اتفق المشاركون في ثاني جولة من المفاوضات حول مستقبل الصحراء الغربية الجمعة على الالتقاء مجددا لمباحثات جديدة، لكن مبعوث الامم المتحدة أقر بأن الكثير من المواقف لازالت متباعدة جدا. ولم يسجل المغرب الذي ضم هذه المستعمرة الاسبانية السابقة في 1975، وجبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال المنطقة تقدما باتجاه تنظيم استفتاء تقرير مصير ترفضه تماما الرباط.
وفي مؤتمر صحافي، أقر الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة للصحراء الغربية الرئيس الالماني السابق هورست كوهلر بأن التقدم بطيء. وقال “ليس ولن يكون أمرا سهلا، لازال هناك الكثير من العمل أمام الوفود” مضيفا “لا يجب أن يتوقع أحد التوصل لنتيجة سريعا. لأن العديد من المواقف لازالت مختلفة في العمق”. وبعد ست سنوات من غياب الحوار بين أطراف النزاع نظم لقاء أول مغلقا في كانون الاول/ديسمبر 2018 في مقر الامم المتحد بجنيف.
ونظم اللقاء الثاني الخميس والجمعة في مكان لم يكشف قرب جنيف بحضور وزراء خارجية الجزائر والمغرب وموريتانيا. وقال كوهلر “هذه المرة كانت نيتي تتمثل في تعزيز التحرك الايجابي الناجم عن الاجتماع الاول والبدء في التطرق لقضايا جوهرية أكثر”.
وأعلن ان الوفود “وافقت على مواصلة هذه العملية والاجتماع مجددا على الهيئة ذاتها”. وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ان الوفود وافقت على أن تلتقي مجددا قبل صيف 2019. وفي حين تطلب البوليساريو تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية الغنية بالفسفاط والثروة السمكية. كرر الوزير المغربي ان بلاده على استعداد لبحث “حكم ذاتي” لكنها تحت أي ظرف “لن تقبل استفتاء يكون أحد خياراته الاستقلال”.
في المقابل شدد ممثل البوليساريو على ضرورة تمكين الشعب الصحراوي من التعبير بحرية وتقرير مستقبل هذه المنطقة. وقال “من غير استفتاء حر تنظمه وتضمنه الامم المتحدة. لا نرى كيف يمكن أن يحدث هذا التعبير” عن ارادة سكان الصحراء الغربية.
وتنتهي ولاية بعثة الامم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية والتي تضمن وقفا لاطلاق النار في هذه المنطقة منذ 1991 في نيسان/ابريل. ويتوقع أن تعمل واشنطن على تجديد هذه الولاية فقط لستة أشهر خلافا لسائر أعضاء مجلس الامن وأولهم فرنسا التي تفضل تجديد ولاية البعثة لمدة عام.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية