بعدَ اربعةٍ واربعينَ عاما على اندلاعِ حربِ لبنانَ الاهلية، وتسعةٍ وعشرينَ عاما على اطفاءِ شَرارتِها، حروبُ المِنطقةِ تحيطُ ببلدنا، وعبورُها نَحوَهُ مرفوضٌ بكلِ مَنطقٍ وشريعة..
اليومَ، يتطلعُ اللبنانيونَ الى مَناعةٍ وطنيةٍ افضلَ من قبل، متمسكينَ بانجازاتٍ حَققوها بوجهِ عواصفِ المِنطقة وموجاتِ الارهابِ والعدوان، وباستثمارِ موقفِهِمُ الرسمي والوطني الذي اختَبَرَ وَحدَتِهِم مؤخراً امامَ ضغوطِ اِدارةِ ترامب وافتراءاتِ وزيرِ خارجيتِهِ من بيروت، وصولاً الى تاكيدِ التمسكِ بالاراضي اللبنانيةِ المحتلةِ وبحقِ تحريرِها واستعادَتِها، وحمايةِ ثرواتِ لبنانَ النِفطيةِ امامَ الاطماعِ الصِهيونية..
حربُ الفتنةِ والاقتتالِ ينبُذُها اللبنانيونَ قَطعا، اما الحربُ على الفَسادِ فهيَ اولُ مَطالِبِهِم، ولا صبرَ طويلاً في انتظارِ تَفعيلها. لهذهِ الحربِ مساراتٌ يَتَقَدَمُها تنظيمُ ادارةِ الدولةِ الخاضعِ حاليا لاختبارِ البحثِ عن الموازنةِ التي تحمِلُ في صَفَحاتِها – بِحَسَبِ وَزيرِ المال – تخفيضاً من ثلاثةٍ في المئة، وحِفظاً للرواتبِ وحقوقِ الموظفين..
الدولةُ اللبنانيةُ بوِزاراتِها واداراتِها الى “الموازنة در” في الاسبوعِ المقبل، ولا مجالَ بعدُ لتضييعِ الوقتِ ولا لِفَرضِ العراقيل، بعدَ تجاوزِ قُطوعِ خُطةِ الكهرباءِ، واختبارِ الاجماعِ الحكومي، ونيلِ التصفيقِ الدوليِ على الانتهاءِ من اَعقَدِ شروطِ مؤتمرِ سيدر.. وللتذكير، فاِنَ الوَضعَ الاقتصاديَ يبقى دقيقاً جداً، كما صَرَّحَ قبلَ يومينِ رئيسُ المجلسِ النيابي نبيه بري..
في المِنطقة، سيناريوهاتٌ متقلبةٌ بينَ ساعةٍ واخرى.. السودانُ يتصدرُ الاحداثَ المتدحرجة، والانتقالُ السياسيُ فيهِ بعدَ عمر البشير يبقى بيدِ العسكر، اَما وُصولُ الشارعِ الى مَطالِبِهِ بحكومةٍ مدنيةٍ فهوَ مستهدَفٌ بغزارةِ الوعودِ والدعواتِ الى الحوارِ واعلانِ الغاءِ قانونِ الطوارئِ واطلاقِ سَراحِ المُعتقلين..
المصدر: قناة المنار