كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في احتفال يوم الجريح الذي أقامته مؤسسة الجرحى في بيروت والبقاع والجنوب 10-04-2019، كاملة:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى اله الطيبين الطاهرين، وعلى صحبه الاخيار المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين.
السادة العلماء، الإخوة والأخوات، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
في البداية وبعد الترحيب بكم جميعا أبارك لكم هذه الأيام والذكريات ومناسبات هذه الأيام.
أولاً، نفس شهر شعبان، هو شهر مبارك، هو شهر رسول الله الأعظم، نبي الله الأعظم، خاتم النبيين، سيد المرسلين، صلى الله عليه وآله وسلم. وهو مقدمة شهر رمضان، شهر العبادة والطاعة والمناجاة والدعاء والتوسل. وفيه أيضا مجموعة من المناسبات الجليلة والعظيمة.
من الملفت أن شهر شعبان يحتضن ذكرى ولادة الشخصيات الرئيسية والأساسية في حادثة كربلاء. الحادثة التي توقف عليها مصير الإسلام ومصير الأمة، سنة 61 للهجرة.
للتذكير والتبرك، نذكر أن الثالث من شعبان هو ذكرى ولادة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
بالمناسبة بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، اتخذ هذا اليوم يوماً للحرس، سنتحدث قليلا عن الحرس اليوم. يوما لحرس الثورة الإسلامية في إيران.
4 شعبان ذكرى ولادة ابي الفضل العباس عليه السلام وإعلان هذا اليوم يوماً للجريح المقاوم. الذي هو يومكم أنتم الجرحى الذين أصيبوا ونزفوا وجرحوا وقدموا أجزاءً من أجسادهم في هذا الطريق.
3 شعبان ولادة الإمام الحسين عليه السلام عام أربعة للهجرة، 4 شعبان ولادة العباس عليه السلام عام 26 للهجرة، الخامس من شعبان ولادة الإمام علي ابن الحسين زين العابدين عليه السلام عام 28 للهجرة، وأيضا اتخذ هذا اليوم يوماً للأسير. الأسرى الذين كانوا في السجون أو مازالوا في السجون اتخذ هذا اليوم يومهم. ومازال هناك كثير من الأسرى في السجون.
اليوم في فلسطين هناك مئات الأسرى الذين دخلوا في إضراب عن الطعام نتيجة التصرفات ألا إنسانية من قبل إدارة السجون هناك.
7 شعبان موقعة خيبر وخيبر، ودلالات خيبر، والانتصار العظيم في خيبر، والكرامات العظيمة في خيبر.
11 شعبان ولادة علي الأكبر عليه السلام عام 42 للهجرة. هذا يجب أن نجد له يوما، يوم للشباب، يوم للفتيان .. يدرسوها الشباب إن شاء الله.
والخامس عشر من شعبان يوم ولادة الإمام الحجة ابن الحسن العسكري المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ارواحنا له الفداء، الذي اعتبر يوماً للمستضعفين، لأنه إن شاء الله على يدي هذا الإمام الموعود ستملأ الأرض عدلا وقسطاً بعد أن ملأت ظلما وجورا.
نحن اليوم سنتحدث عن مناسبة يوم الجريح، يوم ولادة أبي الفضل العباس عليه السلام، سأتحدث في البداية عن المناسبة، وأدخل منها إلى بعض الأحداث المهمة في منطقتنا، وأنتهي في خاتمة الكلمة إلى بعض النقاط المتعلقة بلبنان.
أولا في المناسبة، في حقيقة المناسبة، ولادة العباس، أبي الفضل العباس عليه السلام، واتخاذ هذا اليوم يوماً للجريح المقاوم. أبو الفضل العباس يرمز في حقيقة الأمر وفي التاريخ وفي ثقافتنا إلى ذلك الشاب، أو يعبر عن ذلك الشاب، لأن العبّاس عليه السلام كان بالثلاثينات، وإلى ذلك الرجل، وإلى ذلك القائد، لأن العبّاس كان من النخبة، من الصفوة، من الخواص، من قيادات الصف الأول، ومن الشخصيات المعروفة والمحترمة في تلك المرحلة.
القائد المؤمن الناصح، المطيع لإمامه، إذا أردنا أن نأخذ بشكل سريع عناوين يرمز إليها العبّاس.
هو الذي لم يقف على الحياد- تعرفون في بداية حركة الإمام الحسين عليه السلام هناك أناس التحقوا بيزيد، وهناك أناس وقفوا على الحياد، وكثيرون وقفوا على الحياد- لا في بداية الحركة الحسينية ولا في أيامها الأخيرة عندما عرض عليه الأمان. لأن هناك أناس يشاركون في أول المعركة، لكن في النهاية قد يتعبوا. يمكن أن يملوا. يمكن أن يفقدوا الصبر. يمكن أن تسقطهم الجراح أو الآلام أو الجوع أو الفقر أو الحصار أو لإغراءات، أو يعرض عليهم الآمان، ويخرجون من المعركة. قد لا يلتحقون في صفوف الأعداء ولكن يقفون على الحياد.
في معركة الحق والباطل، في معركة الدفاع عن المقدسات، في معركة الدفاع عن المظلومين، لا مكان للحياد.
العباس لم يقف على الحياد، والعبّاس قدم اخوته بين يديه. هذه العائلة، إخوته لأمه وأبيه، عائلة أمير المؤمنين عليه السلام من السيدة العظيمة الصابرة أم البنين رضوان الله عليها.
وهو الذي وقف وحيدا، أيضا هذا مشهد عظيم، رجل واحد في مقابل الآلاف، لأنه بعد أن استشهد أصحاب الحسين عليه السلام وأهل بيت الحسين عليه السلام، لم يبق من الرجال إلا الإمام الحسين وأبو الفضل العباس، والإمام زين العابدين كان في الخيمة في وضع صحي لا يساعد على القتال.
العبّاس وقف وحيدا، وفي جنبيه روح أبيه الذي كان إذا نظر إلى جيوش الأعداء لا يرهبه هذا المنظر ولو كان كل قلاع الأرض يمتلأ بهم.
العبّاس وقف هذه الوقفة الجريئة، الشجاعة، هنا نتعلم حتى عندما يكون أحدنا وحيدا ونحن ليس احدنا وحيدا لكن إذا كانت جماعتنا وحيدة كيف تقف بصلابة، بشجاعة، بشهامة، بثبات، بعزم دون أي تردد أو خوف أو قلق.
بل أكثر من ذلك، هو الذي كان يبادر، هو الذي كان يتقدم، هو الذي كان يقتحم، هو الذي كان يهاجم.
العبّاس الذي قدّم أعظم صورة ومشهد للإخوة والإثار في قضية شرب الماء، والعبّاس الذي لم توقفه جراحه عن المضي نحو الهدف وحتى النهاية وتقديم أقصى الجهد في نصرة إمامه ودينه وقضيته العادلة.
فيما ينقله التاريخ، قُطعت يده اليمنى، أخذ السيف في يده اليسرى. قُطعت يده اليسرى، أخذ القربة فيما بقي من يديه حتى أُطفأت إحدى عينيه بالسهام، والأخرى بالدماء، وضُرب على أرسه ووقع على الأرض.
إلى آخر طاقة العباس لم يتردد ولم يتوقف إلى أن استشهد وقتل راضيا ومحتسبا.
هذا الرجل، هذا الشاب، هذا القائد العظيم، هذا الرمز في كل ما يرمز إليه، وما ذكرته هو بعض ما يرمز إليه، هو قدوتنا، وبالخصوص هو قدوة جرحانا، ولذلك اتخذ يوم ولادته يوماً للجرحى، وعيد ولادته عيدا للجرحى.
ولكم أيها الجرحى من الإخوة والأخوات أن تفخروا بهذا اليوم، وبصاحب هذا اليوم، وبصاحب هذه الولادة. ولكم أيضا أن تعتزوا وأن تفخروا بأنه في هذا العصر وفي هذا الزمان بأن قائدكم وولي أمركم وإمامكم الذي تسيرون تحت رايته هو أيضا واحد منكم، أقصد سماحة لإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله الشريف، هو جريح وأثار جراحه في جسده بعد أن نجا من محاولة الاغتيال المعروفة في أحد مساجد طهران. وهو يفخر أنه واحد منكم، ويفخر أنه فرد في جمعكم المبارك والمقدس.
أنتم أيها الإخوة والأخوات، انتم لم تقفوا على الحياد في معركة المقاومة ضد الإحتلال الصهيوني، ولم تقفوا على الحياد عندما واجه شعبكم ووطنكم ومقدساتكم وأهلكم أي تهديد، بل كنتم دائما الحاضرين والمبادرين وبصدق وأخلاق وحتى النهاية.
والدليل أن بينكم جرحى من أيام المقاومة من ال82، ال2000، وبينكم جرحى من الحرب الكبرى، القوية، والانتصار العظيم في 2006 وما قبل ال2006 وما بعد ال2006، وبينكم جرحى كثر أيضا في مواجهة معارك مواجهة المؤامرة الأخيرة التي عصفت بالمنطقة والتي شكل التكفيريون والإرهابيون رأس حربتها في منطقتنا.
أكملتم حتى النهاية وصنعتم النصر. أنتم أيها الإخوة والأخوات، أنتم يا إخواني وأخواتي اليوم الشهود الأحياء كما أن الشهداء هم الشهود بدمائهم وبعائلاتهم. أنتم شهداء أحياء، وشهود أحياء على أن ما ننعم به اليوم في لبنان من انجازات، من انتصارات، من أمن، من سلام داخلي، من قوة ردع، ومن استقرار يعود بدرجة كبيرة جدا إلى تضحياتكم، وإلى دمائكم، وإلى جراحكم. أنتم منارات النصر كما هو عنوان هذا الإحتفال.
هذه الانجازات والانتصارات التي تحققت في لبنان، هذه ليست من فضل ولا من عطاءات ولا من بركات الأمريكيين أو حلفاء أمريكا أو أدوات أمريكا.
بل نحن نرى ونجد عند قبر كل شهيد، عسكري أو مدني في لبنان، ونرى في جراحكم، في عيونكم وفي أيديكم المقطعة، وفي أرجلكم المقطعة، في أعضائكم المصابة، نرى الدمغة صنع في أمريكا. نحن قتلنا وجرحنا وارتكبت المجازر في قرانا ومدننا وبلداتنا في لبنان بفعل العدوان الإسرائيلي والدعم الأميركي والسلاح الأميركي والغطاء الأميركي، أما ما عندنا من نصر، ما عندنا من إنجازات، ما عندنا من أمن وسلام، هذا صنعه شعبنا وأهلنا وناسنا ورجالنا ونسائنا وأطفالنا وشهدائنا وأسرانا وجرحانا ولا يحق لهؤلاء الإرهابيين الشياطين القتلة المتآمرين أن يأتوا إلى لبنان أو من خارج لبنان ويتحدثوا كأنهم هم الذين يمنُّون علينا بالإستقرار والأمن والسّلام وأن هذا خط أحمر! متى كان هذا خط أحمر عندكم وأنتم الذين كنتم دائما تدعمون عدوان العدوّ وتدفعون العدوّ إلى الإرهاب. اليوم إذا كان هذا العدو لا يجرؤ على العدوان ليس بسبب خطوطكم الحمراء بل بسبب دمائنا الحمراء، بسبب جراحنا، بسبب صمودنا، بسبب ثباتنا، هذا ما يجب أن يعرفه أهلنا وشعبنا.
إذاً اليوم أنتم الذي يشاهدكُم النّاس و العالم تجدّدون هذا المعنى وهذا الفهم، أنّ جراحكم أنّ دماءكم، أنّ دماء إخوانكم الشهداء، أنّ عرق إخوانكم المجاهدين، أنّ آلام إخوانكم الذين كانوا في الأسر، في الزنازين، أنّ صبر وتحمل أهلكم وشعبكم وعائلاتكم وزوجاتكم وبناتكم وأبنائكم هو الذي يقدم للبنان وللمنطقة هذا الأمن وهذا الاستقرار وهذه الكرامة، وأنتم اليوم الشهود الأحياء على ماهيّة هذه المقاومة وجوهر هذه المقاومة وحقيقة هذه المقاومة. عندما ينظر إليكم العالم، إلى عائلاتكم، إلى وجوهكم، إلى جراحكم، هل أنتم إرهابيّون؟ هل أنتم حركة إرهابية؟ هل أنتم جماعة إرهابية؟ أنتم أين جُرحتم؟ أين أُصبتم؟ على أين سقطت أجزاء وأعضاء من أجسادكم؟ على أي أرض؟ في أي معركة؟ في مواجهة أي عدوّ؟ وتعالوا إلى كل الشرائع الدينيّة وإلى كل القوانين الدولية والوضعيّة لنبحث عن تصنيف حقيقي لكم ولمقاومتكم ولجهادكم، ثم يأتي هذا الأميركي الذي هو أصل الإرهاب ورأس الإرهاب وحقيقة الإرهاب وماهيّة الإرهاب. أميركا أيها الأخوة والأخوات ليست داعمة للإرهاب، هذه الإدارة الأمريكية هي دولة هي إدارة إرهابية، عقلها إرهابي، ثقافتها إرهابية وممارستها إرهابية، ونحن وأنتم وكل الشرفاء في المنطقة والأمّة نقف في وجه هذا الإرهاب الذي في العصر الحديث كان من أعظم تجلياته المجزرة التاريخية المهولة في هيروشيما وناكازاكي وصولاً إلى ما يجري وجرى خلال عشرات السنين حتى اليوم وبالإعتراف الرسمي الأميركي أن طائراتهم وأن جيوشهم والكثير من جيوش المنطقة قتلت عشرات الآلاف من المدنيين بحجّة الخطر. هذه الدولة التي تمارس الإرهاب وتدعم الإرهاب وتدافع بل تُذل أمّة بكاملها، أمّة مليار وخمسمائة مليون مسلم وعربي، تُذلّهم أميركا من أجل إسرائيل الإرهابيّة وتصنع الجماعات الإرهابيّة وتقدّم لها كل التسهيلات ثم تأتي لتصف وتصنّف المدافعين عن الأوطان وعن الأراضي وعن المقدّسات وعن الكرامات وعن الأعراض وعن الدماء وعن الأمن وعن الإستقرار وعن المستقبل وعن أحلام المستقبل لتصنّفهم بأنهم إرهابيّون، هذه قمّة الوقاحة وقمّة الحماقة.
واليوم مشهد على شاهد جديد من قمّة الوقاحة والحماقة الأمريكيّة، وقاحة لأنه هو الإرهابي وهو رأس الإرهاب وداعم الإرهاب وأساس الإرهاب ثم يصنّف المقاومين الشرفاء بأنّهم إرهابيّون، هذه وقاحة! وما يقوم به في هذا التصنيف هو حماقة، وبعد قليل أقول لماذا حماقة، يأتي لتصنيف حرس الثورة الإسلامية في إيران تصنيفه منظمّة إرهابية ويضعه على لائحة المنظمات الإرهابية، طبعاً هذه سابقة، الآن حزب الله، حركة الجهاد، حماس، إخواننا الفصائل العراقية، أنصار الله في اليمن إلى آخره، يقول هؤلاء منظّمات إرهابيّة لا بأس، هذه منظمات وحركات وأحزاب وما شاكل، لكن أن يأتي إلى مؤسسة عسكرية رسميّة قانونيّة في دولة معترف بها في العالم وعضو في الأمم المتحدة هي إيران الجمهوريّة الإسلاميّة ويصنّف هذه المؤسّسة أنها منظّمة إرهابيّة طبعاً هذه سابقة، هذا أمر جديد! حسناً يأتي ويصنّف الحرس بهذا التّصنيف، الحرس هو مؤسّسة جهاديّة كبرى وعظيمة وهذه المؤسّسة اليوم بطبيعة الحال عندما يُتّخذ بحقّها هذا القرار ويلحق بها هذا الظّلم كل أحرار وشرفاء العالم والأمّة خصوصاً يكون لديهم شعور خاص.
نحن بطبيعة الحال اليوم نُدين، نستنكر ونقبّح هذا القرار الأميركي الصّادر عن ترامب وعن الإدارة الأميركيّة، ونعلن بكل وضوح وقوفنا إلى جانب إخواننا وأحبائنا في حرس الثورة الإسلامية في إيران ونعلن كجزء من شعوب المنطقة وكجزء من حركات وفصائل المقاومة في المنطقة نعلن الإعتراف بفضلهم هؤلاء الأخوة والأحباء في الحرس، بفضلهم الكبير والعظيم بالدفاع عن الإسلام وعن الأمّة وعن المقدّسات وعن شعوب المنطقة وليس فقط عن الجمهوريّة الإسلاميّة وعن نظام الجمهوريّة الإسلاميّة وعن الشعب الإيراني الشريف والكبير بل عن شعوب المنطقة ومقدساتنا في المنطقة وكراماتنا في المنطقة، وهم الذين لم يكتفوا بتقديم الدعم المادي والمعنوي للجيوش التي قاتلت الإرهابيين والصّهاينة أو حركات المقاومة في المنطقة بل نجدهم كانوا حاضرين في الصّفوف الأماميّة في ساحات القتال في خطوط المواجهة، وقدّم الحرس من خيرة قادته وضبّاطه ومجاهديه شهداء، عدد كبير من الشهداء و عدد كبير من الجرحى الذين اليوم أيضاً يومهم، سقطوا خارج إيران دفاعاً عن المقدّسات وعن الكرامات وعن الأعراض وفي مواجهة مشروع الهيمنة الأميركي الصّهيوني على بلادنا وعلى شعوبنا ولذلك من واجبنا أن نقف معهم وإلى جانبهم وأن نعبّر عن هذه المواقف.
اليوم برأيي عندما نرى ترامب يضع الحرس على لائحة الإرهاب أنا في رأيي هذه خطوة طبيعيّة من الشيطان الأكبر. دعونا ندخل قليلاً في التحليل ونسجّل موقف، أنا في رأيي هذه خطوة طبيعيّة من هذا الشيطان الأكبر، طبيعي مثل ما تكلّمنا عندما حضر بومبيو إلى لبنان مثلما نعلّق عندما يضعوا أي حركة مقاومة أو شخصيّة أو مؤسّسة أو كيان أو جماعة على لائحة الإرهاب، لأنّ الذي يحصل بالفعل هو ردّ فعل، يعني يجب أن نفهم هذا الموضوع، هذا ليس فعلاً أميركيّاً، هو ردّ فعل أميركي، لماذا رد فعل أميركي؟ أنا بكل هذا الملف أريد أن أشير إلى نقطتين:
النقطة الأولى لنفهم هذا الذي يحدث، أنا أعتقد أنّ هذا رد فعل أميركي على الهزيمة، على الخيبة، كانت هناك آمال عريضة وطويلة لدى الأميركيين خلال السنوات القليلة الماضية في المنطقة، دعموا أنظمة، دعموا جماعات تكفيريّة وإرهابيّة، كانوا يتطلّعون إلى تحقيق مشروع كبير جدّاً على مستوى المنطقة، يريدون إعادة صياغة الشرق الأوسط بطريقة جديدة، وكل ما جرى كان في هذا السّياق، وأيضاً ساعدتهم أدواتهم في المنطقة، ولكن الذي حصل أن شعوبنا وأنّ بعض الجيوش وأنّ بعض حركات المقاومة وأنّ الفصائل وبعض القوى السّياسية وبعض الشّعوب وقفت في هذا المشروع، وبكل بساطة ألحقت به الهزيمة.
اليوم أيّها الأخوة والأخوات لا نشعر أننا ضعفاء، أن الحرس عندما تضعه أميركا على لائحة الإرهاب هذا دليل أنّه قويّ ليس دليل أنّه ضعيف، عندما يضعونا على لائحة الإرهاب هذا دليل أننا أقوياء وليس دليل أننا ضعفاء، وإلا لماذا يضعوننا على لائحة الإرهاب؟ لماذا يدرجوا عقوبات؟ لماذا يقوموا بحصار؟ لو كنا ضعفاء، لو كنا غير مؤثرين في المعادلة المحلية والمعادلة الإقليميّة، لو كنا عاجزين عن مواجهة مشاريعهم لا يحتاجون أصلاً أن يضيعوا وقتهم علينا، مثلما يتعاملون مع الكثيرين في عالمنا العربي والإسلامي ليس لهم اسم وليس لهم ذكر وليس في حقهم إجراء لأنهم خارج التأثير ولأنهم خارج المعادلة.
إذاً ما يجري أنا أعتقد أنّه شيء طبيعي ويجب أن ننظر إليه على أنّه شيء طبيعي.
حسناً، خلال الفترة الماضية وضعوا حركات المقاومة، فصائل المقاومة، اليوم جاؤوا في خطوة غير مسبوقة ليضعوا الحرس، لأن الحرس هو في موضع مركزي سواءً في الدّعم، في التأثير، هو يجب أن نسلّم وأن نقول وأن نصف الحقيقة كما هي، حرس الثورة الإسلاميّة في إيران في معادلات المنطقة هو في موقع مركزي، في الموقع الأوّل، هو الأقوى، هو الأهمّ، هو الأشدّ تأثيراً وهو الذي يتّصل بكل هذه السّاحات ويقدّم لها الدّعم والاحتضان والمساندة، في نهاية المطاف الأميركي بعدما وضعنا جميعاً، فصائل وحركات المقاومة على لائحة الإرهاب يريد أن يصل إلى الفصيل أو القوّة الأساسيّة والمركزيّة التي يمثّلها حرس الثّورة الإسلاميّة، هذا يعبّر عن خيبة ترامب وعن خيبة الأميركيين من مئات الآلاف الذين جاؤوا بهم إلى المنطقة، من عشرات أطنان السلاح والذخيرة، من مئات مليارات الدولارات التي أُنفقت، والنتيجة كانت الفشل والهزيمة والخيبة.
هذه النقطة الأولى التي يجب أن تكون واضحة عندنا.
النقطة الثانية، هي رسالة هذا اليوم إذ أردت أن أقول اليوم هذا الموقف وهذه الرسالة، نحن أيّها الأخوة والأخوات، أنا أقول هذا لكم وأقول أيضاً للأميركيين ولأقوله لكل الذين يراهنون على الإجراءات الأميركية، لأنه واضح أن اللائحة ستطول والأمور مستمرّة لوائح إرهاب وعقوبات وهناك أيضاً تهويل حتى في لبنان على بعض أصدقائنا وعلى بعض حلفائنا وإن كان الذي قيل يظهر أنّه مجرّد تهويل – الآن أعود له في الأخير في الجزء اللبناني – ما أريد أن أقوله اليوم صحيح نحن حتى الآن أمام لوائح الإرهاب وأمام العقوبات نكتفي حتى الآن بالإدانة بالاستنكار بالتنديد بالصّبر بشد الأحزمة بإدارة الوضع، لكن هذا لا يعني أننا لا نملك أوراق قوّة مهمّة وأساسيّة، هنا لا أتحدّث فقط عن حزب الله أتحدّث عن كل محور المقاومة بدولِه بأنظمته بجيوشه بشعوبه بحركاته وفصائله المقاومة، خط المقاومة الآن إذا أراد أن يقول أحد بتوصيف المحور يمكن أن يكون أضيق، نحن نملك الكثير من أوراق القوّة والكثير من عناصر القوّة، لكن نحن حتى الآن لم نقم برد فعل نحن ما زلنا نتعاطى أن ما يقوم به الأميركي هو رد فعل على خيبته، على هزيمته، وهو يلجأ إلى هذه الإجراءات لمواجهتنا ولإضعافنا وللحدّ من انتصاراتنا، من إنجازاتنا، من تقدّمنا، لكن ما أريد أن أقوله اليوم، في هذا اليوم العظيم والمبارك، أنّ هذه ليست سياسة دائمة وثابتة، هناك إجراءات إذا اتخذها الأميركي، هناك خطوات إذا اتخذها الأميركي، هناك بعض الأعمال التي قد يقدم عليها الأميركي، من يقول أنها ستبقى من دون رد فعل وبلا جواب وبلا أجوبة قوية من أوراق القوة التي يملكها المقاومون ومحور المقاومة في المنطقة!؟ من يفترض ذلك؟ أنا أقول لهم لا تفترضوا ذلك، أنتم مخطئون.
عندما يشعر أي فصيل أو حركة مقاومة أو جزء من محور المقاومة، أو عندما نشعر نحن، أن هناك وضعاً خطيراً ما يتهددنا، يتهدد شعبنا، يتهدد وطنا، يتهدد قضايانا الرئيسية، من قال أننا سنكتفي فقط بالإدانة وبالتنديد وبالاستنكار. من حقنا الطبيعي، لأننا هنا في موقع الدفاع، من حقنا الطبيعي بل من واجبنا الأخلاقي والديني والإنساني أن نواجه كل أولئك الذين يمكن بإجراءاتهم أن يهددوا شعوبنا أو شعبنا أو بلدانا أو مقاومتنا، أو يهدد إنجازات وانتصارات دماء شهدائنا وجرحانا وأسرانا وأهلنا ومجاهدينا ومقاومينا.
لكن بطبيعة الحال، نحن يدنا مفتوحة وخياراتنا مفتوحة، ولكن بكل هدوء وبكل عقل بارد وفي الوقت المناسب وعندما يحتاج الإجراء إلى رد فعل سيكون هناك رد فعل مناسب قطعا ًوحتماً، وهنا أتحدث عن كل الساحات والميادين التي تتصور أميركا أنها تستطيع أن تستبيحها. الأمر ليس كذلك، والميدان ليس خالياً، وأود أن أؤكد على هذا المعنى – أنا لا أحتاج أن أؤكد على مصداقية ما أقول – ولكن هذا هو تاريخنا، هذا هو ماضينا، هذا هو حاضرنا، هذه هي وقائعنا، هذه هي مقاومتنا، هذه هي انتصاراتنا، هذا هو ثباتنا، هذه هي تضحياتنا، هذه هي مواقفنا، كلها تؤيد وتثبت هذا الموضوع.
بالمناسبة، طالما تكلمنا عن الحرس أيضاً أود في أمور المنطقة أن أقف قليلاً عند موضوع السيول في إيران التي اجتاحت عدد من المحافظات الإيرانية، طبعاً هي في جزء منها الأمطار وهذا الماء الوفير والغزير هو خير وبركة، لكن له تبعات وأثار وعواقب، نحن نعبر عن خالص مشاعرنا إلى جانب أهلنا وإخواننا وأحبائنا وشعبنا الإيراني الشريف. ننوه ونعتقد أن ما يفعله الإيرانيون اليوم هو قدوة ونموذج أخلاقي وإنساني. عندما نجد في إيران اليوم المسؤولين والقوات المسلحة والإدارات الحكومية والشعب الإيراني بكل شرائحه يتعاونون ويحضرون في الميادين وفي داخل المياه وفي الأماكن الخطرة ويساند بعضهم بعضاً ويدعم بعضهم بعضاً ويغيث بعضهم بعضاً حتى شهدنا شواهد، هذا هو تحويل التهديد إلى فرصة، قبل أيام على التلفاز، بعض الناس عادة لا يحبوا هذا المشهد أن يظهر، شيخٌ روحاني، رجل دين بالتعبير العربي، عالم دين، من طلاب العلوم الدينية، شيعي بعمامته الشيعية، يحمل على ظهره شيخاً سنياً كبيراً وينقله من مكان إلى مكان لأنه عاجز عن العبور في هذا السيل، هذا مشهد، مشهد إيراني اليوم يقدم للعالم الإسلامي الذي تعمل أميركا والسعودية على فتنته سنياً وشيعياً. عندما نشاهد مثلاً في بعض الأفلام ضباط في الحرس الثوري الذي يصنفهم ترامب إرهابيون، لأن هناك نساء لا تستطيع أن تصعد إلى الحائط أو تجتاز الحائط، هو يركع أو يهوي إلى الأرض لتقف، وهو عقيد وعميد في الحرس، لتقف هذه المرأة الكبيرة في السن على ظهره لتتمكن من العبور. هذه المشاهد الإنسانية الرائعة.
في المقابل، الوحشية الأميركية، هذا الذي يتكلم عن الإنسانية والقيم الإنسانية وحقوق الإنسان، يمنع المساعدات أن تصل إلى الشعب الإيراني، يا أخي لا نريد مساعدة دول، الإيرانيون في الخارج يريدون أن يحولوا أموال إلى أهلهم داخل إيران لا يستطيعوا، ممنوع بسبب العقوبات الأميركية، وهو يصر، وانظروا هذا من حماقته ومن سوء حظه، أنه جاء باليوم الذي يتقدم فيه الحرس في إيران إلى جانب بقية القوات المسلحة وإلى جانب بقية الأجهزة الحكومية، يتقدم ويحضر قادته الكبار والصغار وأفراده في كل المحافظات إلى جانب الشعب الإيراني ويقدم ويقوم بملحمة إنسانية كبيرة يأتي هذا الأحمق في هذا التوقيت ليضع الحرس على لائحة المنظمات الإرهابية، هذه حماقة.
نحن بطبيعة الحال كما أصدرنا بياناً نتقدم بالتعازي، نعبر عن مشاعر المواساة لسماحة قائد الأمة وإمام الأمة الإمام الخامنئي دام ظله الشريف، للمسؤولين المحترمين في الجمهورية الإسلامية، للشعب الإيراني العزيز وللعائلات الكريمة. ونسأل الله سبحانه وتعالى الشفاء العاجل للجرحى والمرضى وأن يعينهم على تجاوز هذه المحنة إن شاء الله.
أود أن أتحدث أيضاً في مناسبات هذه الأيام، نحن دخلنا في السنة الخامسة للعدوان الأميركي – السعودي ونضيف عليه البريطاني – الإسرائيلي على أهل اليمن وشعب اليمن وأرض اليمن وكل ما في اليمن. أربع سنوات مضت على هذه الحالة، أربع سنوات مضت وهناك مشهدان، هناك مشهد العدوان والمجازر والقتل والإرهاب الذي اليوم وأمس وأول أمس، ومدارس وطلاب مدارس، وأصبحت لغة الاستنكار والإدانة لا تقدم ولا تؤخر شيئاً ولكنها مطلوبة، ما زالت مطلوبة في هذا العالم الساكت والصامت. في مشهد العدوان جيء بجيوش وبمرتزقة وبإمكانات هائلة وبوسائل إعلام وباتهامات طويلة عريضة، وفي المقابل شعب مظلوم ومستضعف ومحاصر، يقاتل ويصمد. أربع سنوات.
اليوم أنا لا أريد أن أعيد ما كنت دائماً أقوله في ما يتعلق بقضية الحرب على اليمن، لكن أريد أن أعمل إضافة قد تكون جديدة. بعد أربع سنوات وبدء العام الخامس والإخوة في اليمن والأهل في اليمن والأخوات في اليمن كلهم صامدون، صابرون، ثابتون، بل ازدادوا قوة، لا أريد أن أعمل تحليل النظام السعودي ومن معه كيف بدأ وأين أصبح والجبهة المقابلة كيف بدأت وأين أصبحت، أريد أن أقف عند نقطة. اليوم اليمنيون، هذا ما يجب أن نعرفه نحن في المنطقة المعنيون بقضية إسرائيل وبقضية فلسطين والأراضي العربية المحتلة، ويجب أن يعرفه أيضاً شعوب دول الخليج، حكومات وشعوب دول الخليج، بالتحديد شعوب منطقتنا المعنية المباشرة بالصراع مع العدو الإسرائيلي وشعوب وحكومات دول الخليج، ما هي النقطة؟ عندما بدأت ما سمي بعاصفة الحزم كان هناك رهان كبير أنه إذا استطاع محمد بن سلمان والقيادة السعودية أن تحسم المعركة خلال أسابيع قليلة، أو شهر أو شهرين، هي هذه قصة الخطأ في التقدير، يعني في أكثر من مكان شهر أو شهرين. لو قدر، يعني لو هزم اليمنيون، مثل في عام 2006 عندما قلنا لو هزم حزب الله ماذا كان سيحصل؟ في لبنان؟ في فلسطين؟ في سوريا؟ في المنطقة؟ بالقضية الفلسطينية؟ ماذا كان سيحصل حتى في العراق؟ – يعني في أثناء وجود القوات الأميركية- ماذا كان سيحصل لو انتصرت إسرائيل في حرب تموز 2006؟ اليوم نفس السؤال، ماذا كان سيحصل لو استطاع محمد بن سلمان والعدوان السعودي الأميركي أن ينتصر في اليمن خلال أسابيع أو أشهر؟ هذا هو السؤال. أولاً لنعرف – والضد يظهر حسنه الضد، لنرى – أولاً، أول من كان سيدفع ثمن انتصار محمد بن سلمان في اليمن هو فلسطين والشعب الفلسطيني والقدس والمقدسات والقضية الفلسطينية، لأن هذا الرجل، لأن هذا النظام السعودي هو غارق إلى الأخير مع الإدارة الأميركية في موضوع تصفية القضية الفلسطينية وتسوية القضية الفلسطينية لمصلحة إسرائيل. لو انتصر في اليمن، طبعاً هم محتاجون، كنا دائماً نقول هم يحتاجون إلى غطاء عربي، إلى دعم عربي، إلى ضلع عربي، سيقدم كان محمد بن سلمان والنظام السعودي القائد التاريخي العظيم، الفاتح الجديد، القيادة الملهمة – هو فشل في الحرب وهناك علماء في السعودية يقولون هو ملهم ومسدد ومؤيد من الله تعالى، وهو فاشل ومهزم، فكيف إذا فاز؟ – كان سيقدم هذا النصر بشكل طبعاً مضلل وبشكل مضخم جداً وسيقدم هذا الرجل كقائد للأمة العربية والإسلامية وتقدم السعودية كقائد للعالمين العربي والإسلامي ومن هذا الموقع ومعه ختم خادم الحرمين الشريفين، تفضلوا يا فلسطينيين يجب أن توقعوا، لا يوجد حل، هذه أولاً. حتى لا أطيل كثيراً الفكرة واضحة.
هزيمة النظام السعودي ومحمد بن سلمان على أيدي الجيش واللجان الشعبية في اليمن، على أيدي رجال ونساء وأطفال اليمن المظلومين، المعذبين، الغرباء، المحاصرين، هو اليوم يحمي القدس ويحمي فلسطين ويحمي القضية الفلسطينية ويحمي كل أرضٍ عربية ما زالت تحت الاحتلال ويهبها ترامب للإسرائيليين وللصهاينة، هذا أولاً.
ثانياً، هو ليس عنده فتح تاريخي ولا نصر تاريخي ولا قيادة تاريخية ونحن كلنا نعرف ما تعانيه حكومات دول الخليج وشعوب دول الخليج – غداً يخرج أحد ويقول هذا ليس صحيحاً، يا أخي أنتم لا تجرؤوا أن تتكلموا اتركونا نتكلم نحن عنكم قليلاً – من استعلاء واستكبار وتسلط الشقيقة الكبرى المسماة المملكة العربية السعودية، وهذا لا قائد تاريخي ولا الفاتح المجدد الملهم المؤيد المسدد من الله، فكيف لو انتصر محمد بن سلمان في اليمن، ماذا سيحصل في دول الخليج؟ بحكومات دول الخليج؟ بشعوب دول الخليج أمام هذه القيادة المستكبرة المستعلية المتسلطة؟
لذلك أيضاً أريد أن أضيف اليوم وفي الأسابيع الأولى من السنة الخامسة أن هؤلاء المظلومين في اليمن، هم في النتيجة أيضاً يقاتلون ويدافعون من أجل أن يبقى بعض الكرامة وبعض الحرية وبعض الهامش المتروك لحكومات وشعوب دول الخليج أمام قاهر جديد وسيد جديد وطاغٍ جديد. بالإضافة إلى أن هؤلاء اليمنيين يدافعون عن وطنهم، عن سيادتهم، عن كرامتهم، عن وجودهم، عن دمائهم، عن أعراضهم، عن ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم.
يوما بعد يوم، مع بدأ العام الخامس، الحجة الإلهيّة تكبر على كل العرب والمسلمين وكأحرار وشرفاء العالم، الذين يجب أن يتدخلوا أن ينتفضوا ويتكلموا في مواجهة هذه العنجهية، وهذا الإصرار من قبل الإدارة الأميركية، من قبل ترامب شخصياً على مواصلة الحرب والعدوان في اليمن، يجب الخروج من الصمت، كل من يستطيع أن يبذل جهداً أو يرفع صوتاً ليدفع ظلما عن هذا الشعب يجب أن يبادر إلى هذا الموقف أو إلى هذا العمل.
قبل أن أدخل إلى الشأن اللبناني أود أن أذكر بمناسبة أخيرة وهي من المناسبات المهمة والمظلومة أيضا، في هذه الايام الذكرى السنوية لإستشهاد الإمام والمرجع والمفكر والقائد العظيم الإمام الشهيد أية الله العظمى أية الله محمد باقر الصدر وأخته المجاهدة الشريفة السيدة بنت الهدى رضوان الله عليهما، من واجبي أن أقول نحن جميعا سواء كنا ننتسب إلى الشهيد الصدر من الموقع الفكري أو من موقع الخط او بعض تلامذة الشهيد الصدر أو تلامذة الشهيد الصدر، أنا أعتقد أننا اليوم أبناء الاسلام، علماء الاسلام، هذا الجيل الذي يؤمن بالاسلام ويرفع الاسلام كعنوان وكراية، بل العرب والمسلمين والانسانية نحن معنيون بأن نعيد تعريف هذه الشخصية التاريخية الإستثنائية من جديد للعالم ولشعوبنا ولأجيالنا الحاضرة، الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر كمفكر عظيم، مفكر من الموقع الإسلامي. وأنا احب أنا أقول لكم لأننا معنين عندما نعرف أن اتكلم كلمتين، الذي استفاد من فكر الشهيد الصدر رحمة الله عليه هو كل المسلمين، كل الحركات الاسلامية، ما قدمه الشهيد الصدر على المستوى الفكري في إقتصادنا في فلسفتنا في البنك اللاربوي في الاسلام في الكثير من كتبه وإبداعاته الفكرية زوّد الحركة الاسلامية والعلماء المسلمين من كل المذاهب ومن كل الإتجاهات بثروة فكرية هائلة مكنتهم من مواجهة تحديات جارفة قبل عقود من الزمن.
الإمام الشهيد الصدر كان هو مرجعية فقهية فكرية قادرة على تقديم الحلول من موقع الإسلام للكثير من القضايا المعاصرة، فبعض الناس عندما أرادوا أن ينشئوا بنك لاربويا، لأنه في العالم الحاضر البنك موقع مركزي في أي عملية إقتصادية، ذهبوا الى الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر، وكتب البنك اللاربوي في الإسلام. وعلى هذا الطلب وإستجابة لهذه الحاجة، عند انتصار الثورة الإسلامية في ايران خلال ايام قليلة كتب لمحة دستورية فقهية، دستورية فكرية لدستور دولة اسلامية ونظام اسلامي وأستفيد منها كثيراً في وضع دستور الجمهورية الإسلامية. هذا الإنسان المفكر ايضاً قدم خدمات للفكر الإنساني وليس فقط للمسلمين في كتابه الذي فهمه بعض الفلاسفة في هذا العالم وما زال مجهولا وسيكتشف في العقود الآتية، كتاب لأسس المنطقية للاستقراء.
على كلٍ الامام الشهيد كمفكر اسلامي وانساني عظيم، الامام الشهيد كمرجع مبدع، الامام الشهيد كقائد إستشهادي مضحي في سبيل شعبه وفي سبيل العراق وفي سبيل الامة، الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر بأخلاقه العالية الرفيعة التي تذكرنا بأخلاق الانبياء، بتواضعه الجم الذي يذكرنا يتواضع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، بإخلاصه الشديد وهنا نتذكر موقفه عند إنتصار الثورة الاسلامية في ايران من قيادة الامام الخميني ومن مرجعية الامام الخميني وهو الذي كان الامام الشهيد في موقع القيادة وفي موقع المرجعية نتعلم من الامام الشهيد ونحن أحوج اليوم في لبنان وفي العراق وفي ايران، في كل مكان في عالمنا العربي والاسلامي، نحن أحوج ما نكون اليوم إلى أن نتعلم من هذا الامام العظيم الشهيد درس الإخلاص في تجاوز الذات، في تجاوز الحسابات الشخصية، في تجاوز البروتوكول، في تجاوز الشكليات، في تجاوز كل شيء، من أجل الإسلام ومن أجل الامة ومن أجل الشعوب ومن أجل الكرامة ومن أجل المقدسات، وهذا أعظم ما قدمه. ومن أعظم الدروس التي قدمها الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه، الذي رفض الإستسلام ورفض الذل ورفض الاعتراف ورفض المهانة ورفض التوقيع بل رفض الحياد، وهذا ما يجب أن نشرحه وأن نقدمه لكل الأمة، أنا واحد من الناس الذي أعترف وأعتقد أن هناك تقصيرا فاضحا وكبيرا جدا بحق هذه الشخصية الإسلامية العظيمة.
ختاماً في لبنان كلمتين، التأكيد على روح التعاون القائمة بين القوى السياسيّة الللبنانية في الحكومة وفي خارج الحكومة، في معالجة الملفات والاستحقاقات القائمة. هذا النفس وهذه الروحية يجب أن نؤكد عليها أيا تكن بعض الخلافات أو التوترات التي تنشىء هنا أو هناك. الروح العامة فيما يعني الملفات الوطنية والقضايا الوطنية يجب أن تبقى روح التعاون، الأمر الأخر الان بعد انتخاب وعلى الأرجح أن بن يمين نتنياهو سيعود الى تشكيل حكومة يمينية صهيونية جديدة، وإن كان بالنسبة لنا لا فرق، يعني نحن لم نتدخل كثيرا في موضوع الانتخابات ولم نعقّب ولا خطبنا، أكيد كان يمكن لحزب الله أن يكون مؤثرا، يعني في مكان ما في الانتخابات الاسرائيلية، لأنه أعتبرنا أن هذا شأن لا يعنينا، أو “كله مثل بعضه”. في نهاية المطاف، في كل الأحول يعني نحن أمام مرحلة جديدة من التعاون الغير مسبوق الذي يمثله نتنياهو وترامب، ورأيتم ترامب يقدم هدايا هائلة، وكله قبل الإنتخابات، القدس قبل الإنتخابات، الجولان قبل الانتخابات، قبل ذلك الاتفاق النووي الايراني، وضع الحرس، نتنياهو جاء اليه وقال له شكرا لانك استجبت لمطالبي. يعني اعتبر أن هذا طلب مقدم من نتنياهو.
ليس هناك من شك أمام التبني الاميركي الكامل، سنكون أمام إستحقاق كبير يتعلق بحدودنا البرية والبحرية وهذا الملف ما زال قائماً ومفتوحاً، والقلق الذي أبداه بعض المسؤولين اللبنانيين على مصير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا هو قلق صحيح، ولكن في نهاية المطاف المسألة لا ترتبط بقرار ترامب ولا بما يريده الإسرائيلي، المسألة ترتبط بإرادتنا الوطنية، إذا كنا نحن كلبنانيين، إرادتنا الوطنية تقول هذه أرضنا، هذه جزء من أرضنا، جزء من سيادتنا، فهي ستُستعاد ويجب أن تُستعاد.
أمام المستجدات الجديدة أيضاً، وبعد مجيء بومبيو وعودته، لا نفترض أن موضوع الضغط الأميركي بإتجاه الفتنة في لبنان وتحريض اللبنانيين بعضهم على بعض قد إنتهى، لأن هذا تبسيط، نعم زيارته لم تؤد النتائج المطلوبة، ولكن السياسة الاميركية التحريضية مستمرة. خلال إعلان بومبيو من واشنطن، عن موضوع تصنيف الحرس على لوائح الارهاب عاد وخاطب اللبنانيين وقال لهم يجب عليكم، “نحن لا نستطيع أن نتحمل صعود حزب الله في لبنان”، هذا شاهد على ما قلته منذ قليل، يعني هو يقول بأننا نحن أقوياء، هو يقول أن نحن في حالة صعود، نحن لسنا في حالة هبوط ولسنا في حالة ضعف ولسنا في حالة تراجع، هذا الصعود يشكل قلقاً عند السيد ترامب وعند بومبيو وعند الإدارة الاميركية ولذلك هو يقول نحن لا نستطيع السكوت، حسنا، ماذا تريد أن تفعل؟ أفعل ما شئت.
لكن هو يصر على تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض، وإخافة اللبنانيين. هنا عندما أشرت إلى التهويل، حتى الان لا توجد أي معلومات، بل توجد معلومات تقول العكس، يعني الكلام عن أنه سيتم وضع دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري أو الأخوة في حركة أمل أو أصدقائنا في التيار الوطني الحر وما شاكل، أو بعض الحلفاء والأصدقاء على لوائح الارهاب أو على لوائح العقوبات، حتى الان ليس هناك من أي معطى، بل على العكس، صدرت من جهات لبنانية رسمية نفي لوجود معطيات من هذا النوع، لكن في بعض الإعلام اللبناني يوجد تكبير لهذا الموضوع، ويشعر الانسان أحيانا أن هناك لبنانيين في واشنطن يعملون في هذا الإتجاه. سأعيد يبدو أو هناك لبنانيين في واشنطن يعملون في هذا الإتجاه، لكن حتى الان هو في دائرة التهويل، في كل الأحول قلت عندما تمتد المسألة إلى أصدقائنا وحلفائنا حينئذٍ يعني أنها تمتد إلى كل بلدنا وإلى كل شعبنا، وهذا يعيدنا إلى الموقف الذي تحدثت عنه وسط الخطبة، لكن في كل الأحوال يجب أن يعرف اللبنانيين أن مصلحتهم هي في التعاون، هي فيما عبّروا عنه، هي في التواصل وعدم الاستجابة لكل هذا التحريض الاميركي، التحريض الاميركي والتدخل الاميركي أيها الأخوة والأخوات دمر بلداناً حولنا، ابقوا هذا في ذهنكم. أيها الشعب اللبناني العزيز والكريم والشريف، أنا أطلب منكم، اتمنى عليكم عندما تسمعون ترامب أو بومبيو أو أي مسؤول أميركي أو إسرائيلي، إستحضروا أمام أعينكم، وأنتم تشاهدون الأخبار والتلفزيونات، من 2011 إلى اليوم وتذكرون المدن والقرى والبلدات والدول التي دمرها التدخل الأميركي والإسرائيلي، والتي حطمها التآمر الأميركي والاسرائيلي والمال، وبعض المال الخليجي بالحد الأدنى، تذكروا أمام أعينكم ملايين النازحين والمهجرين والمنكوبين وعشرات ومئات الالاف والقتلى والجرحى في عالمنا العربي والإسلامي، واليوم تدخل دول جديدة في الحروب، في ليبيا، الله أعلم السودان إلى اين، الله أعلم الجزائر إلى أين، في اليمن إصرار أميركي من قبل ترامب على مواجهة العدوان والحرب، هذه هي أميركا، وأنتم عليكم أن تختاروا، هل تبقون بلدكم في دائرة الأمن والاستقرار والسلام والعيش الواحد والسلام الداخلي وما يلحق به من نتائج إيجابية؟ أو تستجيبون لبعض المرتزقة ولبعض الخونة الذين يتبعون ترامب وبومبيو وأمثالهم، والذين ليس لديهم مشكلة في أن يدمروا هذا البلد، أو يأخذوه إلى حرب أهلية أو فتنة داخلية. اللبنانيون هنا يجب أن يحسموا خياراتهم، انا يجب أن أضم صوتي أيضا في هكذا مناسبة ترتبط بالمقاومة إلى صوت دولة الرئيس الأخ الأستاذ نبيه بري الذي صدح في الدوحة، وأمام برلمانيي العالم، ليشرح لهم الحقيقة، ليقول الحق بصوت مرتفع وبشجاعة منقطعة النظير، ثم يدل الجميع على طريق الخلاص، الوحدة والمقاومة. وفي لبنان أيضا، هو لم يكن يتكلم فقط عن لبنان، عن كل ما يعني منطقتنا، في لبنان وسوريا والعراق وإيران واليمن والبحرين في دول الخليج وشمال افريقيا وفلسطين في كل منطقتنا، الطريق هو الوحدة والمقاومة. وعندما نأتي إلى لبنان، الطريق هو الوحدة والمقاومة، إذا كنا نريد للبنان هذا أن يبقى قويا عزيزا منتصرا سيدا حرا بمعزل عن مشاكله الداخلية مزدهرا أو ضمن أمل أن يزدهر أو ضمن أمل أن يعالج أزماته، الوحدة والمقاومة.
في هذه المناسبة اتوجه الى إخواني الجرحى وأخواتي الجريحات لأشكرهم على عظيم صبرهم وعلى ثباتهم وإيمانهم وعلى روحيتهم العالية التي عبّروا عنها في حضورهم اليوم وعلى مدى السنوات وفي كل المناسبات وحضورهم في الجبهات وفي الساحات وفي الاحتفالات وفي كل موقف يعبر فيه عن الموقف، يجب أن أتوجه بالشكر إلى عائلاتهم الشريفة، إلى الامهات الكريمات العزيزات التي تحملن عبء جراح أولادهم وهن وهم في زهرة الشباب، إلى الزوجات الكريمات والشريفات اللاتي أيضا تحملن هذا العبء، وأخص بالذكر، ودائما أخص بالذكر الأخوات اللاتي أقدمن على الزواج من جرحى، ونذرن حياتهن، أقول حياتهن الشريفة، في خدمة هؤلاء الجرحى وفي خدمة هؤلاء المقاومين وفي خدمة هؤلاء المضحّين، وهذا من أعظم ما يمكن أن يتقرّب به إلى الله سبحانه وتعالى في مثل هذه الحياة.
أتوجه بالتحية والشكر أيضا إلى إدارة مؤسسة الجرحى، إلى مديرها العام، إلى الأخوة والأخوات العاملين في هذه المؤسسة، على إخلاصهم وصدقهم وخدماتهم الجليلة.
ويجب أيضا أن أتوجه بالشكر إلى أهلنا وشعبنا في لبنان الذين، وبالرغم من كل الظروف الصعبة في الماضي، قدّموا يد العون، وهم دائماً احتضنوا المقاومة، وقدموا يد العون لليمن. اليوم أيضا، هناك جمعيات ومؤسسات دعت منذ أيام وقامت بوضع حساب لجمع أموال وتبرعات للأخوة في إيران، صحيح إيران دولة عظيمة وكبيرة وقوية وقد لا تحتاج إلى مساعدتنا أو مساهمتنا، ولكن هذه المساهمة التي يُقدم عليها الناس والتي نؤيدها ونشجعها وندعمها هي تعبير عن الوفاء، عن جانب أخلاقي، عن جانب إنساني تجاه هذا الشعب الايراني الشريف والعزيز الذي وقف إلى جانبنا دائماً في كل المحن.
أود أن أتوجه بالشكر أيضاً إلى كل الذين تفاعلوا مع كلماتي وخطبي السابقة فيما يتعلق بموضوع العقوبات والحصار المالي على المقاومة، إلى الاطفال، إلى الفتيات والفتية الذين أخرجوا ما في (قججهم) وكسروها وأرسلوا ما بداخلها وأرسلوا لي أموالهم، أشكرهم فرداً فرداً، ولاحقا نرى كيف نرسل لهم الهدايا ونرسل لهم الرسائل أو نسخ من القرآن.
أيضاً للعائلات الكريمة والشريفة التي بادرت، إلى كل الذين اتصلوا، وأنا أريد أن أختم بهذا المشهد لأقول لكم، لجمهور المقاومة، لبيئة المقاومة، للشعب اللبناني، اطمئنوا على مستقبل هذه المقاومة، ولأقول لترامب ولمن معه ولنتنياهو ولمن معه وللمراهنيين من المرتزقة ومن الذين يتبعون العدو لأقول لهم انتظروا خيبتكم الجديدة كما في كل الخيبات.
وأنا سوف أسرد مثلين، وهذان حصلا معي أنا شخصياً، بعد الخطاب، طبعاً قلت للإخوان أن الأمور لم تصل إلى هذا الحد، أحد الإخوان اتصل وقال لي، أي من إخواننا، قال إنني أملك منزلاً وهو لديه عمله الخاص والله سبحانه وتعالى منعم عليه وولدي لديه منزل ملك، سيد باللحظة التي تعتبر أنك تحتاج إلى مال لهذه المقاومة، المطلوب منكم إشارة وأنا أبيع هذه البيوت وأرسل أموالها إليك، نحن نقدم بيوتنا من أجل أن تستمر هذه المقاومة. طبعاً هذا رد فعل طبيعي ومتوقع وهكذا تصرف الناس في حرب تموز، لكن هناك تصرف أنا أيضا لم يكن ليخطر على بالي، من الممكن أن يخطر ببالي أن يقول أحد الأشخاص هذا الذهب الخاص سوف أرسلهم لكم، البيت نبيعه ونرسل لكم ثمنه، الأرض نبيعها ونرسل لكم ثمنها.. ممكن، ولكن ما لم يخطر على بالي أنّ أحد الأشخاص أرسل لي – والآن قد لا يكون من المناسب أن أذكر الإسم – أرسل لي وقال سيد أنا لا أملك منزلاً وليس لدي أي أملاك وإمكاناتي المالية متواضعة لكن في اللحظة التي أشعر أن المقاومة في مأزق مالي حقيقي أنا جاهز أن أبيع كليتي وأن يقوم إبني ببيع كليته وأن تقوم زوجتي ببيع كليتها وتقديم ثمن هذه الكلية إلى المقاومة لتستمر المقاومة.
هؤلاء هم أناسنا، هؤلاء هم جمهورنا، هذه هي بيئتنا، هؤلاء أهلنا، هؤلاء شعبنا، هؤلاء هم الذين كانوا كذلك منذ مئات السنيين ومنذ عشرات السنيين وفي رحلة المقاومة هذه.
لذلك أختم بالقول بهذه المناسبة الجليلة والعظيمة في يوم التضحيات ويوم العزم ويوم الثبات ويوم الاخلاص ويوم الصدق ويم العطاء بلا حدود والجود بكل موجود، في يوم أبي الفضل العباس عليه السلام، في يوم الجريح المقاوم، أقول لكم بكل ثقة ويقين وتوكل على الله سبحانه وتعالى ومعرفة بكم بإخلاصكم بصدقكم بثباتكم بصبركم بعزمكم بجودكم وكرمكم وتضحياتكم، في هذه المعركة سننتصر ولن ينتظر ترامب وبومبيو ونتنياهو وكل الذين يقفون في جبهتم إلا الخيبة والفشل والخزي والعار، ولن ينتظر شعوبنا ومقاومتنا ومحورنا إلا المزيد من النصر والانتصارات والمجد والكرامة.
كل عام وأنتم بخير، مباركون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: العلاقات الاعلامية - حزب الله