أكد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أن “الوطن العربي لا تعوزه آليات العمل المشترك ولا الموارد البشرية والمادية ولا عناصر الوحدة والتكامل ومع ذلك ظلت منطقتنا رهينة أوضاع دقيقة وقضايا لم تجد بعد طريقها نحو التسوية، بل ما فتئت تتفاقم لتثقل كاهل بلداننا وتنهكها وتستنزف مقدرات شعوبنا سياسيا وامنيا وتربويا.”
أضاف السبسي في كلمته خلال افتتاح القمة العربية في تونس “من غير المعقول أن يتواصل الوضع على ما هو عليه وان تستمر المنطقة العربية في صدراة مؤشرات بؤر التوتر واللاجئين والمآسي الانسانية والارهاب وتعطيل التنمية، كما انه من غير المقبول ان تدار قضايانا العربية المرتبطة مباشرة بأمننا القومي خارج اطر العمل العربي المشترك وان تتحول منطقتنا الى ساحات للصراع الدولية والاقليمية، ولذلك علينا العمل على استعادة زمام المبادرة في معالجة أوضاعنا بأيدينا وهو ما يستدعي في المقام الاول تجاوز الخلافات وتنقية الاجواء العربية وتنمية أواصر التضامن الفعلي بيننا.”
وتابع “التحديات التي تواجهنا أكبر من ان نتصدى لها فرادة، فلا خيار لنا غير التآزر وتعزيز الثقة والتعاون بيننا، ومن هنا نقترح عليكما انت تنعقد قمتنا هذه تحت عنوان “قمة العزم والتضامن.”
وأردف السبسي “من هنا كان لابد لنا من وقفة حازمة لتحديد مواطن الخلل في عملنا العربي المشترك مما يمكننا من بلورة تقييم جماعي للمخاطر واعادة ترتيب الاولويات، فتخليص المنطقة هي حاجة ملحة لا تنتظر التأجيل، وتأكيد المكانة المركزية للقضية الفلسطينية واعادتها الى دائرة الضوء على الساحة الدولية بات ضروريا وهو ما يقتضي منا ابلاغ رسالة واضحة الى المجتمع الدولي مفادها ان تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة والعالم يمر عبر ايجاد تسوية عادلة وشاملة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني وقيام الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس الشريف، ولتحقيق هذا الهدف لا بد من تكثيف جهودنا من اجل وضع حد للقرارات والممارسات الرامية الى المس بمرجعيات القضية الفلسطينة والتصدي لكل من شأنه المساس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني خاصة حقه في تقرير المصير.”
وتابع “لا يزال الوضع في ليبيا مبعث انشغال عميق لنا، وتداعيات تأزيم الوضع هناك تطال الامن والاستقرار في عموم المنطقة، وايمانا منا بأن الحوار يضل السبيل لتفادي الازمات نسقنا مع الجزائر ومصر بمبادرة لمساعدة لبيا على تحقيق تسوية سياسية شاملة وفق مسار الامم المتحدة بما يمكن من اعادة الامن والاستقرار ، ونجدد دعمنا للمساعي الاممية المساعدة لانهاء هذه الازمة في ليبيا، ونحن واثقون على قدرة الاطراف الليبية على التوافق.”
وقال “وإزاء التطور الاخير الرامي الى احتلال الجولان السوري وفرض سيادة اسرائيل الكاملة عليه فإننا نؤكد ان هذه الارض العربية ارض محتلة بإعتراف المجتمع الدولي.”
وجدد السبسي “الدعوة لمواصلة الجهود الاقليمية والدولية لحل الازمة اليمنية.”
وقال “نرحب باتفاق ستوكهولم لانهاء الحرب اليمنية وندعو لتنفيذه، وندعو الى حل القضية اليمنية وفقا للمبادرة الخليجية والقرارات الدولية ومخرجات الحوار اليمني.”
وتابع: “ندعو الى تفعيل الآليات العربية لتسوية النزاعات في المنطقة، نثمن مخرجات القمة العربية الاوروبية التي عُقدت في القاهرة.”
وأردف السبسي: “نؤكد على ضرورة السعي الى تحصين مجتمعاتنا ضد تأثيرات تيارات العنف، ولا بد من دفع التنمية الشاملة في المنطقة التي تعد احد اهم تحدياتنا ويجب تعزيز التعاون بين دولنا.”
وأكمل: “التحديات أمامنا أكبر من أن نتصدى لها فرادى، ونجدد عزمنا على مواصلة العمل من أجل الارتقاء بالعلاقة مع جميع الدول العربية.”
المصدر: وكالة يونيوز
