دعا وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد إلى إعادة “جمع شمل الأمة العربية والإسلامية، ومقدمة ذلك عودة الشقيقة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وتعزيز التنسيق بين العواصم العربية الكبرى، دمشق والرياض وبغداد والقاهرة”، لافتا إلى أن “فلسطين تنتظر منا وقفة تحررها، من دنس الاحتلال المتمادي في عدوانه وطمعه بأرضنا”.
كلام مراد جاء خلال رعايته افتتاح المؤتمر العربي للجلود، وإطلاق “جائزة الجودة والإبداع للصناعات الجلدية”، ظهر اليوم، في فندق “رمادا بلازا” في الروشة – بيروت، في حضور الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية السفير محمد محمد الربيع، ممثلين ورؤساء اتحادات صناعية عربية.
وألقى مراد كلمة، فقال: “أهلا بكم في لبنان العربي الانتماء والهوية والهوى، الذي يفتح قلبه دائما للمؤتمرات العربية، التي تهدف إلى تجويد الصناعات والعلوم وغيرها، في عصر الجودة، الذي نسعى إلى مواكبته، من خلال تجويد منتجاتنا اللبنانية، لتأخذ مكانتها في الأسواق العربية، في ظل المنافسة الشديدة من السلع الأجنبية”، معتبرا أن “هذا يحتم علينا التعاون جميعا، لتجويد كل منتاجتنا العربية، ونحن على ذلك قادرون”.
وقال: “في الحديث عن الجودة والإبداع للصناعات الجلدية، نذكر أن الإنسان استخدم الجلود المدبوغة منذ نحو 30 ألف سنة، كما دلت بقايا ألبسة جلدية في أوروبا، واستخدم المصريون القدماء صنادل جلدية مدبوغة قبل 13 قرنا من الميلاد، وكذلك استخدمت الجلود للكتابة وحفظ المخطوطات الثمينة، كالكتب المقدسة ووثائق البحر الميت، أما العرب فاستخدموا الجلود في مختلف الأغراض، وتطور استخدام الجلود المدبوغة في عصر الحضارة العربية الإسلامية وفي العصور الوسطى، وما زالت المكتبات القديمة زاخرة بالكتب والمخطوطات المغلفة بالجلد، والمزخرفة بدقة بالذهب والفضة”.
أضاف: “ومع التقدم العلمي وحلول الآلات محل الإنسان، بدأت صناعة الجلود بالازدهار، واحتلت التجارة بها، أسواقا واسعة من العالم، منذ بداية القرن التاسع عشر، واعتمدت لدباغتها طرائق علمية متطورة، إلا أن هذه الطرائق، لم تراع نسبيا ما ينتج عن دباغة الجلود من أضرار بيئية وتلوث للمياه بالمواد المستخدمة، وهذا يستوجب الاستفادة من الطريقة، التي اعتمدت في إسبانيا، وهي طريقة صديقة للبيئة، وأكثر أمانا، بفضل تقنية جديدة تم التوصل إليها بفضل مشروع يموله الاتحاد الأوروبي، ويقضي باستخدام التيتانيوم، التي قد تحل تدريجيا محل الدباغة بالكروميوم المعتمدة حاليا، حول العالم”.
وأشار إلى أن “العالم يتجه إلى إنشاء تكتلات اقتصادية كبرى، ونحن أولى بذلك، لأن ما يجمعنا أكبر بكثير مما نختلف عليه، ومصلحتنا أن نسعى لنعيد جمع شمل الأمة، ومقدمة ذلك عودة الشقيقة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وتعزيز التنسيق والتلاقي بين دمشق والرياض وبغداد والقاهرة، باعتبار هذه العواصم العمود الفقري للأمة”.
وشدد على أن “فلسطين، تنتظر منا وقفة تحررها من دنس الاحتلال الصهيوني، الذي يتمادى في عدوانه، وطمعه بأرضنا، في الجولان ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء المحتل من قرية الغجر”.
وأعلن “من هنا، من بيروت، وفي المؤتمر العربي للجلود وإطلاق جائزة الجودة والإبداع للصناعات الجلدية، نطالب بموقف عربي موحد، ينتصر لفلسطين وعاصمتها القدس وكل أرض عربية مغتصبة. موقف يصل إلى مسامع جلادي العصر، بأن جلودنا أقوى بكثير من سطوة الجلادين، وإرادتنا أصلب بكثير من محاولات تغيير جلدنا العربي وسلخه واستبداله بجلود أميركية – صهيونية، لا تعطي سوى الخزي والعار، بدل الدفء العربي والعزة العربية”.
وأكد “إننا أمة تملك مقومات النهوض، من خلال ما تتمتع به من ثروات طبيعية، أنعم الله بها علينا، ولا ينقصنا إلا معرفة استخدامها في مجالات التنمية والتحديث والعلوم، عبر مراكز الأبحاث المتقدمة، خاصة أن العلماء العرب في كل المجالات، قادرون على ابتكار الكثير، إذا توفرت لهم الفرص، وأهمها فرص البقاء في بلادهم، وعدم هجرها، والبحث عن أمكنة تقدر علومهم وتستفيد منها”.
وقال مخاطبا الحضور: “الأهم أيها الأخوة، أن نسعى جميعا، إلى إنشاء السوق العربية المشتركة، لتشيكل قوة اقتصادية عالمية، يحسب لها حساب، وتسهل عملية التبادل التجاري بين بلداننا، من دون قيود تعجيزية، وتسعى إلى تجويد إنتاجنا العربي في كل المجالات”.
وإذ أشاد ب”الصناعات اللبنانية والحرفية، التي تضاهي أجود الصناعات في العالم”، دعا إلى “تعزيزها وتفعيلها، بدعم من الحكومة، بدلا من محاصرتها، أو تكبيلها”.
وختم “سأكون الصوت الرافض داخل الحكومة، وبما أمثل، لأي قرار يتخذ، من شأنه إضعاف أو عرقلة العمل الهائل والمميز للصناعات الجلدية، أو غيرها”.
وفي الختام، تم توزيع دروع وشهادات على الفائزين في مسابقة “الجودة والإبداع”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام