السبب الدقيق وراء حدوث مرض التوحد غير واضح، إذ ليس هنالك عامل واحد ووحيد معروفا باعتباره المسبب المؤكد، لمرض التوحد، لكن يعتقد ان هناك عوامل خطر تزيد من احتمال الاصابة بالتوحد وهي تشمل:
1- العامل الوراثي: العامل الوراثي يمكن أن يؤثر على خطر بعض أشكال مرض التوحد، إذا كان هناك أخ أو أخت أو توأم أو كان أحد الوالدين مصاب بالتوحد، يكون الشخص أكثر عرضة لتطويره أيضًا.
العائلات التي لديها طفل مصاب بالتوحد، لديهم احتمال أكبر لولادة طفل اخر مصاب بالمرض، ولأن مرض التوحد يسري في عائلات، يعتقد معظم الباحثين أن يمكن لمجموعات معينة من الجينات ان تحفز اصابة الطفل بمرض التوحد. اضافة الى ان الوالدين أو الأقارب الذين لديهم طفل يعاني من التوحد، عادة ما يعانون من اضطرابات معينة في بعض المهارات النمائية أو التطورية، أو حتى من سلوكيات ذاتوية معينة.
2- اضطراب في الدماغ والجهاز العصبي: يعتقد بعض الباحثين بأن ضررا في اللوزة (Amygdala)، وهي جزء من الدماغ يعمل ككاشف عن حالات الخطر، قد يكون ضمن أحد العوامل التي تحفز ظهور مرض التوحد، ويعتقد الباحثون ان هناك جينات بعضها تؤثر على نمو الدماغ وتطوره وعلى طريقة اتصال خلايا الدماغ فيما بينها.
3- الحمل والولادة: هناك بعض الأدلة على أن الفترة الحرجة لتطوير التوحد تحدث قبل وأثناء وبعد الولادة مباشرة. عندما تتعرض المرأة الحامل لعقاقير أو مواد كيميائية معينة، يكون طفلها أكثر عرضة للتوحد. كما ان المشاكل الصحية لدى الأمهات مثل السكري والسمنة، واستخدام الأدوية المضادة للتطهير أثناء الحمل قد تزيد من احتمال الإصابة بالمرض.
وتم ربط بعض الادوية التي تتناولها المرأة أثناء الحمل، مثل الثاليدوميد وحمض فالبرويك، في زيادة خطر الإصابة بالحالة، وكذلك مشاكل أثناء مخاض الولادة أو خلال الولادة نفسها، لكنها لا زالت قيد البحث.
4- بعض الأمراض: في بعض الحالات، تم ربط مرض التوحد ببعض الامرض مثل:
-بيلة الفينيل كيتون (Phenylketonuria) غير المعالج، وهو اضطراب أيضي فطري ناتج عن عدم وجود إنزيم
-الحصبة الألمانية
-متلازمة الكروموسوم X الهش (Fragile x syndrome)، وهي متلازمة موروثة تؤدي إلى خلل ذهني، الذي يؤدي إلى تكون وتطور أورام في الدماغ
-الاضطراب العصبي المعروف باسم “متلازمة توريت” (Tourette syndrome)
-الصرع الذي يسبب نوبات صرعية
-التصلبٌ الحدبي (Tuberous sclerosis) والتصلب الدرني
5- عوامل بيئية: تظهر الأبحاث أيضًا أن بعض التأثيرات البيئية قد تزيد أو تقلل من خطر التوحد لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للاضطراب. هناك احتمال أن تكون عدوى فيروسية، أو تلوثا بيئيا بسبب تلوث الهواء، على سبيل المثال، عاملا محفزا لنشوء وظهور مرض التوحد.
6-عمر الوالدين: العمر المتقدم للأم أو الأب يزيد من احتمال وجود طفل مصاب بالتوحد. وخاصة الاباء، اذ يميل الباحثون إلى الاعتقاد بأن الأبوة في سن متأخرة قد تزيد من احتمال الاصابة بالتوحد. قد أظهر بحث ان الأطفال المولودين لرجال فوق سن الأربعين عاما هم أكثر عرضة للاصابة بالتوحد من الأطفال المولودين لاباء تحت سن الثلاثين عاما.
7- بعض التطعيمات: بالرغم من الأصوات المتعالية حول الموضوع، إلا أنه لا يوجد دليل على أن اللقاحات تسبب مرض التوحد. وهناك خلاف في كل ما يتعلق بالعلاقة بين التوحد وبين بعض التطعيمات التي تعطى للأطفال، مثل اللقاح الثلاثي (MMR Triple vaccine -) ولقاحات أخرى تحتوي على الثيميروسال (Thimerosal)، وهو مادة حافظة تحتوي على كمية ضئيلة من الزئبق.
بالرغم من أن غالبية اللقاحات المعطاة للأطفال اليوم، لا تحتوي على الثيميروسال، إلا أن الخلاف والجدل ما زالا قائمين.
المصدر: ويب طب