أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة الى أن العدو الاسرائيلي في عدوان نيسان الذى نفذه ضد لبنان سنة 1996 لجأ، نتيجة فشله في الميدان وعجزه عن تحقيق اهدافه، الى قصف المدنيين وارتكاب المجازر بحقهم، كان افظعها مجزرة قانا التي ذهب ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من الرجال والنساء والاطفال الذين كانوا قد لجأوا الى مقر القوات الدولية في بلدة قانا ليحتموا من القصف الصهيوني، لكن بالرغم من بشاعة العدوان والمجازر التي لجأ اليها العدو لم يتمكن من النيل من صمود اللبنانيين أو كسر ارادتهم وارادة المقاومة التي وسعت من عملية استهدافها للمستعمرات ومستوطنات المحتلين الصهاينة في شمال فلسطين المحتلة، فأًجبرت العدو على وقف العدوان بعد تدخل دولي ومفاوضات دولية وحصل يومها ما عرف “بتفاهم نيسان”.
ورأى الشيخ دعموش أن تفاهم نيسان كان انجازاً كبيراً للمقاومة وللبنان، لأنه إستطاع أن يكرّس معادلة تحيّيد المدنيين والمنشآت المدنية اللبنانية مقابل تحييد المستوطنات الصهيونية، وفتح مجالاً واسعاً أمام المقاومة للانطلاق بعملياتها العسكرية بقوة ضد الاحتلال دون تعريض المدنيين اللبنانيين للقصف الاسرائيلي، لأن العدو عندما كانت المقاومة تقوم بالعمليات بالجنوب أو بالبقاع الغربي، كان الاسرائيلي يسارع إلى قصف القرى والبلدات والمدارس والحقول والمدنيين للضغط على المقاومة، لأنه لم يكن لديه شيء إلا الرد على المدنيين، فجاء تفاهم نيسان وحيّد المدنيين، وفي ذلك الوقت قال رئيس أركان جيش العدو: لقد حوّلنا تفاهم نيسان إلى كيس ملاكمة بين قبضات المقاتلين في جنوب لبنان.
وشدد على أن لبنان في نيسان 1996 حقق بفضل تكامل الشعب والجيش والمقاومة انتصارا مدويا على العدو الاسرائيلي مهَّد وأسس للانتصار الكبير في أيار العام 2000.
وقال الشيخ دعموش: ما بين نيسان 1996 وبين نيسان 2019 تطورت المقاومة كما ونوعا، وازدادت ارادة وعزما وقوة ، وهي مصممة على مواصلة الطريق لحماية لبنان والدفاع عنه بوجه التهديدات الصهيونية أكثر من أي وقت مضى، ولن يثنيها عن ذلك لا العقوبات ولا كل المحاولات الامريكية لتشويه صورة حزب الله وتأليب الرأي العام ضده.
ولفت الى ان حزب الله مصمم على تحمل مسؤولياته الداخلية أيضاً، وهو يعمل بالتعاون مع كل الاطراف السياسية لمعالجة الأزمة الإقتصادية والمالية لمنع الإنهيار في البلد.
واعتبر أن البلد أمام مخاطر جدية على المستوى الاقتصادي، وهناك مشكلة مالية حادة نتيجة الأداء السياسي الخاطىء طيلة السنوات والعقود الماضية، ومعالجتها بحاجة الى تعاون الجميع بحكمة ومسؤولية بعيدا عن المزيدات والمناكفات السياسية غير المجدية.
وختم بالقول: نحن ندرس كيفية الخروج من المأزق المالي الكبير، ولدينا لجان متخصصة تبحث الحلول والأفكار بعقل منفتح وبشكل علمي، ونتعاون مع الجميع لإنقاذ البلد، لكن الأصل عندنا في اعتماد الحلول هو عدم المس بالطبقة الفقيرة، ولذلك سنعمل في الحكومة وفي المجلس النيابي على حماية هذه الطبقة من أي إجراءات تقشفية في الموازنة.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام