة وما شاكل…
لكن أنا مضطر اليوم أن أعلق على ما نُشر قبل يومين في إحدى الصحف الكويتية من مقال، لأنه للأسف الشديد وسائل إعلام لدينا في البلد تجاوبت مع هذا المقال، الآن صادفت أنه السبت والأحد ولم يكون هناك شغل كثير عما ما يبدو، فاهتموا .. مع العلم أن هذا النوع من المقالات كل يوم يُكتب.
في كل الأحوال، وإهتمام مواقع التواصل الإجتماعي وحتى بعض الأصدقاء الأعزاء، بعضهم من الكبار أيضاً، يعني تأثر بمضمون المقالة وكتب مقالات.
في كل الأحوال، أسمحوا لي أن أعلق على هذا الأمر، لأنه يعني اللبنانيين جميعاً وأيضاً يعني المنطقة.
هذا الذي نُشر، المضمون خطأ بالكامل، والتوقيت سيء جداً، المضمون خاطىء والتوقيت سيء.
في المضمون، أصلاً لم يحصل هذا الكلام، أنا لم أقل في أي جلسة من الجلسات، لا الداخلية ولا الكبيرة ولا الصغيرة ولا الثنائية ولا مع نفسي أيضاً، لم أقل أنه في الصيف هناك حرب إسرائيلية على لبنان، أبداً ولم أفكر بهذه الطريقة. فضلاً عن ما يعني أن هناك حرب على سبيل القطع أو هناك ترجيح أو هناك توقع، هذا أمر لم يحصل في أي جلسة داخلية على الإطلاق. وأيضاً أنا لم أقل في يوم من الأيام في أي جلسة داخلية أنه إذا حصلت الحرب أنا لن أكون بينكم، أنا لا أعلم الغيب، لا أدري إذا كنت سأكون بينكم، الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى.
فلنمزح قليلاً، بالعكس إذا ذهبنا إلى المتنبئين والمتوقعين، لأن هناك أناس حزنوا عندما نُقل لهم هذا الكلام، في المقابل على نفس القاعدة، أن هناك بعض المتنبئين والمتوقعين يقولون لا أنا قصتي طويلة وسأبقى معكم، هذا طبعا ًبمشيئة الله سبحانه وتعالى، وأنه ليست إسرائيل التي تقتلني، إن شاء الله أنا أكون من الجيل الذي يدخلون إلى فلسطين ويصلون في بيت المقدس وإلى آخره… هناك هكذا نبوءات إكتبوها، هذه نبوءات وهذه نبوءات.
كلا، أنا لم أقل شيئاً من هذا، ولم أقل أبداً في لحظة من اللحظات أن الصف الأول سيقتلون والصف الثاني سيقتلون – ماذا فعل هذا مذبحة!! كارثة!! – الصف الأول سيقتلون والصف الثاني سيقتلون وعلى الصف الثالث أن يتحمل مسؤولية. أنا أنصح الصحيفة أن تكلف كاتب هذا المقال الذي لا أعرفه وتصنع منه كاتب سيناريو لفيلم سينمائي خيالي. هذا كلام فارغ ليس له أي أساس من الصحة.
حسناً، حتى في المضمون، عادة نحن حتى في الجلسات الداخلية، هذا نسميه تقدير موقف، أنه يا ترى هل هناك حرب؟ المقاومة كموقع عسكري دفاعي عادة يقولون جماعة العسكر دائماً يجب أن يبنوا على أسوء الاحتمالات، ودائماً نحن نقول للإخوان يجب أن تبنوا على أسوء الاحتمالات، أنتم ليس عملكم أن تحللوا سياسة، أسوء الاحتمالات يجب أن نكون جاهزين لها دائماً، لكن لم ندخل في أي نقاش على الإطلاق حول توقعات.
لكن مع ذلك نتيجة الجو الذي أشيع، أنا سأسمح لنفسي أن أقول رأيي الشخصي، لا أريد أن أحمله لحزب الله، طبعاً نحن لا نجزم بشيء ولا نقطع بشيء ولا نرجح شيئاً، ولكن بالعكس كون الكلام نُسب لي، أنا شخصياً أميل إلى استبعاد قيام إسرائيل بحرب على لبنان، هذا رأيي الشخصي، وهذا أنا أقوله في بعض الجلسات عندما يصرّوا علي أن أقول رأيي، أقول لهم ماذا تريدون برأيي ابنوا على أسوء الاحتمالات، لا نريد رأيك، أنا شخصياً أميل إلى الاستبعاد بسبب – طبعاً هذا يصبح تحليل قد يصح وقد لا يصح – عدم جهوزية الجبهة الداخلية، وأثبتت الأحداث والأيام عدم جهوزية الجبهة الداخلية الإسرائيلية، كل ما يتغنى به الإسرائيليون في موضوع القدرة على مواجهة الصواريخ، شاهدنا كيف صاروخين بالخطأ من غزة كيف سقطوا بمحيط تل أبيب، ولاحقاً صاروخ بالخطأ ضُرب من غزة وسقط شمال تل أبيب وكل الإجراءات الإسرائيلية المدّعاة لم تستطع أن تفعل شيئاً، والإسرائيليين يتحدثون أن الجبهة الداخلية غير جاهزة.
أي حرب إسرائيلية مفترضة لتستطيع أن تحقق هدفها المنشود هي بحاجة إلى عملية برية، إنتهى الزمن الذي يستطيع سلاح الجو أن يحسم فيه معركة، هذا أصبح اليوم من المسلمات العسكرية في العالم، إذا إسرائيل تريد أن تشن حرباً حتى تستطيع أن تحقق هدفها من الحرب هي مضطرة لعملية برية، وكلام كبير في إسرائيل أن القوات البرية الإسرائيلية غير مهيأة للذهاب إلى حرب.
أسباب كثيرة تجعلني أنا شخصياً أميل إلى استبعاد هذا الخيار. هم يعلقون أملاً على شيء آخر، يقولون لماذا نذهب ونشن حرباً طالما معنا السيد ترامب ومعنا السيد بومبيو – وأختم ببومبيو قبل قليل كان عنده مؤتمراً صحافياً – والجماعة ذاهبين ليجوعوا العالم، يريدون أن يجوعوا إيران ويجوعوا سوريا ويجوعوا حركات المقاومة ويجوعوا فنزويلا ويجوعوا العالم كله، فطالما هناك فرصة أن نجوع حزب الله ونفقر حزب الله ويأتي وقت ينهار حزب الله نتيجة الموضوع المالي، أو مثل ما قال بعض المسؤولين الإسرائيليين يبيع سلاحه وصواريخه ليأكل خبز فماذا يريد بالحرب!!؟
في كل الأحوال، الآن لا أريد أن أدخل في التفاصيل، لكن اضطررت أن أقول هذه الجملة لأن خيرُ هذا لشر ذاك، يعني أنا مضطر أن أتكلم هكذا لأنه نُسب لي هذا الكلام الذي طبعاً ترك أثر سلبي وغير مناسب في أوساط شعبية وفي أوساط سياسية وعند محللين كثر.
لكن الآن أريد أن أتكلم ليس من باب التوقعات، أنا أقول لكم دائماً كما كنت أقول لكم إسرائيل هذه عدو طماع، طبيعته المكر والغدر، وبالتالي كل الاحتمالات يجب أن تبقى قائمة في حساباتنا ولا يجوز أن نركن إلى تحليل من هنا أو إلى تحليل من هناك. أما التوقيت السيء فسببه أنه نحن اليوم في نيسان وعلى بوابة موسم اصطياف، ماذا يعني أن ينسب أحداً كلاماً ليس له أساس، ليس له أي أساس من الصحة ويُنشر ويتم التعاطي أيضاً معه، وأنا أدعوا وسائل الإعلام، أنا أرجوا وسائل الإعلام، أنا أخطب وأتكلم على التلفزيونات وإن شاء الله غير مقصر ونحن عندنا جهات رسمية تُعبّر عن موقف حزب الله، مجرد أن يكتب شخصاً عن فلان، عن فلان أن فلان قال في جلسة داخلية، فيؤخذ هذا الموضوع ويُبنى عليه تحليلات ويُبنى عليه مواقف، هذا يسيء للبلد خصوصاً في توقيت من هذا النوع.
أود أن أحذر في هذا السياق، هناك شيئاً يحصل في الحقيقة، هناك شيء منه سبق صحافي – لا أريد أن أسيء النيبة والظن في كل شيء – لكن هناك شيء لا هو جزء من حملة منسقة ومرتبة ومستهدفة، وبالتالي الأمور تحتاج أيها الإخوة والأخوات دائماً إلى تدقيق. يعني مثلاً قبل أيام – لا بأس سأسمي – تفتح تلفزيون العربية – أنا لا أفتحها ولكن الذين يفتحوها يخبرونني – تجد خبراً، إشتباكات بين القوات الإيرانية والروسية في حلب، إشتباكات بين القوات الإيرانية والروسية في دير الزور ودخل حزب الله على خط القتال، وأخبار عاجلة وملحقات، هذا كذب لا يوجد شيء منه، أصلاً ليس له أي أساس، بالعكس هم يحاولون أن يوجدوا مناخ، قبل أن يصل إلى وقت يقول أن هناك قتال بقي شهرين ثلاثة يقول هناك تنافس وهناك حساسيات وهناك عدوات وهناك خصومات بين إيران وروسيا والحلفاء في سوريا، ليصل إلى مكان يقول هناك قتال. وأنا أقول لكم هذا كله ليس له أي أساس من الصحة، بل التعاون الموجود في سوريا بين الحلفاء على المستوى الميداني هو تعاون كما في السابق ولم يتأثر سلباً، قد تكون هناك بعض التباينات السياسية في مكان ما ولكن لم تترك ولن تترك أي أثر على التعاون الميداني، فضلاً عن الوصول إلى مكان أن هؤلاء الحلفاء يدخلون في قتال، قناة العربية تقول ما يرغب ويأمل أصحابها أن يحصل، هذه ليست قناة تنقل الأخبار، هذه قناة تعبر عن أماني وأوهام، ولذلك يجب أن نكون حذرين من كل ما يقال ومن كل ما يكتب، خصوصاً إذا كان يتصل بحزب الله، وهذا الشيء هو استهداف. يعني مثلاً قبل أيام أو أسابيع عدما حُكي كثيراً أن العقوبات ستطال رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، دولة الرئيس، الأخوة في حركة أمل، في التيار الوطني الحر، بقية الأصدقاء والحلفاء، هذا ليس له أي أساس من الصحة، هذا صنعه سياسيون وإعلاميون، جزء من الحرب التي يرغبون أن تخاض، هم يرغبون ويحبون ويأملون أن تقوم الإدارة الأميركية بهذا الفعل ويروجون له، يكون ليس له أساس.
إذاً نحن في دائرة الاستهداف، قبل مدة أيضاً، نحن حزب أصبح لنا مدة طويلة نتيجة الظروف الأمنية والحروب في سوريا لم نعقد مؤتمرنا الداخلي، كل مدة ومدة، كل ستة أشهر أو سنة أو سنة ونصف نجري بعد المناقلات في المسؤولين، وبعض الإخوة المسؤولين قد ننقلهم من مسؤوليات إلى مسؤوليات وبعضها مسؤوليات أهم، ثم يأتي من يكتب مقدمة ويقول في إطار مكافحة الفساد قام حزب الله بتغيير المسؤولين الفولاني والفولاني، هذا ظلم، اتهام وتزوير وكذب وعدوان على إخواننا، إخواننا الذين ننقلهم من موقع مسؤولية إلى موقع مسؤولية هم من خيرة إخواننا المجاهدين والمضحين والذين تحملوا المسؤوليات طوال عقود من الزمن أو سنوات طويلة من الجهد والتعب، ثم يأتي شخص أو صحيفة أو مجلة أو موقع هكذا على راحته يريد أن يسيء إلى مجاهدين كبار وإخوة أعزاء ويضع أي تغييرات تنظيمية طبيعية تحصل في أي تشكيلات تنظيمية في إطار مكافحة فساد، الفاسد عندنا لا ينقل من مسؤولية إلى مسؤولية، الفاسد عندنا يخرج من حزب الله كلياً، نفس أن هؤلاء نقلوا من مسؤوليات إلى مسؤوليات يعني هذا أمر طبيعي في الإطار التنظيمي.
ما أود أن أقوله، ما أرجوه في هذا السياق، ما يكتب خصوصاً في بعض وسائل الإعلام المحلية والعربية وبالتحديد الخليجية، إقرأوا كثيراً مما تقرأون بسوء ظن ودققوا، وتعلمنا أن ندقق، اليوم أمس قرأت في المواقع الإعلامية أن وزيرة العدل الإسرائيلية – أتكلم عن عدو – وزيرة العدل الإسرائيلية فلانة الفلانية في مؤتمر إيباك خطبت وقالت أن العرب في شمال أفريقيا، الدول العربية والشعوب العربية يجب القضاء عليهم، يجب سحقهم، وإسرائيل ستفعل ذلك لأنهم أعداء إسرائيل، رغم أنها عدو، خفت أن أعلق على هذا الموضوع ويكون ليس له أي أساس من الصحة، فقلت للإخوان، إخواننا الذين يتابعون الإعلام العبري، يا أخي ادخلوا على الصحف الإسرائيلية، على المواقع الإسرائيلية، هذا له أساس؟ قالوا لي هذا ليس له أي أساس، رغم أنه لو كانت قالت هذا لكنت اليوم جعلت العرب عربين وأعطتني مادة جيدة، لكن أنبني فقط لأن هناك جهة إعلامية نقلت كلام يركب على مزاجنا وهوانا وندين به عدونا؟ حتى مع العدو.
أنا أهذا الأمر أتمنى أن يكون موضع عيانة.
الموضوع التالي قبل الختام، قبل قليل كان بومبيو يتحدث وأنا أريد أن آخذ كلامه مدخل لهذا البحث الأخير في خطابي هذا اليوم، يعلن، تعلموا هناك شيء اسمه العقوبات على إيران في المجال النفطي التي وضعوها الأميركيين، أجروا إعفاءات لمجموعة من الدول، يمكن ثماني دول، مثل اليابان ومثل غيرها، وكان متوقع أنه في 2 أيار، 3 أيار، إما يمدد الإعفاء أو يلغى الإعفاء وبالتالي الأميركيون يذهبون إلى فرض عقوبات نفطية على إيران يمنع أي دولة في العالم أن تشتري نفطاً من إيران. اليوم قبل قليل أعلن أنه لا تمديد للإعفاءات، وأن هذا الأمر سوف يبدأ تطبيقه من 2 أيار أو 3 أيار. وطبعاً يتكلم عن إيران وعن الإرهاب وعن حركات المقاومة وعن حزب الله وأن حزب الله الآن لا يستطيع أن يدفع معاشات، هذا اليوم قبل قليل، مهتم بمعاشاتنا السيد بومبيو. يسألونه أن بعض الدول بحاجة الى النفط الايراني، إذا لم يلتزم هؤلاء ماذا تفعلون؟ يجيب “نحن سنحمل وسنعاقب كل من لا يلتزم، هم سيتحملون مسؤولية موقفهم”.
يوجد مشكلة أمام القرار الأميركي، إسمه أنه فرضا عندما يقف تصدير النفط الإيراني، فهذا يعني أن عرض النفط سينخفض وأن السعر سيرتفع، وهذا لا يناسب الأسواق الاميركية. هو خلال الايام والاسابيع الماضية ارتفع سعر النفط،، وهذا واحد من التحديات امام قرار ترامب. وفي اميركا، في الكونغرس الاميركي والصحافة الاميركية هناك من طرح هذا الاشكال. في نهاية المطاف انت تمنع إيران من تصدير نفطها وتمنع فنزويلا من تصدير نفطها وهذا سيؤدي في نهاية المطاف الى قلة العرض مع وجود الطلب وإرتفاع الاسعار وتأثر الأسواق الأميركية، ترامب يجيب، واليوم بومبيو قال هذا، وأنا أريد أن أنقله، لأنه يجب أن أتكلم به ولو كلمتين، يقول لقد تلقينا وعودا قاطعة من السعودية والامارات بأنهما سيقومان بتغطية النقص في أسواق النفط، ليحافظ برميل النفط على سعره، وأن لا ترتفع الاسعار وبالتالي لا تتأذى الأسواق الأميركية، أريد أن أعلق فقط على هذا الموضوع وأذهب إلى الختام، أولا نحن أمام مشهد جديد، مشهد من مشاهد العلو والاستعلاء والاستكبار والطغيان والعتو والعدوان الاميركي، اولا على دولة كبيرة ومهمة وشعب يفوق 80 مليون نسمة بل هو عدوان على العالم كله، لأنه يأخذ قرارا يضرب بعرض الحائط كل شيء إسمه مؤسسات دولية ومجتمع دولي وهيئة أمم متحدة ومجلس أمن دولي وحتى حلفاء كبار ومصالح حلفاء كبار هذا مشهد العلو والعتو والاستكبار.
حسنا لماذا تعاقب إيران، قال لانها تدعم الارهاب، لماذا تعاقب فنزويلا؟ لان لا أعرف لماذا في الانتخابات.. يريد أن يعاقب ايران وفنزويلا، وسيعاقب سورية، والان يحضرون لقرار عقوبات وحصار على سورية، يعني ما فشلوا في إنجازه وتحقيقه عسكريا يريدون أن يذهبوا اليه بالتجويع والحصار والعقوبات، وهذا ديدن الشيطان الاكبر والمستكبر الاميركي، وعقوبات على روسيا، وعقوبات على الصين، والان يقول لك ان الدول التي لا تلتزم بموضوع النفط نحن سنفرض عليها عقوبات، حسنا، اين المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والقرارت الدولية والقانون الدولي؟! اين المواثيق الدولية؟ لا يوجد.
اليوم في ظل هذه االادارة الاميركية، هناك شريعة غاب، الادارات السابقة، بعضها في الحد الادنى كان يحرص ولو شكليا انه يوجد مجلس امن وامم متحدة وقرار دولي، هذا لا يبالي بشيء، في الوقت الذي يريد ان يعاقب الاخرين بتهمة دعم الارهاب، هو نفسه يمارس الارهاب ويدعم الارهاب، ويقتل الالاف خصوصا في السنوات الماضية في أكثر من بلد، ويأتي ليفرض في منطقتنا، القدس لاسرائيل، والجولان لاسرائيل، ومثلما قلت وقتها بدأت الان الارهاصات، الضفة الغربية لاسرائيل،
ماذا تنتظرون؟ بكل الاحوال ما أريد أن أقوله في هذه النقطة، ليس من أجل إيران، وإنما من أجل كل شعوب العالم وكل دول العالم، هذا العالم الذي يسكت على سياسات ترامب وعن تصرفاته وعن عدوانه وعن إستكباره على إيران وغير إيران، هذا العالم كله مستباح ويفتح الابواب أمام الاستباحة الاستكبارية الاميركية، الشعوب التي تسكت على هذه الاستباحة هي تفتح أبواب أوطانها أيضاَ للإستباحة الاميركية، مثلما يحصل عندنا في لبنان، بكل وقاحة يأتي بومبيو ليحّرض اللبنانيين بعضهم على بعض، لأنه نحن فتحنا له الأبواب، هذا مصير العالم وشعوب العالم، ليست مسألة قرار منفصل، هذا سياق إستكباري شيطاني طغياني، ولذلك شعوب العالم ودول العالم ونحن جزء من شعوب العالم لكي لا نتكلم بترف فكري، نحن جميعا مدعوون إلى مواجهة ورفض هذه السياسات الاميركية الاستعلائية الطغيانية الاستكبارية على ايران وعلى غير ايران، وعلى فلسطين وعلى اليمن. خرج أحدهم في الكونغرس ليقول يا أخي هذا يكفي، الان هم إستيقظوا في العام الخامس، ليس بأن ضميرهم قد صحي، يوجد تشخيص مختلف للمصالح، هذا يكفي دعونا نوقف الدعم لآل سعود في الحرب على اليمن، يخرج ترامب ليقول يجب أن نكمل الحرب على اليمن، هذا الذي يدعم كل الحروب والدمار والخراب. واليوم أين توجد حروب لمنطقتنا تجدون ترامب رفع التلفون وتكلم ليلقي وقودا على النار المشتعلة كما حصل في ليبيبا وفي غير ليبيا. هذا يتطلب من الحكومات ومن الشعوب، واذا أنتم يأستم من الحكومات فلنخاطب الشعوب والأجيال، هذه الدولة الطاغية المستبدة المستكبرة العاتية المستعلية التي لا تعترف لا بقوانين دولية ولا قرارات دولية ولا مواثيق دولية ولا مؤسسات دولية يجب أن تصبح في ثقافتنا هي العدو الحيقيقي والاول، وهي العدو الاكبر واسرائيل وجماعات التكفير والارهاب والقتلة والذين يشنون الحروب هم ليسوا أكثر من أدوات في المشروع الاميركي والعدوان الأميركي والطغيان الاميركي، والنقطة الاخرى في التعليق هو موقف السعودية والامارات، اليس هذا أمراً معيباً؟ طبعا فضحهم بومبيو، هو بالحقيقة كان يجيب على سؤال حول إرتفاع الاسعار، قالوا للاميركيين فلتطمئنوا بالكم، هو بطبيعة الحال لا يسأل عن الجماعة، لا هو ولا ترامب، يعني الذي يقف ليقول لدول الخليج أنه لولانا لا تبقون أسبوعين، ولولانا بأسبوع واحد تتعلمون اللغة الفارسية، ولولانا طائراتكم تحلق في السماء ولا ينزلون الى الارض، ولولانا ولولانا، نحن متفقون مع السعودية والامارات تحت الطاولة أنهم سيغطون.
هذه التغطية من السعودية والامارات لمصلحة من؟ لمصلحة قضايا الامة العربية وقضايا الامة الاسلامية!؟ أم لمحاصرة الجيران؟ والعدوان على الجيران؟ يجب أن أقول أنا أيضا في العالمين العربي والاسلامي يجب الاضاءة على حقيقة سياسة هاتين الدولتين في عالمنا العربي والاسلامي، حربهما الظالمة الوحشية في اليمن على الحجر والبشر، إحتلالهما للبحرين وما حصل على شعب البحرين، اليوم ترون في وسائل الاعلام تفتح على السودان، السعودية والامارات. تفتح على ليبيا، السعودية والامارات. تفتح على الجزائر، السعودية والامارات. ترى اليمن، السعودية والامارات. ماذا يفعل هؤلاء في عالمنا العربي والاسلامي؟ عندما حصل الربيع العربي والشعوب العربية، أيضا السعودية والامارات، ماذا يفعل هؤلاء؟ الى أين يريدون أن يأخذوا منطقتنا وعالمنا؟ هذه الحقائق يجب ان تُقال ويجب أن تُعرف.
الان لا نعرف من الذي نفذ العمليات، لكن إن شاء الله أن لا يكونوا من المسلمين في سريلانكا، لأنه يوجد خشية حقيقية من أن هناك من يدفع الى حرب دينية، مسيحية إسلامية وهذه مصلحة إسرائيل ومصلحة الشياطين الكبار في الولايات المتحدة الاميركية، لكن اليوم الكثير من المجازر التي ارتكبت في منطقتنا من داعش وامثال داعش، هؤلاء ما هو فكرهم؟ فكرهم وهابي، فكرهم من المدرسة الدينية السعودية، فكرهم هو الذي إعترف الملك سلمان بأنه بطلب أميركي بعد عام 1979م، عام إنتصار الثورة الإسلامية في إيران، طلب منهم أن يواجهوا الاسلام الذي يقدم الحلول للعالم الاسلامي، الذي قدمه الامام الخميني بهذا الفكر الوهابي. خرجنا اليوم بهذه النتيجة، وما زالوا يقفون خلف هؤلاء.
الان أنه يوجد مجموعة نفذت أمس عملية في السعودية وتبين أنها من داعش، يا غيرة الدين، صحيح سيتبين أنها من داعش والقاعدة لان المثل طوال التاريخ يقول، طابخ السم آكله، بنفس القيم والافكار والمبتنيات الفكرية والعقائدية والفكرية والشرعية والتي أنتم أتيتم وصنعتم منها داعش لتقتلوا كل المسلمين والمسيحيين وأتباع الديانات والناس أجمعين ويكون الدم المحقون فقط هو من ينتمي الى الفكر الوهابي، نفس هذه المبتنيات تجعل من هؤلاء ينقلبون ويقاتلونكم ويكفّرونكم، هذا ما جرى أمس في السعودية مصداق لطابخ السم آكله.
في كل الأحوال، نحن اليوم رهاننا، وطبعا دورهم الحقيقي في صفقة القرن، بمعزل عن ما يجري في إجتماعات جامعة الدول العربية والتمثيليات على الشعوب العربية، أيها الأخوة الأخوات نحن وأنتم ننتمي إلى تاريخ هذه الأمة، إلى شعوب هذه الأمة، إلى شعوب هذه المنطقة، نحن طوال مئات السنين، شعوبنا هزمت كل أشكال الإحتلال والغزو، والمستبدين والمستكبرين والمحتلين، واليوم وكما حصل خلال العقود الماضية نحن نراهن عليكم، على إرادتكم، وعلى شعوبنا، على وعيها، على ثقافتها، على عزمها، وعلى إخلاصها، وعلى صدقها وصبرها، وعلى إستعدادها للتضحية، وبالدرجة الأولى على وعيها وبصيرتها لتصنف وتحسم بشكل جيد من هو المعتدي ومن هو المستكبر ومن هو أداة في خدمة اعداء هذه الأمة وهذه المنطقة ومصالح وشعوب هذه المنطقة. نحن بالأمل وبالثقة وبالوعد الأتي وعد الله الذي ضمنه، قمنا ونقوم وسنواصل طريقنا وجهادنا وصبرنا وايضا صنع إنتصاراتنا.
مجددا لكل الأخوة والأخوات ولكل الحاضرين والمستمعين في ذكرى الإمام المهدي عليه السلام، في العيد السنوي لجمعية كشافة الأمام المهدي، مباركون، كل عام وانتم بخير، ومنتصرون إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: العلاقات الاعلامية في حزب الله