بعد الحرب التجارية الأميركية الصينية، بدأت ملامح حرب تجارية جديدة تلوح في الأفق، وهذه المرة عبر المحيط الأطلسي، أي بين أوروبا والولايات المتحدة.
فقد كشف الاتحاد الأوروبي عن قائمة واسعة من المنتجات الأميركية، التي قد تخضع للرسوم ردا على الدعم المالي الذي تتلقاه شركة “بوينغ”.
وتتضمن القائمة مجموعة كبيرة وواسعة من المنتجات الأميركية، بدءا من “الكاتشاب” وانتهاء بقطع السيارات، وفقا لوكالة فرانس برس.
وقالت مفوضة التجارة في الاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم، في بيان، إنه “يجب أن يكون بمقدور الشركات الأوروبية أن تنافس بشروط منصفة ومتساوية.. علينا مواصلة الدفاع عن التكافؤ في صناعتنا”.
وتقدر قيمة التدابير التي قد يلجأ إليها الاتحاد الاوروبي بحوالي 12 مليار دولار ضد بوينغ.
ويأتي التحرك الأوروبي هذا في أعقاب مطلب أميركي مشابه بفرض رسوم جمركية على بضائع أوروبية بقيمة 11 مليار دولار، كتعويض على الدعم المالي الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي لشركة “إيرباص”.
غير أن هذه المبالغ من الطرفين، ستخضع لتقييم منظمة التجارة العالمية، وهي المسؤولة عن تحديد القيمة النهائية للرسوم التي سيكون بإمكان الطرفين فرضها، ومن المتوقع أن يكون المبلغ الذي تقرره المنظمة أقل بكثير من تلك التي يطالب بها الجانبان.
ويعد النزاع الأميركي الأوروبي حول بوينغ وإيرباص من بين أطول النزاعات التجارية أمام منظمة التجارة العالمية، إذ يتواصل منذ نحو 14 عاما. ويتهم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كل منهما الآخر أمام المنظمة الدولية بتقديم مساعدات مالية غير قانونية منذ التسعينات إلى أكبر شركتين عالميتين لصناعة الطائرات.
والاثنين الماضي، وفي محاولة لتجنب حرب تجارية عبر الأطلسي، وافق الاتحاد الأوروبي على البدء بمفاوضات للتوصل إلى اتفاق تجاري محدود مع واشنطن.
وكانت بوادر الحرب التجارية بين بروكسل وواشنطن بدأت في يوليو الماضي عندما فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية على واردات الحديد الصلب والألمنيوم، وهي ما زالت مطبقة حتى الآن.
غير أنه ثمة شكوك بشأن إمكانية نجاح هذه المحادثات، إذ يصر الاتحاد الأوروبي على إبقاء المنتجات الزراعية خارج أي اتفاق، وهو موقف يثير حفيظة ترامب.
المصدر: سكاي نيوز