كشفت دراسة دولية حديثة أن التلوث المروري مسؤول عن وقوع أربعة ملايين حالة جديدة من الربو بين الأطفال سنويا حول العالم.
وقاد الدراسة باحثون بجامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة، ونشرت في دورية لانسيت بلانيتيري هيلث (Lancet Planetary Health) العلمية، وأوضع الباحثون أنه وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فقد ارتفع معدل انتشار الربو بشكل كبير منذ خمسينيات القرن الماضي، ويعتبر التلوث المروري أحد أبرز مسبباته.
ولرصد حجم الخطر الذي يمثله التلوث المروري على الأطفال، راجع الفريق حالات الربو بين الأطفال من عمر سنة إلى 18 عاما، بسبب التلوث المروري في 194 دولة.
ووجد الباحثون أن التقديرات تشير إلى أن هناك 170 حالة جديدة من الربو المرتبط بالتلوث المروري لكل 100 ألف طفل سنويا، مما يعني وقوع أربعة ملايين حالة جديدة من الربو حول العالم سنويا.
وكشفت الدراسة أن 13% من حالات الربو التي يتم تشخيصها بين الأطفال حول العالم كل عام مرتبطة بالتلوث المروري.
ومن أصل 194 دولة، احتلت كوريا الجنوبية أعلى نسبة إصابة بالربو بسبب التلوث المروري، ومن بين أعلى عشر مدن في العالم ارتفاعا في نسب الربو بسبب التلوث المروري كانت ثمان منها في الصين (شنغهاي وتيانجين وبكين وشنيانغ وشيان وتايوان وتشنغتشو وهاربين)، إلى جانب موسكو وسول.
وفي الدراسة الجديدة، راقب الباحثون مستويات غاز ثاني أكسيد النيتروجين في الهواء، الذي يمكن أن يؤدي إلى تهيج العين والجهاز التنفسي، بينما عند التعرض إليه على المدى الطويل يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتنتج غازات أكسيد النيتروجين من محركات السيارات، خاصة في محركات الديزل، وأيضا من عملية حرق الفحم والنفط والغاز والخشب والنفايات.
ومع أن آلية الإصابة بالربو غير واضحة تماما، فإنه يعتقد أنه مزيج من دور تلعبه الوراثة والجينات ودور تضطلع به العوامل البيئية مثل الغبار أو شعر الحيوانات، كما يعتقد أن الحساسية قد تلعب دورا كبيرا في الربو، إذ يلاحظ أن العديد ممن لديهم تاريخ مرضي للإصابة بأحد أمراض الحساسية مثل حمى القش والتهاب الجلد التأتبي “الأكزيما” يعانون من الربو.
ويمكن تمييز أنماط مختلفة من الأزمة التنفسية، فمثلا قد يكون الربو من النوع الذي يتحفز بممارسة الرياضة وخاصة بالجو الذي يكون فيه الهواء باردا وجافا، كما قد يرتبط الربو ببعض المهن التي تنتج غازات أو أبخرة مثل أبخرة المواد الكيميائية والغبار، وقد يرتبط الربو بحساسية واضحة لمادة معينة، مثل وبر الحيوانات والصراصير وحبوب اللقاح.
المصدر: وكالة الاناضول