كتب الباحث “Carlo Jose Vicente Caro” مقالة نشرت على موقع “National Interest” قال فيها إن موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال السعودية يتناقض و شعاره الإنتخابي عن ضرورة مواجهة ما اسماه “الإرهاب الراديكالي”.
و أضاف الكاتب بأن ترامب لديه “إيمان مطلق بالملكية السعودية” و يردد خطاب القيادة السعودية إذ يصف إيران بأنها “الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم”. غير أن الكاتب أردف بأن جماعات متطرفة مثل القاعدة و النصرة و داعش لا تتشكل من “متطرفين شيعة” (وفق تعبير الكاتب)، وبأن هذه الجماعات خاضعة لتأثير الفكر السلفي و تعاليم “رجال الدين السعوديين”.
كما قال الكاتب إن “تعاليم ابن تيمية تشكل الأساس الايديولوجي للوهابيين و تنظيمي داعش و القاعدة و غيرهم من الجماعات ، وأضاف بأن داعش يبرر الكثير من أفعاله استناداً على فلسفة ابن تيمية.
و تابع الكاتب بأن “محمد ابن عبدالوهاب تبنى نفس فكر ابن تيمية و حوّل هذا الفكر إلى حركة سياسية دينية “امتدت حول العالم”. و هنا قال إن المشكلة هي أن “هذا النموذج” هو طائفي الى درجة كبيرة، وإن الكراهية دائماً ستولد العنف”.
هذا و أشار الكاتب إلى ان السعودية قامت بتصدير هذا الفكر من خلال تمويل “المدارس” في العالم الإسلامي، وذلك في إطار مساعيها الهادفة الى القضاء على اي فكر إسلامي “معتدل”. و عليه أردف بان هدف السعودية هو الهيمنة على العالم الإسلامي، وقال إن “المعركة” ليست فقط مع الشيعة بل مع اي فكر آخر داخل الطائفة السنية.وفق قوله.
كذلك وصف الكاتب “رؤية ابن تيمية بانها منغلقة و توسعية، وتحدث عن قيام السعودية بنشر الفكر المتطرف في دول مثل باكستان و اندونيسيا”. و حول “اندونيسيا تحديداً قال الكاتب إن المساجد التي مولتها السعودية هناك تسبب بمشاكل طائفية لم تكن موجودة سابقاً بهذا البلد”. كما أشار إلى تقارير افادت بأن “رجال الدين” في بعض هذه المساجد ايدوا سفك دماء الاقلية الشيعية في اندونيسيا. بناء عليه اعتبر أن هدف السعودية هو السيطرة على الحشود و تلقينهم الفكر المتطرف.
و في نفس الوقت أضاف الكاتب بأن المشكلة لا تنحصر بالعالم الإسلامي إذ ان السعودية تمول “رجال الدين” و المساجد في الغرب أيضاً. و هنا لفت إلى تقرير صدر عن الحكومة البريطانية عام 2017 جاء فيه بان السعودية هي المصدّر الأول للتطرف داخل بريطانيا.
عقب ذلك شدد الكاتب على أنه لا يمكن محاربة التطرف من دون مواجهة الدور الذي تلعبه السعودية فيه. كما أردف بأن ترامب و لو كان يعني بالفعل ما يقوله عن “أميركا أولاً”، لكانت الولايات المتحدة تبنت مقاربة اكثر استراتيجية في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
و تابع الكاتب بأنه كان ينبغي على الإدارة الأميركية اتخاذ خطوات للضغط على الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بهدف دفع الأخير إلى اقالة نجله محمد بن سلمان من منصب ولي العهد. كما قال إنه كان ينبغي على الإدارة الأميركية إتخاذ خطوات على صعيد الغاء صفقات التسلح مع السعودية و فرض عقوبات عليها بسبب قيامها بنشر افكار “الكراهية”.
و في الختام عاد و شدد الكاتب على أن موقف ترامب تجاه السعودية يتناقض و وعده الإنتخابي حول ضرورة مواجهة ما اسماه “الإرهاب الإسلامي الراديكالي”.
المصدر: ناشيونال انترست