من المتوقع أن يكشف العلماء يوم الأربعاء عن أول صورة على الإطلاق يتم التقاطها لثقب أسود فيما يعد إنجازا كبيرا في مجال الفيزياء الفلكية، يتيح فرصة لفهم أفضل لهذه الوحوش السماوية التي تتمتع بقوة جاذبية هائلة لا يفلت منها أي جسم أو ضوء.
وستعقد المؤسسة الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة مؤتمرا صحافيا في واشنطن لإعلان “نتائج رائدة لمشروع إيفنت هورايزون تليسكوب”، وهو شراكة دولية تشكلت عام 2012 في محاولة لرصد بيئة الثقب الأسود. ومن المقرر عقد مؤتمرات صحافية متزامنة أيضاً في بروكسل وسانتياغو وشنغهاي وتايبه وطوكيو.
ويعد ما يعرف بأفق الثقب الأسود، أحد أعنف الأماكن في الكون، نقطة اللا عودة فبعدها يتم ابتلاع أي شيء من النجوم والكواكب إلى الغازات والغبار وكل أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي بما في ذلك الضوء.
وأحجم العلماء المشاركون في البحث عن كشف النتائج قبل الإعلان الرسمي عنها، لكنهم واضحون فيما يتعلق بأهدافهم. فقد قال شيبارد دولمان، مدير مشروع (إيفنت هورايزون تليسكوب) والعالم بمركز هارفارد آند سميثسونيان للفيزياء الفلكية، في مؤتمر بولاية تكساس في مارسآ/ذار إن المشروع يهدف إلى “التقاط أول صورة لثقب أسود. إنه تعاون بين أكثر من 200 شخص على مستوى العالم”.
وقال عالم الفيزياء الفلكية بجامعة أريزونا ديميتريوس سالتيس، وهو من علماء المشروع، إن البحث سيكون اختبارا لنظرية النسبية لألبرت أينشتاين التي تعد أحد أعمدة العلم. وتهدف هذه النظرية، التي تعود إلى عام 1915، إلى شرح قوانين الجاذبية وعلاقتها بقوى أخرى في الطبيعة.
واستهدف الباحثون ثقبين أسودين عظيمي الكتلة. يعرف الأول بثقب (ساجيتاريوس إيه ستار) ويقع في مركز مجرة درب التبانة وتزيد كتلته عن كتلة الشمس بأربعة ملايين مرة ويبعد 26 ألف سنة ضوئية عن الأرض.
والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في عام وهي 9.5 تريليونات كيلومتر. أما الثقب الأسود الآخر فيدعى (إم 87) ويقع في مركز مجرة فيرجو إيه المجاورة، وتزيد كتلته بنحو 3.5 مليارات مرة عن كتلة الشمس ويبعد 54 مليون سنة ضوئية عن الأرض.
وتتعدد أحجام الثقوب السوداء وتتشكل عند انهيار نجوم هائلة في نهاية دورة حياتها. والثقوب السوداء عظيمة الكتلة هي الأكبر وتبتلع الأشياء والإشعاعات وقد تندمج مع ثقوب أخرى.
المصدر: رويترز